في اتصال هاتفي، يوم الجمعة الماضي، بالمقاول الذي أوكلت له مهمة إنجاز الاصلاحات والأشغال بمسجد الشهداء بالدارالبيضاء، وبعد صدور الحكم الابتدائي بخصوص ملف النزاع بينه وبين وزارة الأوقاف، أوضح السيد (ز) أنه "مستعد للانسحاب من المسجد وأخذ كل المواد التي يحرسها الحارس منذ أكثر من سنة، بعد توقف الاشغال بسبب عدم وجود لغة الحوار مع مسؤولي مديرية المساجد التابعة للوزارة بالرباط، مضيفا، أنه توصل الاسبوع الماضي ببلاغ بواسطة عون قضائي يفيد بانسحابه من المسجد، بعدما حكمت المحكمة ابتدائيا لصالح الوزارة المعنية، إلا أنه طالب بإجراء خبرة على اساس ان تتم المعاينة لكل ما أنجزه من اصلاحات حيث لم يتبق ،حسب قوله، سوى شهر ونصف من الاصلاحات: وهو ماقبلته المديرية، ووافقت عليه، وطلبت منه تحمل مصاريف الخبير، وهو ما تم بالفعل، قبل أن "أفاجأ ببلاغ الانسحاب بواسطة العون، الشيء الذي دفعني للاتصال بالمحامي الذي تدخل في الأمر، وأنا الآن مازلت أنتظر الرد... ". ويضيف المقاول ( ز) أنه فور ما يحضر الخبير للقيام بمهمته، سينسحب وليست له أية فائدة في البقاء، مؤكدا في حديثه أنه متأسف لهذه الوضعية "التي ساهمت في تأخير إعادة فتح بيت من بيوت الله، وحرمان سكان أحياء جمال، اولاد هرس، اقامة الفال، عز الدين، التيسير، مراد وكل الأحياء المجاورة و المئات من مرتادي هذا المسجد الذي فتح أبوابه سنة 1983 ، والذي اشتهر بارتباطه بالقارئ المتميز الشيخ مصطفى غربي الذي تصلي خلفه الآلاف خلال صلاة التراويح في شهر رمضان". كما أوضح المقاول للجريدة أنه وقع مع مديرية المساجد قبل بداية الاصلاحات ، عقدا بخصوص الورش بمبلغ 4000.000,00 درهم (أي 400 مليون سنتيم). وتوصل بمبلغ 1.300.000,00، أي 130 مليون سنتيم، وتبقى من الصفقة مبلغ 270 مليون سنتيم) ليفاجأ مؤخرا بإسناد الوزارة الصفقة من جديد لإتمام الورش لمقاول آخر بمبلغ 570 مليون سنتيم، مؤكدا أن ما تبقى من الاصلاحات لا يتجاوز مبلغ 1.300.000,00 درهم، أي 130مليون سنتيم" ؟ وبعيدا عن الجدل الذي أثير حول ملف إصلاح وترميم مسجد الشهداء ،الذي يشكل معلمة ذات مرجعية مميزة في وجدان سكان الدارالبيضاء عموما ، يبقى أمل سكان الأحياء المجاورة ، وغيرهم ممن تعودوا ارتياد هذا الجامع ، هو أن تتدخل الجهات المعنية للعمل على تجاوز كل العراقيل التي تحول دون فتح هذا المسجد في وجه آلاف المصلين ، وفي الآن ذاته إنارة كل "النقط المظلمة" التي رافقت إنجاز إصلاحات تخص أحد بيوت الله، والتي ما كانت لتصل أصداؤها إلى المحاكم لو تم استحضار "قدسية" المكان المطلوب ترميمه؟