تكتشف المستشرقة الألمانية الراحلة آنا ماري شمل، والتي كرست أكثر من خمسين سنة من حياتها لفهم العالم الإسلامي، في كتابها "روحي أنثى: الأنوثة في الإسلام"، كنزا من الأفكار والصور التي تزيح الستار عن دور المرأة في الإسلام الذي أسيء فهمه طويلا، منتقدة تحديدا النسويات الغربيات اللائي يتناولن الإسلام دون الاستغراق الكافي في ثقافاته، ولغاته، وتقاليد مجتمعاته العديدة. محطمة الأنماط والأفكار المسبقة، حيث تعيد إنشاء باب هامّ لكنه مجهول في الروحانية الإسلامية، وذلك من خلال محاولة متميزة وجديدة لفهم الأنوثة في الإسلام عموما، والإسلام الصوفي خاصة. وترتحل شمل عبر القصص والأحداث والمواقف منذ زمن الرسول (ص) والخلفاء الراشدين، وكذلك من خلال الأعمال الكلاسيكية بالعربية والفارسية والتركية والهندوإسلامية، لتؤكد مساواة الإسلام بين الرجل والمرأة في القرآن والسنة، وضمن اللغة النسائية في التقاليد العرفانية الإسلامية، وأمهات الكتب الصوفية، والكتب الموجهة إلى الناشئات المسلمات، وأعمال الخطاطات، والشاعرات، والفقيهات. كما بيّنت أن الفرع العرفاني في الإسلام؛ أي الصوفية، يبدي احتراما كبيرا للنساء التقيات، الفقيهات، المتأدبات. وخلصت إلى أن رابعة العدوية أزاحت الطريقة الصوفية في التنسك والزهد مرتقية بها إلى العشق المطلق لله.