استمر ،أمس، استفزاز البوليساريو للمنتظم الدولي و الأممالمتحدة من خلال نشر مسلحين في المنطقة العازلة الكركارات واحتلال الطريق التي قام المغرب بإصلاحها سابقا من أجل سهولة انسياب التجارة بين المغرب وموريتانيا كما جرت به العادة، ونصبت البوليساريو خيمة ونشرت علمها الخاص في تحد للشرعية الدولية، في الوقت الذي قام فيه المغرب، وهو الطرف الأقوى عسكريا وجغرافيا، بالانسحاب الأحادي الجانب من أجل نزع فتيل حرب إقليمية كانت على وشك الاندلاع، وهو ما تسعى إليه البوليساريو، وهو الشيء الذي فطن إليه المغرب الذي انحاز للشرعية الدولية واستجاب لمطلب الأمين العام الأممي غيتيريس، الذي شرع مؤخرا في مزاولة مهامه. ورسميا أصدرت البوليساريو بلاغا تزايد من خلاله على المغرب والأممالمتحدة، إذ اعتبرت أنه في « الوقت الذي دخل فيه وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، لم تكن هناك طرق ولا حركة تجارية بين المغرب والحدود الموريتانية. وهو ما يجعل الحركة التجارية اليوم في حد ذاتها خرق «. بل إن البوليساريو ادعت أن المغرب لم يقم بسحب قواته من الكركرات وإنما قام بسحب العتاد فقط وهو لا يزال موجودا على طول الجدار العازل». وعلى مستوى دعم القرار المغربي رحبت الأممالمتحدة، على لسان المتحدث باسم الأمين العام، بقرار المغرب الانسحاب الأحادي الجانب من منطقة الكركرات، واصفة هذه الخطوة ب»الإيجابية». وقال ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمره الصحفي ، «إننا نرحب بكل تأكيد بهذا القرار، ونراه خطوة إيجابية»، مشيرا إلى أن الأممالمتحدة «تأمل أن ترى تهدئة عامة من حدة التوتر». وشدد على أن «مراقبي بعثة المينورسو أكدوا اليوم أن العناصر المسلحة المغربية انسحبت من الكركرات» ، مجددا التأكيد أن «الأمين العام يرحب بهذا الانسحاب». وبناء على التعليمات السامية لجلالة الملك محمد السادس، قام المغرب الأحد بانسحاب أحادي الجانب من منطقة الكركرات بالصحراء المغربية. وتأتي هذه الخطوة بعد التصريح الصادر السبت عن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، المتعلق بالوضع الخطير في هذه المنطقة. وكان بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون قد أكد أن المغرب، الذي أخذ علما، باهتمام، بهذا التصريح، يسجل توصيات وتقييمات الأمين العام، المنسجمة مع الشرعية الدولية. وأضاف المصدر ذاته أن هذا التصريح يأتي على إثر الاتصال الهاتفي الذي أجراه جلالة الملك محمد السادس ، مع أنطونيو غيتريس، الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة في 24 فبراير الجاري. من جهتها قالت متحدثة باسم الاتحاد الأوروبي، يوم الاثنين، إن إعلان المغرب عن انسحاب أحادي الجانب من منطقة الكركرات يعد «خطوة هامة». وأوضحت المتحدثة، في بيان توصلت به وكالة المغرب العربي للأنباء، أنه «يتعين على جميع الأطراف احترام بنود وقف إطلاق النار، ومواصلة العمل من أجل مصلحة واستقرار المنطقة».وأضاف البيان أن الاتحاد الأوروبي «يدعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة من أجل تحقيق سلام عادل ودائم ومقبول» من الأطراف لقضية الصحراء «في سياق توافقات تنسجم مع مبادئ وأهداف ميثاق الأممالمتحدة». وشرع المغرب، بتعليمات سامية من جلالة الملك محمد السادس، منذ الأحد، بانسحاب أحادي الجانب من منطقة الكركرات. وذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون أن هذا الإجراء جاء «احتراما وتطبيقا لطلب الأمين العام، وبشكل فوري».