أعرب المتدخلون في «يوم فاس» في دورته السادسة، عن الأمل في أن تنخرط جميع مؤسسات فاس وأطياف مجتمعها المدني ، في الاحتفال به على نحو يبرز عناصر الإستراتيجية التي رسمتها الحكامة، والخطوات الأولى لتنزيلها على أرض الواقع، حتى تتحقق النقلة النوعية، وتلحق فاس بشقيقاتها (مراكش والرباط وطنجة والبيضاء) فيما حظيت به من برمجة وتمويل وعناية، لتصير بحق الحاضرة المتجددة والمستدامة. وتنافس الحاضرون بقصر المؤتمرات صبيحة الخميس 21 يناير 2016، بحضور ممثلين عن كل من الجماعة والجامعة ومجلس العمالة والمنتدى، وجمهور من الأساتذة الباحثين والإعلاميين والطلبة ومختلف أطياف المجتمع المدني بفاس، في جرد التحديات، والتذكير بالأولويات والانتظارت، مع اقتران تخليد هذا «الحدث» بتمثيلية جديدة لنخب إدارية وسياسية تحملت مسؤولية صناعة القرار. وأكد المشاركون على عدد من التحديات والأولويات تُجْمِلُها الخلاصات والانتظارات التالية: بخصوص المدينة الخضراء: التعجيل بتخليص المدينة من الأزهار الاصطناعية المعلقة. صيانة الحدائق المهملة. تفعيل حديقة النبات، وتوسيع مجالها (يمكن استلهام تجربة مجموعة الجماعات في تدبير استدامة صيانة جنان السبيل لتسريع إخراج حديقة النبات بالمعايير المتعارف عليها عالميا إلى حيز الواقع).تصحيح وضعية متنزه ملعب الخيل (مراجعة التسمية توفير المرافق الصحية رفع مستوى الصيانة) تَعدادُ حدائق الأحياء وحدائق الأطفال. التحفيز على تعميم الأسطح والشرفات المزهرة، والأحياء والإقامات الخضراء. إحياء المستنبت البلدي وإمداده بالموارد البشرية والمادية، وتخصيص حيز منه للحفاظ على أشجار وأزهار باتت مهددة بالانقراض (الكرموس الشعري النكاص المسكي التفاح العكري زهرة الفن....) برمجة استغلال الوديان العابرة للمدينة، بإقامة مجالات خضراء على ضفافها.رفع تحدي تحقيق متنزهات لفاس على مواقع منها: ظهر المهراز بنسودة عنق الجمل عين الطيور مقلع حافة مولاي إدريس...). ونبه المشاركون السلطات إلى أن سكان فاس بحاجة إلى متنزهات وعبروا عن إمكانية الإعلان عن تعبئة مندمجة لعملية تشجير تطوعية، إحياء لتجربة تشجير غابة ظهر المهراز بسواعد التلاميذ والطلبة في مطلع ستينيات القرن العشرين. وعلى صعيد المدينة النظيفة: طالب المشاركون بتسريع معالجة النفايات السائلة: مرج الزيتون مخلفات محطة معالجة المياه العادمة الليكسيفيا بالمطرح المراقب . تخليص المدينة من الخرب المهملة، والدارات المهجورة التي تؤول إلى مستودعات للنفايات، ومآوي للمنحرفين.تعميم المراحيض العمومية وفق أحدث النماذج.(19 نونبر: اليوم العالمي للمراحيض) إنجاح عملية فرز النفايات، والعمل على تعميمها (من المصدر إلى المطرح)، بتحقيق شراكة بين الجماعة والجامعة والمجتمع المدني، مع تحيين وتفعيل القرار البلدي الزاجر للمخالفات.عقد مناظرة يسهم فيها كل من الجامعة والجماعة والمجتمع المدني، تُسْتحضَرُ فيها التجاربُ الناجحة في المرور من عشوائية التخلص من النفايات إلى إحكام تنظيم الفرز من المصدر إلى المطرح.إيلاء المقابر العناية اللازمة بالسهر على حسن تنظيمها، وضمان أمنها، واستدامة صيانتها، مع إبراز مقابر الأعلام، والتعريف بمقابر المرينيين. وفي مجال تهيئة الفضاء الطرقي: فقد استعجلواتعميم الولوجيات بدءاً بالجماعة والمرافق التابعة لها، وإلزام المنشآت المحدثة بتوفيرها.تحرير الملك العمومي (مع تفادي البناء، والاكتفاء ببرمجة مواقع العرض ومواقيته، والسهر على التنظيف المباشر بعد العرض). صيانة الأرصفة، وضمان استوائها.تحرير مسار مستقل للنقل الحضري، وتخصيص مسارات مستقلة للدراجات .تجهيز مراكن لوقوف السيارات، وتحفيز الخواص على الاستثمار في هذا المجال.تفعيل لجنة السير وتمكينها من التنسيق بين المصالح ذات الصلة بالسلامة الطرقية (مصلحة أشغال الطرق م.المساحات الخضراء، م.الإنارة العمومية والإشارات الضوئية م. التصميم..) تحرير الملتقيات الطرقية من ظاهرة التسول التي تشكل خطراً على مستعملي الطريق، أيّاً كانت جنسية المتسول. وفي ما يتعلق بتأهيل النقل الحضري و التحديات والأولويات التي لا تقبل الانتظار، دعا المشاركون إلى التعجيل بالبت في الاختيار بين الترامواي والحافلة ذات المستوى العالي في الخدمة B.H.N.S. تكييف الفضاء الطرقي مع متطلبات تأهيل النقل الحضري. جلب الاعتمادات لربح الرهان.العمل بتنسيق مع م.و.س.ح على تحقيق مشروع قطار القرويين لتوفير الربط السككي المعزِّز للنقل الحضري بين غرب المدينة وشرقها (بنسودة سيدي احرازم). من ناحية ثانية، وفي مجال تطوير الإدارة: أكد المشاركون أن الإدارة الفعالة سر نجاح التنمية المستدامة، وفعاليتها مرهونة ب: تحقيق آليات التنسيق بين أقسامها ومصالحها من جهة، وبين المنتخبين والإداريين من جهة أخرى. تسريع خدماتها، وتفعيل التكوين المستمر لأطرها، وبرمجة الورشات التأهيلية لتقنييها وعمالها.اعتماد الحكامة في إعداد مخططاتها، ودعم مبادراتها. أما بخصوص المدينة الآمنة: فقد أكدوا على إيلاء الهاجس الأمني العناية الكاملة، بتفعيل الحكامة، والإسهام في توفير أسباب إشاعة الأمن والطمأنينة لدى المقيمين والسياح والزائرين.الاهتمام بمحيط فاس والأحياء الهامشية بها، والسهر على توفير المرافق العمومية اللازمة لإشاعة الشعور بالكرامة وتعزيز روح المواطنة. وعلى مستوى وجه المدينة السياحي: دعت الأطياف المشاركة إلى تسريع إنجاز وتجهيز قصر المؤتمرات في مستوى يليق بفاس، ويؤهلها لاحتضان المؤتمرات العالمية في مختلف المجالات. السهر على إحياء وتفعيل أماسي «صوت وضوء» قرب البرج الجنوبي لفاس، برمجة إحداث «تْرَام جوِّي» Téléférique يصلُ البرج الشمالي بنظيره الجنوبي. تخليق كل الفاعلين في الحقل السياحي من مرشدين وسائقي سيارات الأجرة وعارضين بالتكوين المشجِّع، والمؤاخذة الحازمة، تأكيداً للمصداقية، وصيانة للثقة، وحيلولة دون التحايل الْمُضِيعِ لَهَا. تثمينُ المعالم التاريخية والسياحية بالمدينة، وإضفاءُ البهاء عليها إبرازاً لتراث فاس، وتعريفاً به، وتشجيعاً على ارتياده واستثماره. تحفيز الوحدات السياحية على معالجة نفاياتها قبل التخلص منها. أما على مستوى المدينة الصناعية: فدعت الأطراف المشاركة إلى إبراز مكانة الصناعة التقليدية بالمدينة، ودعم معارضها، وورشات التكوين والتأهيل حفاظاً على موروثها الحضاري المتميز. تشجيع المستثمرين على إحداث وحدات صناعية تُشَغل العاطلين، وتُسهم في ازدهار اقتصاد المدينة. إلزام الوحدات الصناعية بمعالجة نفاياتها قبل التخلص منها. وبحسب عبد الحي الرايس رئيس المنتدى الوطني للمبادرات البيئية، فإن من شأن هذه الانتظارات أن تحفز العاصمة العلمية على تشجيع البحث العلمي وتوظيفه تفعيل الأنشطة الثقافية والفنية دعمُ المبادرات الهادفة إلى رد الاعتبار لفاس كمصدر إشعاع علمي وثقافي وفني تَعداد المتاحف والمسارح إحداث معاهدَ للفنون البصرية والزمنية.دعم المؤسسات التعليمية سَيْراً بها نحو تنشئة الأجيال على المواطنة الصادقة.رعاية الشباب، وتمكينهم من اكتشاف مواهبهم، وتحقيق ذواتهم في الفكر والثقافة، والفن والرياضة. كما تجعلها مدينة متواصلة بامتياز عبر تحقيقها لتواصل داخلي يُسَهِّلُ التنسيق بين مصالح الإدارة الواحدة، وخارجي يَمُدُّ الجسور بينها وبين المصالح الأخرى من جهة، ومع عموم المواطنين من جهة أخرى: فيُسَهِّلُ قضاء الأغراض، ويُرْسِي أرضية من الشفافية والثقة، ويُعززُ المصداقية.