دعوات لإلغاء ترخيص "أوبر" في مصر بعد محاولة اغتصاب جديدة    توصيات بمواكبة تطور الذكاء الاصطناعي    هل يتجه المغرب إلى تصميم المدن الذكية ؟    المنتخب المغربي يستقبل زامبيا في 7 يونيو    زنيبر.. رئاسة المغرب لمجلس حقوق الإنسان ثمرة للمنجز الذي راكمه في مجال النهوض بحقوق الإنسان وحمايتها    شبيبة البيجدي ترفض "استفزازات" ميراوي وتحذر تأجيج الاحتجاجات    إسرائيل تقول إنه يتعين على مصر إعادة فتح معبر رفح مع قطاع غزة، والقاهرة تستنكر محاولات تحميلها الأزمة الإنسانية    "البسيج" يفكك خلية إرهابية بمدينتي تيزنيت وسيدي سليمان    إدارة الزمالك تسجل اعتراضا جديدا قبل مواجهة نهضة بركان    السيتي يهزم توتنهام ويقترب من التتويج بالبريمرليغ    ميراوي يجدد دعوته لطلبة الطب بالعودة إلى الدراسة والابتعاد عن ممارسة السياسة    رفع أسطول الطائرات والترخيص ل52 شركة.. الحكومة تكشف خطتها لتحسين النقل الجوي قبل المونديال    طقس الأربعاء.. نزول أمطار متفرقة بهذه المناطق        الطاقة الاستيعابية للأحياء الجامعية.. ميراوي: الوزارة تهدف إلى 410 ألف سرير    توقيف 8 طلبة طب بوجدة بعد يوم واحد من تهديدات ميراوي        عميد المنتخب المغربي يتوج هدافا للدوري الفرنسي    توقيع عقد للتنزيل الجهوي لخارطة طريق السياحة بجة الشمال    الأمثال العامية بتطوان... (598)    رئيس "الليغا" يؤكد انضمام مبابي لريال مدريد بعقد مدته 5 سنوات    تاريخها يعود ل400 مليون سنة.. الشيلي تعيد للمغرب 117 قطعة أحفورية مهربة    وزير التجهيز: 3000 كلم طرق سيّارة ستواكب تنظيم المغرب لكأس العالم    تنسيقيات التعليم تؤكد رفضها القاطع ل"عقوبات" الأساتذة وتحذر من شبح احتقان جديد    القضاء يتابع مُقتحم مباراة نهضة بركان والزمالك    الجامعة تعين مساعدا جديدا لطارق السكتيوي    340 نقطة سوداء على مستوى الطرق الوطنية تتسبب في حوادث السير    الاتحاد الأوروبي يمنح الضوء الأخضر النهائي لميثاق الهجرة واللجوء الجديد    "الطابع" لرشيد الوالي يكشف عن مأساة مهاجر مغربي في رحلة بحث عن الهوية    قيمة منتجات الصيد الساحلي والتقليدي المسوقة ارتفعت لأزيد من 3,5 مليار درهم    جماعة طنجة ترصد نصف مليار لتثبيت مئات الكاميرات لمراقبة شوارع المدينة    دار الشعر بمراكش تواصل الانفتاح على التعدد اللساني والتنوع الثقافي المغربي    هذا الجدل في المغرب… قوة التعيين وقوة الانتخاب    "أكديطال" تفتتح مستشفى ابن النفيس    بسبب إياب نهائي الكونفدرالية.. تأجيل مواجهة نهضة بركان والرجاء إلى يوم 23 ماي القادم    ارتفاع حصيلة قتلى العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 35173 منذ بدء الحرب    إدارة السجن المحلي بتطوان تنفي تعرض سجين لأي اعتداء من طرف الموظفين أو السجناء    "أطلنطا سند" تطلق التأمين المتعدد المخاطر منتوج "برو + المكتب"    قُصاصة حول إصدار    الباحث البحريني نوح خليفة: جهود المغرب تأتي موازية لتطلعات العالم الإنساني وعالم الطبيعة    بعد القضاء.. نواب يحاصرون وزير الصحة بعد ضجة لقاح "أسترازينيكا"    هاشم تقدم مؤلف "مدن وقرى المغرب"    دعوات متزايدة عبر الإنترنت لمقاطعة مشاهير يلتزمون الصمت حيال الحرب على غزة    بيع لوحة رسمها الفنان فرنسيس بايكن مقابل 27.7 مليون دولار    الصين تدعو لعلاقات سليمة ومستقرة مع كوريا    المخرج الإيراني محمد رسولوف يفر من بلاده "سرا" بعد الحكم عليه بالجلد والسجن    السعودية: لاحج بلا تصريح وستطبق الأنظمة بحزم في حق المخالفين    أسعار النفط تواصل الارتفاع وسط توقعات شح الإمدادات    دراسة: البكتيريا الموجودة في الهواء البحري تقوي المناعة وتعزز القدرة على مقاومة الأمراض    جامعة شعيب الدكالي تنظم الدورة 13 للقاءات المغربية حول كيمياء الحالة الصلبة    اعتقالات و"اقتحام" وإضراب عام تعيشه تونس قبيل الاستحقاق الانتخابي    إسبانيا ترد على التهديد الجزائري بتحذير آخر    لماذا يجب تجنب شرب الماء من زجاجة بلاستيكية خصوصا في الصيف؟    الأمثال العامية بتطوان... (597)    نقابة تُطالب بفتح تحقيق بعد مصرع عامل في مصنع لتصبير السمك بآسفي وتُندد بظروف العمل المأساوية    وفاة أول مريض يخضع لزرع كلية خنزير معدل وراثيا    الأمثال العامية بتطوان... (596)    هل يجوز الاقتراض لاقتناء أضحية العيد؟.. بنحمزة يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بغداد تعلن فرار مسلحي داعش من الرمادي وأمريكا لا تؤكد

أعلن مسؤول أمني عراقي فرار جميع مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية من المجمع الحكومي في وسط مدينة الرمادي غرب بغداد، في أهم مكسب ميداني للقوات الحكومية منذ سيطر التنظيم الجهادي على مناطق واسعة في البلاد صيف 2014.
وقال المتحدث باسم جهاز مكافحة الارهاب في العراق صباح النعمان لوكالة فرانس برس ان »جميع مسلحي داعش فروا ولم يعد هناك اي مقاومة«، مشددا على ان»العملية حسمت وقواتنا ستدخل المجمع خلال الساعات القادمة».
وأضاف ان «قواتنا تحاصر المجمع الحكومي بشكل كامل وتقوم بتفتيش المباني» مشيرا الى ان «الطرق المحيطة جميعها مفخخة وتحتاج إلى جهد هندسي كبير، اضافة إلى تفخيخ المباني الحكومية بشكل كامل»
لم تعلن الحكومة العراقية رسميا بعد تحرير الرمادي عاصمة محافظة الانبار، لكن احتفالات عمت بغداد وعددا من المحافظات ابتهاجا بهذا التقدم العسكري للقوات العراقية.
وأشاد رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري ب»الانتصارات الكبيرة التي حققتها قواتنا الأمنية البطلة بالتعاون مع أبناء الحشد العشائري والتي تكللت بتحرير مدينة الرمادي من دنس الإرهاب«.
واضاف في بيان نشره الموقع الالكتروني للمجلس ان »العراقيين تلقوا اليوم بشرى عظيمة بتحرير مدينة الرمادي (...) ان هذا الانتصار الكبير يمثل انكسارا لشوكة داعش الإرهابي ونقطة انطلاق لتحرير نينوى« ، المحافظة التي يسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على عاصمتها الموصل منذ صيف 2014.
من جهته قال ضابط عراقي كبير »ان المنطقة اصبحت ساقطة عسكريا بيد قواتنا، لكن لن نعلن عن التحرير الا بعد دخولنا الى المجمع ورفع العلم العراقي فوقه«.
من جانبه، قال علي داود رئيس مجلس قضاء الخالدية، شرق الرمادي، ان »مسلحي داعش اجبروا جميع الاسر التي تسكن في محيط المجمع الحكومي على مرافقة مقاتليهم الذين فروا باتجاه منطقة السجارية والصوفية وجويبة لاتخاذهم دروعا بشرية«.
واشار الى »قيام عدد كبير من مسلحي داعش بحلق ذقونهم للتستر عند فرارهم مع المدنيين باتجاه مناطق شرق الرمادي«.
وكانت القوات العراقية حققت الاحد تقدما ضد تنظيم الدولة الاسلامية في وسط مدينة الرمادي بعد اشتباكات تكبد فيها التنظيم الجهادي خسائر كبيرة، بحسب مسؤولين امنيين.
وبلغت القوات العراقية الجمعة منطقة الحوز، وهي تقاطع استراتيجي باتجاه المجمع الحكومي الذي تعتبر استعادته تاكيدا لفرض السيطرة الكاملة على المدينة.
واعلن مقدم في الجيش طالبا عدم نشر اسمه ان القوات العراقية »اصبحت قريبة جدا من المجمع الحكومي واستطاعت تحرير دائرة صحة الانبار القريبة من المجمع«.
واشار الضابط العراقي الى ان »التقدم احرز بعد اشتباكات مع عناصر داعش اسفرت عن مقتل العديد منهم«، مشيرا الى »اصابة سبعة من عناصر القوات الامنية اثر انفجار عدد من العبوات الناسفة«.
وزرع التنظيم الشوارع المحيطة بالمجمع الحكومي بعدد كبير من العبوات الناسفة لاعاقة تقدم القوات، »الامر الذي أبطأ عملية تحرير المجمع لكنه لم يوقفها«، بحسب مسؤول امني.
وتمكنت القوات العراقية في وقت سابق من تحرير منزل امير عشائر الدليم ماجد عبد الرزاق العلي، الذي يقع على بعد اقل من 300 متر من المجمع، وفقا للمصدر.
ونفذ طيران التحالف الدولي صباح الاحد ضربات استهدفت مباني يتواجد فيها مسلحو وقناصة تنظيم الدولة الاسلامية، وفقا للمسؤول الامني نفسه.
واضاف ان »وضع القوات الامنية داخل الرمادي في تطور وتقدم وسط انكسار وانهيار صفوف تنظيم داعش«.
واعلن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية انه شن 31 ضربة جوية خلال الاسبوع المنصرم على الرمادي.
ورحب المتحدث باسم التحالف ستيف وارن بفرار الجهاديين من المجمع الحكومي في الرمادي، معتبرا ان هذا النصر »هو نتيجة شهر من الجهود الشاقة التي بذلها الجيش العراقي وقوات مكافحة الارهاب وسلاح الجو العراقي وقوات الشرطة المحلية والاتحادية اضافة الى مقاتلي العشائر، مدعومين جميعا باكثر من 600 غارة جوية نفذها التحالف منذ يوليو».
واعلنت مصادر طبية في بغداد ان 93 عنصرا من قوات الامن العراقية جرحوا ونقلوا الى المستشفيات الاحد، فيما اعلنت مصادر عسكرية عراقية ان اكثر من 50 جهاديا قتلوا خلال الساعات ال48 الماضية.
واعتبر المحلل السياسي احسان الشمري ان الفضل »في تحقيق هذا النصر يعود الى القوات العراقية« مضيفا »انها المرة الاولى منذ هجوم داعش على شمال العراق التي تتمكن فيها القوات العراقية من تحقيق انتصار من دون دعم قوات الحشد الشعبي«.
ومن الجهة الشمالية قال قائد عمليات الانبار اللواء الركن اسماعيل المحلاوي لوكالة فرانس برس ان »قوات الجيش شرعت صباح اليوم في تطهير المنازل التي يتواجد فيها جيوب تنظيم داعش بين الطريق الدولي ونهر الفرات قرب جسر البوفراج، في الجانب الشمالي من الرمادي«.
وتحدث المحلاوي الذي يقود قوة المحور الشمالي عن مقتل ثمانية من عناصر التنظيم الجهادي، صباح الاحد، كما اكد تفكيك 260 عبوة ناسفة كانت مزروعة على جانب الطرق خلال الساعات ال 24 الماضية.
واشار المحلاوي الى ان الجهاديين حاولوا تنفيذ هجوم انتحاري بسيارتين مفخختين لاستهداف قوات الجيش في مناطق البوذياب والبوفراج، كلاهما شمال الرمادي، لكن القوات العراقية تمكنت من تفجير السيارتين وقتل من فيهما قبل وصولهما الى مواقع القوات العراقية.
وبعد الهجوم الكبير الذي شنته القوات العراقية على المدينة والذي تمكنت خلاله من اختراق خطوط دفاع تنظيم الدولة الاسلامية، سرعان ما تباطأ التقدم اثر انتشار القناصة والهجمات الانتحارية والعبوات الناسفة الموزعة بشكل كثيف على الطرقات.
واعاق عمليات التقدم كذلك، المدنيون والعائلات العالقة داخل مدينة الرمادي والتي يسعى التنظيم الجهادي لمنعهم من الخروج لاستخدامهم دروعا بشرية.
وبلغ عدد الاسر التي تم انقاذها من مناطق الاشتباكات في داخل مدينة الرمادي اكثر من 250 عائلة تم نقلها الى اماكن خاصة بالمهجرين في منطقة الحبانية.
وكانت القوات الحكومية قد صمدت في الرمادي لاشهر عدة قبل ان يشن الجهاديون هجوما على المدينة في مايو الماضي استخدموا فيه عشرات السيارات الانتحارية المفخخة والجرافات المدرعة المفخخة، وتمكنوا خلاله من فرض السيطرة بشكل كامل على المدينة بعد انسحاب القوات العراقية منها.
و قال مسؤول عسكري أمريكي أول أمس الأحد إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية لا يمكنه في الوقت الراهن تحديد ما إذا كانت قوات الأمن العراقية طهرت المجمع الحكومي في الرمادي.
داعش: من الهجوم الى الدفاع
إلى ذلك، تحول تنظيم الدولة الاسلامية في الأشهر الاخيرة من مهاجم الى مدافع عن مناطق سيطرته في سوريا والعراق جراء تعدد الغارات التي تستنزفه وكذلك المعارك التي يخوضها على اكثر من جبهة، وفق ما يؤكد محللون.
ومني التنظيم المتطرف الذي اعلن »الخلافة الاسلامية« في يونيو 2014 بخسائر ميدانية عدة في العراق وسوريا، لكنه في المقابل وسع نطاق عملياته خارج البلدين، منفذا اعتداءات عدة حول العالم اوقعت عشرات القتلى.
ويقول الباحث العراقي هشام الهاشمي، المتابع عن قرب لتحركات المجموعات الجهادية في سوريا والعراق، »تحولت قوات تنظيم داعش على معظم جبهات القتال في سوريا والعراق في الاونة الاخيرة إلى وضع دفاعي فقدت معه عنصر المبادرة الذي كان التنظيم يعتمد عليه في ضرب أعدائه«.
ويوضح ان اسبابا عدة تقف وراء هذا التحول، من ابرزها »فقدان التنظيم قدرته على التحرك بشكل أرتال كبيرة بسبب استهداف سلاح الجو لها، وانهيار مخازنه اللوجستية وقطع العديد من طرق امداده والطرق البديلة التي كان يعتمدها«.
ويضيف ان »التنظيم خسر في الآونة الاخيرة عددا كبيرا من الانتحاريين الذين يلعبون الدور الأكبر في القوة الهجومية« خلال العمليات التي ينفذها.
وتتعرض مناطق سيطرة التنظيم وتحديدا في سوريا، بعد تبنيه الشهر الماضي اعتداءات باريس التي اوقعت 130 قتيلا واسقاط طائرة الركاب الروسية في سيناء حيث قتل 224 شخصا، لضربات جوية كثيفة تشنها طائرات الائتلاف الدولي بقيادة اميركية بالاضافة الى طائرات روسية. وتستهدف هذه الغارات مواقع الجهاديين وتحركاتهم ونشاطاتهم النفطية التي تعد ابرز مصادر تمويلهم.
وخسر التنظيم في العراق سيطرته على مدينة بيجي ومصفاة النفط القريبة منها في محافظة صلاح الدين في اكتوبر، ومدينة سنجار غرب مدينة الموصل الشهر الماضي،ما تسبب بقطع طريق امداد استراتيجية يستخدمها الجهاديون بين العراق وسوريا، بالاضافة الى مناطق اخرى عدة في ديالى وكركوك.
وفي سوريا، انسحب التنظيم من مساحات واسعة في ريف الحسكة الجنوبي (شمال شرق) ومن بلدات عدة في ريف حلب الشرقي (شمال).
ويقول الباحث والخبير في الجغرافيا السورية فابريس بالانش »يتعرض تنظيم الدولة الاسلامية لهجمات من اطراف عدة وعلى جبهات عدة: حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي في الحسكة وقوات البشمركة الكردية وحزب العمال الكردستاني في سنجار مدعومين بغارات اميركية، بالاضافة الى الجيش السوري مدعوما بغارات روسية في شرق حلب ومدينتي القريتين وتدمر في حمص (وسط)«.
ويتعرض التنظيم كذلك ل «ضربات تنفذها روسيا وفرنسا في الرقة«، ابرز معاقله في سوريا.
اضعاف التحالف
يؤيد بالانش فكرة ان التنظيم يتخذ موقعا »دفاعيا وينكفئ الى المناطق التي يتمتع فيها بثقل شعبي: المنطقة السنية العربية في وادي الفرات في سوريا وشمال غرب العراق«.
لكنه يوضح انه لا يزال يحتفظ بقدرته على »شن هجمات محليا« في شمال حلب وباتجاه المناطق المجاورة للبادية في وسط سوريا.
وفي العراق، صدت قوات البشمركة الكردية الاسبوع الماضي هجوما شنه جهاديو التنظيم في محافظة نينوى، بمؤازرة غارات الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن. وقتل نحو 200 جهادي خلال هذه العملية.
ويرى بالانش ان التنظيم »ينسحب من المناطق حيث السكان معادون له كما هو الحال في المناطق ذات الغالبية الكردية« في سوريا، ملاحظا ان »الهجوم العراقي- الاميركي في العراق يتركز على الرمادي، عاصمة الانبار، اكثر من الفلوجة القريبة من بغداد،وحيث لداعش حاضنة شعبية«.
ويؤيد كريم بيطار الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس لوكالة فرانس برس ان مقاتلي التنظيم »يعملون في المرحلة الراهنة على تعزيز سيطرتهم اكثر من شن هجمات« لكنه يقول انهم »ما زالوا قادرين على تجنيد عدد كبير من الاجانب واثبتوا انهم قادرون على الضرب في كل مكان ويعملون على تقوية قدراتهم الادارية«.
وبات التنظيم في ليبيا على سبيل المثال، يسيطر على مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) ويسعى للتمدد في المناطق المحيطة بها والغنية بابار النفط.
وعلى الرغم من الجهود الدولية المبذولة للقضاء على التنظيم المتطرف، افاد تقرير نشرته مؤسسة صوفان للاستشارات الامنية في 8 دجنبر، بان عدد المقاتلين الاجانب في العراق وسوريا تضاعف اكثر من النصف خلال عام ونصف ليبلغ 27 الفا.
يقول الهاشمي ان التنظيم »لم يفقد قدرته على تجنيد عناصر جدد ولكنه فقد نشاطه وحريته،خصوصا بعد تورطه في هجمات باريس«.
وتتركز »اولويات« التنظيم حاليا، وفق الهاشمي، على »تفكيك التحالف الدولي وإشغاله في أمنه الداخلي واضعاف مشاركته بسبب ضغط الرأي العام الداخلي عليه وصناعة فوضى عنصرية ودينية في الغرب«.
وبحسب تقرير صوفان، فإن ما بين 20 و30 في المئة من المقاتلين الاجانب يعودون الى بلدانهم، ما يطرح تحديات كبرى لاجهزة الامن المحلية، خصوصا مع تطلع تنظيم الدولة الاسلامية الى تنفيذ اكبر عدد من الهجمات في الخارج.
وفي السياق ذاته، يرى بالانش ان التنظيم وبعد »فشله في اسقاط طائرات الائتلاف« الدولي الذي تقوده واشنطن في سوريا والعراق، » يخطط لهجمات داخل الدول الاعضاء في الائتلاف على غرار فرنسا، في محاولة لزعزعة الاستقرار وكسب المعركة الدعائية، التي من المحتمل ان توفر له المقاتلين والتمويل».
مواقف سعودية أكثر جرأة
اتخذت السعودية مؤخرا مواقف اكثر جسارة تجاه النزاع السوري خشية تحقيق نظام الرئيس بشار الاسد مكاسب مستفيدا من دعم خصمها الاقليمي ايران والتدخل العسكري الروسي، بحسب ديبلوماسيين ومحللين.
واستضافت الرياض هذا الشهر مؤتمرا لاطياف سياسية وعسكرية سورية معارضة، صدرت في ختامه رؤية موحدة لمفاوضات محتملة مع النظام، تشترط رحيل الرئيس بشار الاسد مع بدء المرحلة الانتقالية.
وبعد ايام من ذلك، اعلنت الرياض تشكيل تحالف عسكري اسلامي من 34 دولة بهدف »محاربة الارهاب«، في خطوة تلاها نقل وسائل اعلام عن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ان دولا عدة خصوصا خليجي، تجري»مشاورات« حول ارسال قوات خاصة الى سوريا.
ويقول دبلوماسي دولي لوكالة فرانس برس رافضا كشف اسمه، ان الاستراتيجية السعودية الراهنة »مرتبطة بايران« الخصم اللدود للمملكة والمنافس لها على نفوذ اقليمي يمتد من اليمن حتى لبنان.
ويرى المحلل السياسي السعودي جمال خاشقجي ان الضربات الجوية التي بدأت موسكو بشنها في سوريا نهاية شتنبر، ساهمت في الموقف السعودي المستجد من النزاع المستمر منذ قرابة خمسة اعوام.
ويقول »الانخراط او التدخل الروسي، على رغم انه محدود، اضاف نوعا من الدينامية الى الوضع السوري«.
وتعد ايران وروسيا ابرز الداعمين للنظام، وساندتاه باشكال شتى لا سيما عسكرية، منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة له عام ،2011 والتي تحولت الى نزاع دام متشعب اودى باكثر من 250 الف شخص.
وأتى توحيد المعارضة قبل مفاوضات محتملة اتفق على السعي الى عقدها خلال اجتماع منتصف نوفمبر الماضي في فيينا، جمع دولا معنية بالنزاع السوري، بينها السعودية وايران. وتضمن اتفاق فيينا خطوات لانهاء النزاع تشمل تشكيل حكومة انتقالية واجراء انتخابات.
واصدر مجلس الامن الدولي قرارا بالاجماع الاسبوع الماضي، يتضمن خطوات لحل الازمة السورية.
ويرى خاشقجي ان السعودية »ناشطة جدا لانه يبدو ان النزاع السوري يقترب مما تبدو انها خاتمة، وثمة حاجة للمملكة في هذه اللحظة«.
وكان الجبير اكد الشهر الماضي ان الحل العسكري لازاحة الاسد لا يزال مطروحا، على رغم تصريحات لمسؤولين غربيين، ألمحت الى احتمال تقبل دور معين للاسد في المرحلة الانتقالية، لا سيما في ظل تنامي التهديد الجهادي وتبني تنظيم الدولة الاسلامية هجمات في الغرب.
استباقا لرفع العقوبات
وتتهم السعودية ايران بالتدخل في ملفات اقليمية عدة لا سيما سوريا والعراق واليمن ولبنان، انطلاقا من حسابات مذهبية تعمل على تغليب مصلحة المكونات الشيعية في هذه الدول على حساب المكون السني.
وفي ظل هذه التباينات، كشف الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية حسين جابر انصاري الاثنين عن »جهود دبلوماسية« لتسهيل »حوار مباشر« بين طهران والرياض »من اجل تسوية الخلافات والقضايا الاقليمية«.
وتزايدت الهواجس السعودية تجاه تنامي نفوذ طهران في اعقاب الاتفاق حول الملف النووي الايراني، والذي سيؤدي تباعا الى تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، في مقابل الحد من قدراتها النووية.
ويقول الدبلوماسي الدولي ان السعودية»ترغب في جمع اصدقائها وحلفائها« قبل تحرر ايران من القيود التي فرضها برنامجها النووي.
ويرى دبلوماسي غربي آخر ان الاعتقاد السائد هو »انه اذا اردت انجاز امر ما، لا يمكنك الاعتماد على الآخرين«.
ويضيف بان التنافس الاقليمي مع طهران ادى »دورا كبيرا« في المعارضة السعودية للاسد، والمطالبة برحيله عن الحكم.
ويضم التحالف الاسلامي الوليد دولا معظمها ذات غالبية سنية، ولم يضم في صفوفه ايران، او حتى العراق وسوريا حيث يسيطر تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف على مساحات واسعة منذ اكثر من عام.
وبحسب مجموعة »اوراسيا« البحثية، فالتحالف الذي اعلنته السعودية، ورغم انه لا يلحظ حتى الآن خطوات عسكرية عملية، قد يساهم في محاربة تنظيم الدولة الاسلامية »فقط في حال كان النظام السياسي في مرحلة ما بعد النزاع في سوريا والعراق، يضعف نفوذ ايران«.
واتى الاعلان عن التحالف الجديد على لسان ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، بعد قرابة تسعة اشهر من تشكيل الرياض تحالفا عربيا يساند الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ضد المتمردين الحوثيين الذين تتهمهم بتلقي دعم ايران.
ومنذ تولي الملك سلمان مقاليد العرش في السعودية، يرى دبلوماسيون غربيون ان المملكة بدلت من سياستها الدبلوماسية الهادئة لصالح مقاربة هجومية اكثر في السياستين الاقليمية والدولية. ويرى هؤلاء ان بن سلمان هو احد الدافعين بقوة باتجاه هذه المقاربة الجديدة للسياسة الخارجية.
وبعد تزايد هجمات الجهاديين في الغرب خلال الفترة الماضية، وجه سياسيون غربيون انتقادات لدول خليجية ابرزها السعودية، متهمين اياها بتغذية الارهاب، وهو ما رفضته مرارا المملكة المشاركة في الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
وردا على سؤال عن سبب الاهتمام السعودي بسوريا، قال الدبلوماسي الغربي ان النزاع السوري هو حاليا عامل اساسي لعدم استقرار المنطقة. اضاف »في حال لم تكن ثمة (حرب في) سوريا، لربما لم يكن ثمة وجود لتنظيم الدولة الاسلامية«.
الغارات الروسية
تشن روسيا منذ حوالى ثلاثة اشهر غارات كثيفة في سوريا تقول انها تستهدف »الارهابيين«، لكن منظمات غير حكومية تحصي مقتل اكثر من الفي شخص بينهم مئات المدنيين جراء هذه الضربات التي تتركز بمعظمها على مناطق خالية من الجهاديين.
واتهمت منظمة العفو الدولية في تقرير نشر الاربعاء روسيا بقتل »مئات المدنيين« والتسبب»بدمار هائل« في سوريا جراء الغارات الجوية التي تشنها على مناطق سكنية، معتبرة ان هذه الضربات قد ترقى الى حد كونها »جرائم حرب«.
ورفضت وزارة الدفاع الروسية الاربعاء هذا التقرير، مؤكدة ان الاتهامات الواردة فيه »زائفة« و»لا تستند الى ادلة«.
وقالت منظمة العفو في تقريرها ان »الضربات الجوية الروسية أسفرت عن مقتل مئات المدنيين وتسببت بدمار هائل في مناطق سكنية، حيث أصابت منازل ومسجدا وسوقا مكتظة بالناس بالإضافة إلى مرافق طبية، وذلك في نمط هجمات ي ظهر أدلة على وقوع انتهاكات للقانون الدولي الإنساني«.
وافادت المنظمة ومقرها لندن، بانها وثقت »أدلة تشير إلى استخدام روسيا للذخائر العنقودية المحظورة دوليا والقنابل غير الموجهة في مناطق سكنية مكتظة«.
وتناولت المنظمة في تقريرها بصورة خاصة ستة هجمات وقعت في محافظات حمص (وسط) وإدلب (شمال غرب) وحلب (شمال) في الفترة الممتدة بين سبتمبر و نوفمبر، مشيرة الى انها تسببت ب »مقتل ما لا يقل عن 200 مدني ونحو 12 مقاتلا «.
وقال فيليب لوثر، مدير برنامج الشرق الاوسط وشمال افريقيا في المنظمة »يبدو ان بعض الضربات الجوية الروسية اصابت مدنيين او اهدافا مدنية بشكل مباشر« معتبرا ان»مثل هذه الضربات ربما تصل إلى حد جرائم الحرب«.
ويشير التقرير بهذا الصدد الى انه »لم تكن هناك اي اهداف عسكرية او مقاتلون في المحيط المباشر للمناطق التي ضربت« ما يدعم الاتهامات ب »انتهاك القانون الدولي الانساني«.
ونفى المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية ايغور كوناسنكوف خلال مؤتمر صحافي الاربعاء استخدام قنابل عنقودية، كما شكك في تاكيدات المنظمة عن خلاء المناطق المستهدفة من جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية.
خدعة و كذب
كذلك نددت منظمة العفو بموقف السلطات الروسية التي تكتفي بالصمت او النفي حين تتهم بقتل مدنيين، مشيرة بصورة خاصة الى رد فعل موسكو بعد هجوم ادى الى تدمير مسجد عمر بن الخطاب بوسط جسر الشغور في محافظة ادلب في الاول من اكتوبر، حيث عمدت روسيا الى بث صورة التقطت عبر الاقمار الصناعية لمسجد لا تظهر عليه ايه اضرار، ليتبين لاحقا انه مسجد اخر.
وندد لوثر بهذا الصدد باستخدام موسكو »خدعة .. لتفادي التدقيق في افعالها في سوري« فيما اتهمها التقرير ب»الكذب بغية التغطية على الاضرار المدنية«.
وردا على تقرير منظمة العفو، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية ايغور كوناسنكوف الاربعاء خلال مؤتمر صحافي»اطلعنا على هذا التقرير. ومرة اخرى لم يكن فيه اي شيء ملموس او جديد: المعلومات المكررة ذاتها والمعلومات الزائفة ذاتها التي سبق ونددنا بها مرارا«.
وتابع ان المنظمة »توضح منذ المقدمة انها حصلت على جميع الوقائع التي يعرضها التقرير عن بعد، في اتصالات هاتفية مع مدافعين محليين مزعومين عن حقوق الانسان«.
ودان كوناشنكوف استخدام منظمة العفو المتكرر »عبارات من نوع +الضربات الروسية على ما يبدو+ او +انتهاكات مفترضة+ بدون ادنى دليل«.
وقال المتحدث ان »منظمة العفو الدولية تؤكد انه في المناطق التي تقول انها استهدفت بالضربات الروسية لم يكن هناك اهداف عسكرية او ناشطون مسلحون. لكن لا يمكنها معرفة ذلك وليس لديها وسائل للتثبت منه«.
واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان الثلاثاء انه بين نهاية سبتمبر و21 ديسمبر ادت الغارات السورية الى مقتل 2132 شخصا، يتوزعون بين 710 مدنيين، بينهم 161 طفلا و104 نساء، و1422 مقاتلا، هم 598 عنصرا من تنظيم الدولة الاسلامية و824 عنصرا من الفصائل المقاتلة والاسلامية وجبهة النصرة (ذراع تنظيم القادة في سوريا).
وتشن موسكو حملة جوية في سوريا مساندة لقوات النظام منذ 30 سبتمبر، تقول انها تستهدف تنظيم الدولة الاسلامية و»مجموعات ارهابية« اخرى. وتتهمها دول الغرب وفصائل مقاتلة باستهداف المجموعات التي يصنف بعضها بانها »معتدلة« اكثر من تركيزها على الجهاديين.
ولفت مركز الدراسات الاميركي »انستيتيوت فور ذي ستادي اوف وور« ان الضربات الروسية تتركز بشكل اساسي على المناطق التي لا وجود لتنظيم الدولة الاسلامية فيها، ومنها محافظة ادلب، معقل الفصائل المسلحة، مشيرا الى »التباع« بين اهداف روسيا المعلنة وخطابها المعادي لتنظيم الدولة الاسلامية، وبين عملياتها على الارض.
صمت دولي
وقال استاذ العلوم السياسية زياد ماجد الخبير في الشؤون السورية لوكالة فرانس برس »ان هذه الارقام لا تشكل مفاجأة للاسف« موضحا ان »الجمعيات المحلية الحقوقية والمدنية تقوم بعمل موثق مدعوم بالصور والفيديو، منذ بدء الضربات الروسية«.
ومع تعاقب الغارات الجوية ترد بصورة شبه يومية على شبكات التواصل الاجتماعي صور لا تحتمل ولا يمكن التشكيك بصحتها، لاطفال ومدنيين مزقتهم القنابل وعشرات العبوات القاتلة على شكل كرات معدنية نشرتها القنابل العنقودية.
وقال ماجد ان موسكو تتذرع بوجود جبهة النصرة في هذه المنطق لتنفيذ غارات عشوائية عليها معتبرا ان »الصمت التام للحكومات الغربية على جرائم الحرب المحتملة هذه مثير للصدمة«.
ولفت الى ان »مئات الاف المدنيين يعيشون في هذه المناطق حيث لا وجود لتنظيم الدولة الاسلامية. ثمة اطفال يذهبون فيها الى المدارس، ومرافق صحية، ومخابز، ومولدات كهرباء... اليوم هذه الحياة المحلية لم تعد تتعرض لقصف النظام فحسب، بل كذلك لقصف الطيران الروسي الذي يلحق بها اضرارا هائلة«.
وحذر بان اعمال العنف الجديدة هذه »ستغذي اكثر احساس المجموعات بالظلم وبان العالم تخلى عنها، كما انها ستؤجج خطابا من الكراهية ضد العالم الخارجي«.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.