شكل الأطفال نسبة 20 بالمئة من إجمالي عدد اللاجئين الذين وصلوا إلى أوروبا عبر البحر سنة 2015 مقابل 80 في المئة من البالغين، منهم 14 في المئة من النساء ، وذلك حسب ما كشفت عنه دراسة أعدتها الشركة المتوسطية للتحليل والذكاء الاستراتيجي. وأوضحت الدراسة أن هذه البنية العمرية تتقاطع بقوة مع تلك التي تميز مثلا اللاجئين السوريين في المخيمات المقامة بالشرق الأوسط حيث تمثل نسبة الأطفال أكثر بقليل من نصف اللاجئين ب 51.2 بالمئة من المجموع. وبعد أن سلطت الدراسة الضوء على البنية العمرية للاجئين في المخيمات المقامة بالشرق الأوسط ،وبصفة خاصة، مخيم الزعتري والأسباب التي تجعل هؤلاء اللاجئين يغادرون هذه المخيمات في اتجاه أوروبا، توقفت عند العوامل التي فجرت هذه الأزمة ومنها تفاقم النزاع في سوريا واتساعه في العراق. وأشارت في هذا الصدد إلى أن الوضع السوري يمثل عمق أزمة هذه الهجرة إذ أن أكثر من نصف المهاجرين الذين وصلوا إلى أوروبا في 2015 هم من السوريين . غير أن الدراسة أكدت استنادا الى تصريحات السلطات الالمانية أن ثلث المهاجرين السوريين مزيفون، بحيث أن عدد البالغين ما بين 18 و 45 سنة هم «سوريون» مزيفون مضيفة أن وزير الداخلية الألماني طابياس بلاث، صرح بأن 30 في المئة من المهاجرين ممن صرحوا بأنهم سوريون هم ليسوا كذلك وإنما هم من بلدان عربية أخرى. وأشارت الدراسة إلى أن الحرب في أفغانستان تعد من الأسباب التي تساهم في ارتفاع أعداد اللاجئين والمهاجرين، موضحة أنه تم تسجيل هجرة 103 آلاف مدني نتيجة للنزاع المسلح على مدى ستة أشهر الأولى من سنة 2015 بما يمثل نسبة ارتفاع في أعداد هؤلاء بلغت 43 في المئة مقارنة بسنة 2014 حيث بلغ العدد في تلك الفترة 71 ألف و 800 شخص، حسب مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. كما اعتبرت أن الوضع في إريتيريا وكوسوفو يبقى من الأسباب المؤدية إلى ارتفاع عدد اللاجئين. من جهة أخرى أشارت الدراسة إلى أن محور ليبيا إيطاليا يمثل المحج الرئيسي للهجرة عبر المتوسط إلى أوروبا ،إذ أن فشل الدولة منذ سقوط نظام معمر القدافي سنة 2011 خدم كثيرا شبكات المهربين المحليين الذين باتوا يجنون أموالا طائلة . وأبرزت الدراسة أنه ما بين يناير وشتنبر 2015 غادر 137 ألفا و 500 إلى إيطاليا انطلاقا من الشواطئ الليبية أساسا. وأفادت أنه انطلاقا من تركيا توجد طريقان رئيسيتان للوصول إلى أوروبا الوسطى ثم بعد ذلك إلى أوروبا الشمالية، مضيفة أن الطريق المباشرة هي طريق البلقان الشرقية المارة عبر بلغاريا لكن عدد الحواجز على هذه الطريق يجعل منها طريقا ثانوية ، في حين أن الطريق الآخر الرئيسي هو طريق البلقان الغربية وهو المستعمل أساسا من طرف المهاجرين القادمين من سورية وأفغانستانوالعراق وباكستان. وأشارت الدراسة إلى أن اليونان أصبحت في 2015 نقطة الوصول الرئيسية للمهاجرين السريين بالاتحاد الأوروبي ذلك أنه من بين 770 ألف مهاجر عبروا حدود الاتحاد الاوروبي بطرق غير شرعية دخل عبر اليونان 626 ألفا، بل إن عدد المهاجرين فاق عدد سكان بعض الجزر اليونانية كما هو الحال بالنسبة لجزيرة ليسبوس .