أصدر المدير العام للأمن الوطني عبد اللطيف الحموشي، قرارا بالتوقيف المؤقت عن العمل في حق أطر تنتمي لمديرية نظم المعلومات والاتصال والتشخيص، وذلك على خلفية النتائج الأولية لافتحاص شمل مختلف أوجه تسيير هذه المديرية المركزية التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، التي تشرف على البنية التحتية المعلوماتية بالإضافة إلى تدبير الوثائق التعريفية ونظم الاتصالات . وقد صدرت هذه الإجراءات التأديبية المؤقتة، على ضوء خلاصات البحث الداخلي الذي باشرته لجنة افتحاص مختلطة بخصوص طرق وآليات العمل داخل هذه المديرية المركزية وكذا مصالحها الخارجية، وهو البحث الذي سمح برصد العديد من المخالفات المهنية والتجاوزات الإدارية التي همت مختلف الاختصاصات التي تضطلع بها، وكذا التنظيم العشوائي للعمل وسوء تدبير الموارد البشرية الموضوعة رهن إشارتها. كما شملت هذه الإجراءات التقويمية أيضا وضع خارطة طريق تهدف إلى معالجة الاختلالات والتجاوزات الإدارية والتقنية التي تم رصدها، اعتمدت أساسا على القطع مع كل الامتيازات في تدبير الموارد البشرية، وكذا وضع آلية لإعادة انتشار موظفي هذه المديرية بناء على معايير الكفاءة المهنية والتقنية، مع الحرص على فرض الالتزام التام بقيم الحكامة الجيدة في تدبير هذا المرفق العام. وأكد مصدر أمني، أن هذه الإجراءات التأديبية، تندرج في إطار ورش الإصلاح والتخليق الذي أطلقه المدير العام للأمن الوطني الحالي منذ تعيينه من طرف جلالة الملك، في منتصف شهر ماي 2015، وهو الورش الذي يهدف أساسا إلى القطع النهائي مع الارتجالية في التسيير، وعقلنة تدبير الموارد المالية والبشرية الخاصة بموظفي الأمن الوطني، فضلا عن إرساء آليات مشدّدة للمراقبة الداخلية من شأنها منع أي تجاوزات أو اخلالات قد تنطوي على صورة من صور الفساد المالي. وأضاف المصدر ذاته بأن هذه الإجراءات تختزل عدة أبعاد ودلالات، تتجاوز طابعها التأديبي، لأنها تعكس بالملموس حرص المديرية العامة للأمن الوطني على تطبيق القانون في حق جميع موظفيها، بغض النظر عن أي اعتبارات، وبدون انحياز أو محاباة لأي كان، كما أنها جادة في التزامها الراسخ بمواصلة مسلسل التحديث والتطوير. وأكد وزير الشؤون الخارجية التنزاني أوغوستين ماهيغا، أن الزيارة التي يقوم بها جلالة الملك محمد السادس لجمهورية تنزانيا تعد «حدثا تاريخيا غير مسبوق» بالنسبة لهذا البلد الشرق إفريقي. وقال ماهيغا في تصريح للصحافة بمناسبة الزيارة الرسمية التي يقوم بها جلالة الملك لجمهورية تنزانيا الاتحادية «نحن من دون شك ممتنون لزيارة جلالة الملك ، والتي ستمكن البلدين من ربط علاقات وثيقة وعميقة، مستندة في ذلك على العلاقات السياسية التي تجمع بين جلالته وفخامة الرئيس جون ماغوفولي، والتي فتحت الباب أمام تعاون اقتصادي أوسع.» وحسب الدبلوماسي التنزاني، سيتم خلال زيارة جلالة الملك، التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين في مجموعة من المجالات من قبيل النقل الجوي، والسياحة، والبنيات التحتية، والطاقة، معبرا عن أمله في أن تفتح هذه الزيارة الباب مشرعا أمام تدفق الاستثمارات المغربية في اتجاه جمهورية تنزانيا. وفي حديثه عن افتتاح سفارة للمغرب بدار السلام عقب تعيين جلالة الملك لسفير للمملكة بجمهورية تنزانيا، أكد ماهيغا أن بلده يعتزم عما قريب فتح قنصلية عامة لتنزانيا بالمغرب. وذكر الوزير في هذا الصدد بأن العلاقات السياسية بين المغرب وتنزانيا تعود إلى ستينيات القرن الماضي، في زمن الرئيس التنزاني الراحل جوليوس نيريري والمغفور له محمد الخامس اللذان كانت تجمعهما علاقات متينة في إطار حركة التحرر الإفريقية. واستحضر ماهيغا في هذا السياق، الدعم الذي قدمته مجموعة الدارالبيضاء آنذاك لحركة التحرر الإفريقي، وكذا الدور الذي اضطلعت به التشكيلة الأممية المغربية لحفظ السلام بالكونغو، والتي حافظت على وحدة البلاد خلال السنوات الأولى من حصولها على الاستقلال. من جهة أخرى، أوضح وزير الشؤون الخارجية التنزاني أن الزيارة التي يقوم بها جلالة الملك محمد السادس للجمهورية تعيد إلى الواجهة حدثا وازنا في تاريخ هذا البلد الشرق إفريقي، والمتمثل في زيارة الرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة لسواحل البلاد منذ 685 سنة. وقال ماهيغا إن «زيارة الرحالة ابن بطوطة كانت بمثابة علامة وضاءة، ونحن نعتقد أن حلول جلالة الملك محمد السادس هذه المرة ببلدنا يدعونا إلى استحضار هذه الذكريات التي يتعين علينا توظيفها بحكمة كعامل ربط حيوي يجمع بين المغرب بتنزانيا». وذكر الوزير التنزاني بأن ابن بطوطة الذي كان مستكشفا وباحثا فذا، قام بزيارة جزيرة «كيلوا كيسيواني» الموجودة على السواحل التنزانية التي حل بها أيضا، مشيرا إلى أن مرور الرحالة المغربي ب «كيلوا كيسيواني» التي كانت في تلك الفترة مركزا ثقافيا محوريا، ظل محفورا في الذاكرة وأضحى حدثا يدرس في مقررات وكتب التاريخ. وأضاف ماهيغا أن ابن بطوطة مر من تنزانيا قبل رسو سفن الأوروبيين بسواحل شرق إفريقيا، حيث إن المستكشف البرتغالي فاسكو ديغاما، ظل عندما زار المنطقة، منبهرا بالإرث الذي خلفه الرحالة والمستكشف المغربي بجزيرة كيلوا. وخلص وزير الشؤون الخارجية التنزاني، إلى أن الزيارة التي يقوم بها جلالة الملك لتنزانيا تعد حدثا بارزا في حاضر العلاقات الثنائية، والتي «تحثنا على استحضار تلك الذكريات القيمة». وكان جلالة الملك قد غادر ، بعد ظهر الأحد رواندا، متوجها إلى تنزانيا حيث كان في وداعه بالمطار الدولي لكيغالي رئيس جمهورية رواندا بول كاغامي الذي أشاد بقرار المغرب استعادة مكانه الطبيعي والشرعي داخل الاتحاد الإفريقي.وجاء في البيان المشترك الصادر في أعقاب الزيارة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس إلى رواندا (18-23 أكتوبر) أن الرئيس الرواندي «جدد التأكيد على دعم رواندا لهذا القرار والتزامها الراسخ بالعمل على إنجاحه، من أجل قبول عاجل وغير مشروط للمملكة المغربية ضمن عائلتها المؤسساتية الإفريقية ابتداء من القمة المقبلة للاتحاد.» وأكد البيان أن البلدين قررا في هذا الصدد «تعزيز، ابتداء من الآن، مشاوراتهما وتنسيقهما على جميع المستويات وحول مختلف القضايا الإقليمية والقارية ومتعددة الأطراف.» وأضاف المصدر ذاته، أن «قائدي البلدين يتقاسمان «نفس الرؤية الطموحة من أجل إفريقيا متحكمة في مصيرها، تتولى تنميتها بنفسها، وتنخرط بشكل لا رجعة فيه في طريق الاستقرار وتسمع صوتها للعالم». كما أكد قائدا البلدين في هذا الصدد على «ضرورة تعزيز التعاون جنوب-جنوب وثلاثي الأطراف لتحقيق تنمية متواصلة ومستدامة تقوم على أساس تثمين الموارد الذاتية والكفاءات الإفريقية.»