احتجاجا على القرارات الانفرادية، في تغييب تام لباقي أعضاء المكتب المسير، وفي ظل الاستغلال السياسوي، والحزبية الضيقة التي أضحى يمارسهما رئيس جمعية الأمل لمحاربة داء السرطان بإقليم ميدلت، بعد أن ارتمى في أحضان مسؤولي حزب الحمامة بالإقليم، وأضحى يخضع لأساليب الابتزار السياسي بتوظيف الجمعية واعتبارها مطية لقضاء مآرب وفق أجندة انتخابية. في ظل كل هذا، قدم الكاتب العام وإحدى الأعضاء النشيطات بمكتب الجمعية استقالتهما من الجمعية وتحميل مسؤولية الخروج عن المسار النبيل للجمعية لرئيسها. ويأتي على رأس هؤلاء المستغلين سياسيوا للجمعية منتخبون محليون وجهويون على رأسهم رئيس المجلس الإقليمي لإقليم ميدلت الذي، بالمناسبة، ليس سوى نائب رئيس جمعية الأمل، حيث أصبح الناهي والمنتهي في حالة تنافي مع مسؤوليته التي تمنع عليه -تحت طائلة العزل- ربط مصالح خاصة مع الجماعة التي هو عضو فيها أو إبرام أعمال معها. وفي هذا الإطار، عبرت سعاد كورادا إحدى الأعضاء المستقيلات من المكتب، عن امتعاضها وتذمرها من انحراف الجمعية عن أهدافها النبيلة، بعد أن أصبحت رهينة في يد آلة انتخابية تستغلها لكسب أصوات المرضى وعائلاتهم من الناخبين. وحملت مسؤولية ذلك للرئيس الذي حين لاحظت ضعفه أمام قرارات تتخذ بعيدا عن باقي أعضاء المكتب المسير، دون عقد اجتماع للمكتب ودون تدوين محاضر في هذا الشأن، حيث خيرته بين الاستقالة، أو التعامل بشفافية مع كل الملفات التي وضعتها بين يديه. وكشفت سعاد كورادا رفض واستبعاد كل من لا يجاري هؤلاء في مخططاتهم الرامية إلى الاستغلال السياسوي الضيق للجمعية، كما هو الشأن بالنسبة للشريط الوثائقي الخاص بمرضى هذا الداء بإقليم ميدلت الذي تم استبعاده، وحرمان فئة عريضة من مشاهدته. وفي هذا الإطار، تقدمت سعاد كورادا من خلال «الاتحاد الاشتراكي» باعتذار لكل مريض سجلت معه حوارا، أو أدلى لها بتصريح، عبر من خلاله عن معاناته مع المرض بمن فيهم رئيس الجمعية، الذي كان أيضا برفقتها في كل اللقاءات والحوارات. يشار إلى أن هذا الشريط الوثائقي كان مقررا عرضه خلال اليوم الدراسي المنظم أخيرا بشراكة مع مؤسسة لالة سلمى للوقاية وعلاج السرطان، للتحسيس بمعاناة هذه الفئة، ودفع المواطنات والمواطنين للقيام بالفحص المبكر لهذا المرض الخبيث، ومحاربته قبل أن يستفحل في الجسم. ومع ذلك -تقول سعاد- يبقى تشجيع العمل الإنساني ودعمه من مسؤولية الفاعلين في الحقل الجمعوي والجهات المختصة والمؤسسات المنتخبة، بعيدا عن الاستغلال السياسوي الذي يعطل -لا محالة- كل عمل نبيل. هذا، وبعد أن أصبحت الجمعية حديث المهتمين والمتتبعين بميدلت، وتصدع بيتها الداخلي من خلال الاستقالات، على من يهمه الأمر التدخل عاجلا لإرجاع الجمعية إلى سكتها الحقيقية المبنية على سمو عملها الإنساني النبيل.