ليلة الجمع العام لجامعة الكرة، وبالفم المليان قالوا آن خبر إقالة بادو الزاكي من المنتخب هو فقط مجرد إشاعة. وقالوا أيضا أن الزاكي باق مع المنتخب. في الصباح اجتمع المكتب الجامعي وتمت إقالة الزاكي وصدر بلاغ جامعي يؤكد أن الإقالة تمت بالتراضي. الزاكي بدوره علق على خبر الإقالة وقال ليلا أن الجمع العام هو لجامعة الكرة وليس لمناقشة وضع الزاكي على رأس المنتخب وأنه مازال يمارس مسؤولياته كاملة غير منقوصة. لكن في الصباح وجد نفسه مقالا. لم نفهم هذه السياقات ولم يسبق لنا أن صادفنا مثل هذه السيناريو التافه. وهذه اللامسؤولية في التعاطي والتعامل مع الرأي العام. وهذا معطى جديد يدفعنا إلى القول إننا أمام أناس مازالوا لم يصلوا بعد مرحلة النضج الذي يمكنهم من تحمل المسؤولية من هذه القيمة وهذا الحجم. لذلك وصلنا إلى هذا الدرك وإلى هذه الدرجة من التبخيس حتى لا نقول الإنحلال. لا نناقش اليوم موضوع بقاء أو انهاء لمرحلة الزاكي، ولن ناقش قيمة الزاكي ومردوده التقني داخل المنتخب الأول. اليوم نريد فقط أن نعرف مع من نتعامل ومن أي صنف هولاء الذين يدبرون آمر الكرة. هل يعتقدون أن مثل هذه الأساليب هي جزء من الذكاء أو جزء من القدرة على التمويه.. إننا فعلا أمام رهط جديد من المسؤولين الذين أضحوا خبراء في تسريب الخبر وفي نفيه وفي فترة لاحقة تأكيده. إننا فعلا أمام اللامسؤولية التي يمتد مداها من أقصى اليمن إلى أقصى درجات التتفيه، تتفيه رأي عام يراهن دوما علي خطاب مسؤول وشجاع. ومع الأسف الشديد، فحين تغيب المسؤولية نصبح أمام لعب «الدراري» أو كما يقال، لتسحر مع الدراري يصبح فاطر. لا نعتقد أن هناك جامعة في العالم تشتغل على عقلية ذاك الذئب الذي يظهر ويختفي، ما الذي منع الجامعة وعلى رأسها رئيسها من القول، أن الزاكي لم يعد مقنعا وأنه بعد مداولات علي ضوء التقارير التي توصلت بها الجامعة، فهناك آفاقا جديدة للعمل لما فيه مصلحة المنتخب. وأن المكتب الجامعي أمام خيارات متعددة سيختار الطريق الأصلح لضمان مسار موقف للمنتخب. أو أن المكتب الجامعي في لحظة تقييم عطاءات المشرف الأول على المنتخب وفي حالة ما إذا اقتنعنا بالتغيير فسنحتكم إلى الكفاءة وإلى الخبرة في تعويض الزاكي ومن تم الإعلان عن البديل. لا نعتقد أن الخروج إلى الرأي العام وبالمسؤولية المطلوبة والشجاعة الكافية، يتطلب مجهودا استثنائيا بل يتطلب فقط أن تكون الرؤيا واضحة وأن يكون الصدق مرتكزا في رسم العلاقات بين المسؤولين عن الجامعة وبين الرأي العام. أما إذا لم يكن الوازع الأخلاقي حاضرا وموجها فذاك شكل ثاني من الثقافة التي بشر بها أصحابنا في زمن أضحى فيه كل شيء بدون معنى.