نقابة المخارق تطالب بطي ملف الأساتذة الموقوفين وتحشد لاحتجاجات "فاتح ماي"    تعميم المنظومتين الإلكترونييتن الخاصتين بتحديد المواعيد على جميع البعثات الدبلوماسية والمراكز القنصلية    نصف ماراطون جاكرتا للإناث: المغرب يسيطر على منصة التتويج    الحماقات الجزائرية متواصلة.. اتحاد الجمباز ينسحب من البطولة الإفريقية بمراكش    توقعات أحوال الطقس غدا الإثنين    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية    البكوري: مهرجان تطوان أصبح علامة فنية دولية وسنظل داعمين للفعل الثقافي رغم الإكراهات المادية    فرنسا باغة تستغل الدفء لي رجع شوية للعلاقات بين باريس والرباط باش تدي صفقة مشروع مد الخط السككي فائق السرعة لي غيربط القنيطرة بمراكش    الدورة 27 من البطولة الاحترافية الأولى :الحسنية تشعل الصراع على اللقب والجيش الملكي يحتج على التحكيم    نهضة بركان يضع آخر اللمسات قبل مواجهة اتحاد العاصمة الجزائري    حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على عزة ترتفع إلى 34454 شهيدا    توقيف مرشحة الرئاسة الأمريكية بسبب فلسطين    بلوكاج اللجنة التنفيذية مقلق نزار بركة.. غياب المثقفين وضعف التكنوقراط و"صحاب الشكارة" حاكمين لازون ديال حزب الاستقلال    انطلاق فعاليات مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط    قادمة من بروكسيل.. إفشال محاولة لإدخال هواتف غير مصرح بها    مطالب بإحداث خط جوي دائم بين مطار العروي وفرانكفورت    "خائف ومتوتر".. نتنياهو يخشى احتمال صدور مذكرة اعتقال بحقه من الجنائية الدولية    التاريخ الجهوي وأسئلة المنهج    انتخاب نزار بركة بالإجماع أمينا عاما لحزب علال الفاسي    هل يهدد حراك الجامعات الأمريكية علاقات إسرائيل مع واشنطن في المستقبل؟    طنجة "واحة حرية" جذبت كبار موسيقيي الجاز    نهضة بركان يستعد لمواجهة ضيفه الجزائري وهؤلاء أبرز الغائبين    رغم ارتفاع الأسعار .. منتوجات شجرة أركان تجذب زاور المعرض الدولي للفلاحة    شبح حظر "تيك توك" في أمريكا يطارد صناع المحتوى وملايين الشركات الصغرى    الفكُّوس وبوستحمّي وأزيزا .. تمور المغرب تحظى بالإقبال في معرض الفلاحة    تتويج الفائزين بالجائزة الوطنية لفن الخطابة    المعرض الدولي للفلاحة 2024.. توزيع الجوائز على المربين الفائزين في مسابقات اختيار أفضل روؤس الماشية    خبراء "ديكريبطاج" يناقشون التضخم والحوار الاجتماعي ومشكل المحروقات مع الوزير بايتاس    ميسي كيحطم الرقم القياسي ديال الدوري الأميركي بعد سحق نيو إنغلاند برباعية    نظام المطعمة بالمدارس العمومية، أية آفاق للدعم الاجتماعي بمنظومة التربية؟ -الجزء الأول-    مور انتخابو.. بركة: المسؤولية دبا هي نغيرو أسلوب العمل وحزبنا يتسع للجميع ومخصناش الحسابات الضيقة    الحبس النافذ للمعتدين على "فتيات القرآن" بشيشاوة    تعيين حكم مثير للجدل لقيادة مباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة الجزائري    المغرب يشارك في الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض    محمد صلاح عن أزمته مع كلوب: إذا تحدثت سوف تشتعل النيران!    الحرب في غزة محور مناقشات قمة اقتصادية عالمية في المملكة السعودية    هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    توقيف سارق ظهر في شريط فيديو يعتدي على شخص بالسلاح الأبيض في طنجة    صديقي: المملكة قطعت أشواط كبيرة في تعبئة موارد السدود والتحكم في تقنيات السقي    بمشاركة خطيب الأقصى.. باحثون يناقشون تحولات القضية الفلسطينية    ما هو صوت "الزنّانة" الذي لا يُفارق سماء غزة، وما علاقته بالحرب النفسية؟    مهرجان إثران للمسرح يعلن عن برنامج الدورة الثالثة    سيارة ترمي شخصا "منحورا" بباب مستشفى محمد الخامس بطنجة    رسميا.. نزار بركة أمينا عاما لحزب الاستقلال لولاية ثانية    خبراء وباحثون يسلطون الضوء على المنهج النبوي في حل النزاعات في تكوين علمي بالرباط    قيادة الاستقلال تتوافق على لائحة الأسماء المرشحة لعضوية اللجنة التنفيذية    ابتدائية تنغير تصدر أحكاما بالحبس النافذ ضد 5 أشخاص تورطوا في الهجرة السرية    السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأثم فاعله!    انطلاقة مهرجان سينما المتوسط بتطوان    قبائل غمارة في مواجهة التدخل الإستعماري الأجنبي (8)    الأمثال العامية بتطوان... (584)    انتخابات الرئاسة الأمريكية تؤجل قرار حظر "سجائر المنثول"    اكتشف أضرار الإفراط في تناول البطيخ    كورونا يظهر مجدداً في جهة الشرق.. هذا عدد الاصابات لهذا الأسبوع    الأمثال العامية بتطوان... (583)    دراسة: التمارين منخفضة إلى متوسطة الشدة تحارب الاكتئاب    بروفيسور عبد العزيز عيشان ل"رسالة24″: هناك علاج المناعي يخلص المريض من حساسية الربيع نهائيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من الرباط إلى دمشق.. جهاديون مغاربة في سوريا
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 30 - 08 - 2012

من الرباط إلى دمشق مسار متطوعين مغاربة اختاروا الجهاد في سوريا إلى جانب المقاتلين العرب، في صفوف الجيش الحر أو في كتيبة من كتائب المجموعات السلفية المقاتلة.. قبل مغادرة المغرب حصل المتطوعون على تزكية دينية لفعلهم تحمل توقيع شيوخ سلفيين مغاربة باركوا «الجهاد المحمود» في سوريا ودعوا إلى «نصرة» المقاتلين فيها.
جهاديون يقاتلون
الأسد في سوريا
تواصل وسائل الإعلام عرض أخبار مغاربة توجهوا إلى سوريا للمشاركة في القتال الدائر بين نظام بشار الأسد والمجموعات المسلحة، منهم من «قضى نحبه» في المعارك هناك إلى جانب الجيش السوري الحر كالشاب رشيد وهبي من مدينة سبتة الذي أعلنت صحيفة الباييس الإسبانية نبأ وفاته، ومنهم من لايزال «يجاهد» متنقلا بين جبهات القتال في حلب ودمشق وحمص.
أعمارهم مختلفة وينحدر عدد منهم من مدينتي تطوان والفنيدق شمال المغرب على الحدود مع إسبانيا، وبعضهم من عاش مهاجرا في أوروبا قبل أن يعتزم السفر إلى سوريا.
آخر ما تناقلته وسائل الإعلام جاء في تقرير لوكالة «رويترز» عن طبيب الأسنان المغربي أحمد -42 عاما-، يعمل في باريس ونشأ في عائلة مغربية متدينة، وأصبح يضع ثقته في «حكمة كبار رجال الدين لكبح جماح طوفان الغضب في سوريا»، أو أبو قتادة المحامي المغربي الذي تلقى تعليمه في إيطاليا وقضى أسبوعين في حلب ليكتشف أن الحرب في سوريا ليست معركة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، وأن «أنهارا من دماء السنة ستسيل في سوريا قبل تحرير سوريا من طغيان الأسد».
«مغاربة سوريا»؟
أخبار المغاربة في سوريا أتت كذلك على لسان القادة الميدانيين للجيش الحر، من خلال تصريحات تحدثت عن مشاركة المتطوعين العرب من المغرب وليبيا وفلسطين في الحرب الدائرة هناك.
بيد أن هذا الحضور المغربي على جبهات القتال في سوريا لا يرقى، حسب عبد الله الرامي الباحث في التيارات الجهادية، إلى مرتبة الظاهرة التي يمكن أن نسميها ب «مغاربة سوريا»، مثلما تحيل إليه تسميات «مغاربة العراق» أو «مغاربة أفغانستان»، فالحضور المغربي في سوريا على صحته لم يقدم بعد مؤشرات كافية تسمح باعتباره ظاهرة.
يقول الرامي إن حضور المغاربة على الجبهات في سوريا يظهر من خلال تصريحات السوريين والتقارير الإعلامية، وتؤكده أخبار «استشهاد» بعضهم هناك، وهو وجود يعلمه الجميع كما هو الشأن بالنسبة للحضور التونسي أو الليبي. كما لا ينفي الباحث وجود متابعة أمنية دقيقة للشباب المغاربة الذين يتوجهون إلى سوريا، على الرغم من أن السلطات المغربية تؤكد رسميا أن لا علم لها بسفر المغاربة إلى سوريا ل «لجهاد».
وبعيدا عن العمل الأمني الذي تحتكر السلطات المغربية خلاصاته، تظل التساؤلات عن عدد المغاربة الموجودين حاليا بالجيشالحر أو بالميليشيات المسلحة بسوريا مطروحا، فلا أحد يستطيع تقديم جواب حقيقي، يقول مصطفي العباسي مراسل جريدة الأحداث المغربية من مدينة تطوان شمال المغرب، وهناك بعض المصادر الإعلامية الإسبانية رفعت السقف إلى ما يزيد عن 200 عنصر، جلهم ينتمون إلى مدينة سبتة ، ومدن تطوان والفنيدق
الطريق إلى دمشق؟
طرق المغاربة إلى سوريا مختلفة، جلها عبر تركيا. منهم من يسافر عبر الطائرة مباشرة من مطار محمد الخامس بالدار البيضاء إلى تركيا ومن ثم إلى سوريا عبر الحدود الشمالية، أو يصل تركيا من خلال التنقل عبر عدد من الدول، مستفيدا من غياب شرط التأشيرة لدخول الأراضي التركية.
والطريق عبر تركيا باتت بالنسبة للمغاربة، كغيرهم من «الجهاديين» الوافدين من دول عربية أخرى، طريقا سالكة وتقليدية، يسهلها تغاضي و»دعم» سلطات أنقرة، وتجاهل السلطات الأمنية في دول عربية أخرى يعبر منها المتطوعون كدول المغرب العربي.
ويقدم الرامي تفسيرا للسهولة التي تميز هذا المسلك العربي-التركي إلى سوريا بالإشارة إلى مفهوم جهادي مركزي يؤطر عمل الجهاديين، هو مفهوم «الجهاد المحمود» الذي يستثمر عملية «تجنيد عن بعد» تقوم على «العمل الإعلامي الاستراتيجي لبعض القنوات العربية من خلال عرض مكثف لصور القتال الدائر في سوريا ومشاهد الضحايا».
ويشير الرامي إلى وجود شبكة من القنوات الفكرية والتنظيمية تصدر الجهاد إلى سوريا من المغرب ومن دول أخرى، ويفسر الرامي هذه الشبكات بما اعتبره «تحالفا ضمنيا وموضوعيا وغير متفق عليه بين التيار الجهادي العالمي والدول التي من مصلحتها إسقاط النظام السوري. وهذا التحالف يقوم أولا على تفريغ الساحات العربية، وخصوصا الليبية، من الجهاديين من خلال تصديرهم إلى سوريا، وثانيا من خلال استثمار معنويات التيار الجهادي لمجابهة النظام السوري ومواجهة المحور المذهبي الشيعي الممثل في النظام السوري العلوي والنظام الإيراني والمحور الشيعي في المنطقة عموما.
في المقابل يشير الرامي إلى النظام السوري الذي يستثمر التيار الجهادي، لأن النظام السوري ،يقول الرامي، «له علاقة بالتيار الجهادي، حيث كان يدخل الجهاديين إلى العراق، ويدرك منذ بداية الصراع أنه سيتم استخدام التيار الجهادي ضده، على اعتبار أن التيار الجهادي العالمي تيار غير متجانس وبوسع كل دولة استعماله واستثماره بما يخدم مصالحها.
ويسوق الرامي نموذج أبو مصعب السوري الذي قام النظام السوري بإطلاق سراحه مؤخرا، وهو قيادي بارز في تنظيم القاعدة يعلن خلافه مع تيار الإخوان المسلمين ويرفض الخضوع لسلطة الدول في ممارسة الجهاد. والنظام السوري حين أطلق أبو مصعب السوري فلأنه أدرك هذا الخلاف ومضى في نفس المسلك الذي قام به النظامالسعودي الذي أطلق جهاديين بشكل سري وعلني، ومثلما فعلت تونس ومصر التي أفرجت عن أخ الظواهري الذي يقال إنه يوجد اليوم في سوريا.
تزكيات شيوخ السلفية
غياب التأشيرة التركية لوصول المغاربة إلى سوريا يقابله حضور قوي لتأشيرات أخرى ذات طبيعة دينية، هي ما يصطلح عليه بالتزكية التي يمارسها شيوخ سلفيون مغاربة.
يقول الرامي في المغرب يتم الذهاب إلى سوريا تطبيقا لمفهوم النصرة، وهو مفهوم مركزي في أدبيات التيار الجهادي العالمي ويسوقه أشخاص يرتبطون بتيارات جهادية كتنظيم النصرة في سوريا أو لهم صلات خاصة ومباشرة مع الشيخ السلفي السوري عدنان العرعور الذي يقوم بقيادة العمل المسلح في سوريا، ويوجد لديه جمهور واسع في المغرب.
ويقدم الباحث نموذج شيخين سلفيين مغربيين معروفين يقومان بتزكية فعل الجهاد في سوريا للمغاربة الراغبين فيه، على اعتبار أن سوريا تشكل لدى التيار الجهادي العالمي «الجبهة الحامية للجهاد» في الوقت الراهن:
الشيخ الأول هو الشيخ محمد المغراوي مؤسس دار القرآن بمدينة مراكش الذي تربطه بالشيخ العرعور علاقة صداقة وود متينة، حيث واجه الاثنان حملة السلطات السعودية لضرب الفكر السلفي الجهادي من خلال ما عرف بالفكر المدخلي.
أما ثاني الشيوخ السلفيين فهو الشيخ عمر الحدوشي المعتقل السابق في السجون المغربية، والذي يعتبر رمزا للسلفية الجهادية بالمغرب، ويعمل على تزكية الفعل الجهادي في سوريا للراغبين في السفر إليها.
وللشيخ الحدوشي، يقول الرامي، علاقات وطيدة بالتيار السلفي في المغرب العربي وخصوصا في تونس مع تيار أنصار الشريعة الذي يتزعمه شيوخ خدموا في أفغانستان في السابق. ونقلت وسائل الإعلام المغربية شهادات في محيط شباب سافروا إلى سوريا أبرزت التأثير الذي كان للشيخ الحدوشي في استقطاب الجهاديين إلى بلاد الشام.
كما يشير الرامي كذلك إلى علاقات سابقة للأوساط الجهادية في المغرب بالشيخ السوري أبو بصير الطرطوسي، وهو ما أسهم بدوره في عملية استقطاب المتطوعين وتجنيدهم.
والتزكيات التي يقوم بها الشيخان، يقول الرامي، يتم التغاضي عنها من السلطات المغربية، تماما كما تفعل السلطات التونسية، وذلك لخدمة مصلحة مزدوجة: أولها تفريغ الساحة المغربية الداخلية من الجهاديين، ثم الانسجام مع سياسة المغرب الذي يعتبر من دول محور الاعتدال العربي ومن دول أصدقاء سوريا.
عن فرانس 24
جهاديون يقاتلون
الأسد في سوريا
تواصل وسائل الإعلام عرض أخبار مغاربة توجهوا إلى سوريا للمشاركة في القتال الدائر بين نظام بشار الأسد والمجموعات المسلحة، منهم من «قضى نحبه» في المعارك هناك إلى جانب الجيش السوري الحر كالشاب رشيد وهبي من مدينة سبتة الذي أعلنت صحيفة الباييس الإسبانية نبأ وفاته، ومنهم من لايزال «يجاهد» متنقلا بين جبهات القتال في حلب ودمشق وحمص.
أعمارهم مختلفة وينحدر عدد منهم من مدينتي تطوان والفنيدق شمال المغرب على الحدود مع إسبانيا، وبعضهم من عاش مهاجرا في أوروبا قبل أن يعتزم السفر إلى سوريا.
آخر ما تناقلته وسائل الإعلام جاء في تقرير لوكالة «رويترز» عن طبيب الأسنان المغربي أحمد -42 عاما-، يعمل في باريس ونشأ في عائلة مغربية متدينة، وأصبح يضع ثقته في «حكمة كبار رجال الدين لكبح جماح طوفان الغضب في سوريا»، أو أبو قتادة المحامي المغربي الذي تلقى تعليمه في إيطاليا وقضى أسبوعين في حلب ليكتشف أن الحرب في سوريا ليست معركة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، وأن «أنهارا من دماء السنة ستسيل في سوريا قبل تحرير سوريا من طغيان الأسد».
«مغاربة سوريا»؟
أخبار المغاربة في سوريا أتت كذلك على لسان القادة الميدانيين للجيش الحر، من خلال تصريحات تحدثت عن مشاركة المتطوعين العرب من المغرب وليبيا وفلسطين في الحرب الدائرة هناك.
بيد أن هذا الحضور المغربي على جبهات القتال في سوريا لا يرقى، حسب عبد الله الرامي الباحث في التيارات الجهادية، إلى مرتبة الظاهرة التي يمكن أن نسميها ب «مغاربة سوريا»، مثلما تحيل إليه تسميات «مغاربة العراق» أو «مغاربة أفغانستان»، فالحضور المغربي في سوريا على صحته لم يقدم بعد مؤشرات كافية تسمح باعتباره ظاهرة.
يقول الرامي إن حضور المغاربة على الجبهات في سوريا يظهر من خلال تصريحات السوريين والتقارير الإعلامية، وتؤكده أخبار «استشهاد» بعضهم هناك، وهو وجود يعلمه الجميع كما هو الشأن بالنسبة للحضور التونسي أو الليبي. كما لا ينفي الباحث وجود متابعة أمنية دقيقة للشباب المغاربة الذين يتوجهون إلى سوريا، على الرغم من أن السلطات المغربية تؤكد رسميا أن لا علم لها بسفر المغاربة إلى سوريا ل «لجهاد».
وبعيدا عن العمل الأمني الذي تحتكر السلطات المغربية خلاصاته، تظل التساؤلات عن عدد المغاربة الموجودين حاليا بالجيشالحر أو بالميليشيات المسلحة بسوريا مطروحا، فلا أحد يستطيع تقديم جواب حقيقي، يقول مصطفي العباسي مراسل جريدة الأحداث المغربية من مدينة تطوان شمال المغرب، وهناك بعض المصادر الإعلامية الإسبانية رفعت السقف إلى ما يزيد عن 200 عنصر، جلهم ينتمون إلى مدينة سبتة ، ومدن تطوان والفنيدق
الطريق إلى دمشق؟
طرق المغاربة إلى سوريا مختلفة، جلها عبر تركيا. منهم من يسافر عبر الطائرة مباشرة من مطار محمد الخامس بالدار البيضاء إلى تركيا ومن ثم إلى سوريا عبر الحدود الشمالية، أو يصل تركيا من خلال التنقل عبر عدد من الدول، مستفيدا من غياب شرط التأشيرة لدخول الأراضي التركية.
والطريق عبر تركيا باتت بالنسبة للمغاربة، كغيرهم من «الجهاديين» الوافدين من دول عربية أخرى، طريقا سالكة وتقليدية، يسهلها تغاضي و»دعم» سلطات أنقرة، وتجاهل السلطات الأمنية في دول عربية أخرى يعبر منها المتطوعون كدول المغرب العربي.
ويقدم الرامي تفسيرا للسهولة التي تميز هذا المسلك العربي-التركي إلى سوريا بالإشارة إلى مفهوم جهادي مركزي يؤطر عمل الجهاديين، هو مفهوم «الجهاد المحمود» الذي يستثمر عملية «تجنيد عن بعد» تقوم على «العمل الإعلامي الاستراتيجي لبعض القنوات العربية من خلال عرض مكثف لصور القتال الدائر في سوريا ومشاهد الضحايا».
ويشير الرامي إلى وجود شبكة من القنوات الفكرية والتنظيمية تصدر الجهاد إلى سوريا من المغرب ومن دول أخرى، ويفسر الرامي هذه الشبكات بما اعتبره «تحالفا ضمنيا وموضوعيا وغير متفق عليه بين التيار الجهادي العالمي والدول التي من مصلحتها إسقاط النظام السوري. وهذا التحالف يقوم أولا على تفريغ الساحات العربية، وخصوصا الليبية، من الجهاديين من خلال تصديرهم إلى سوريا، وثانيا من خلال استثمار معنويات التيار الجهادي لمجابهة النظام السوري ومواجهة المحور المذهبي الشيعي الممثل في النظام السوري العلوي والنظام الإيراني والمحور الشيعي في المنطقة عموما.
في المقابل يشير الرامي إلى النظام السوري الذي يستثمر التيار الجهادي، لأن النظام السوري ،يقول الرامي، «له علاقة بالتيار الجهادي، حيث كان يدخل الجهاديين إلى العراق، ويدرك منذ بداية الصراع أنه سيتم استخدام التيار الجهادي ضده، على اعتبار أن التيار الجهادي العالمي تيار غير متجانس وبوسع كل دولة استعماله واستثماره بما يخدم مصالحها.
ويسوق الرامي نموذج أبو مصعب السوري الذي قام النظام السوري بإطلاق سراحه مؤخرا، وهو قيادي بارز في تنظيم القاعدة يعلن خلافه مع تيار الإخوان المسلمين ويرفض الخضوع لسلطة الدول في ممارسة الجهاد. والنظام السوري حين أطلق أبو مصعب السوري فلأنه أدرك هذا الخلاف ومضى في نفس المسلك الذي قام به النظامالسعودي الذي أطلق جهاديين بشكل سري وعلني، ومثلما فعلت تونس ومصر التي أفرجت عن أخ الظواهري الذي يقال إنه يوجد اليوم في سوريا.
تزكيات شيوخ السلفية
غياب التأشيرة التركية لوصول المغاربة إلى سوريا يقابله حضور قوي لتأشيرات أخرى ذات طبيعة دينية، هي ما يصطلح عليه بالتزكية التي يمارسها شيوخ سلفيون مغاربة.
يقول الرامي في المغرب يتم الذهاب إلى سوريا تطبيقا لمفهوم النصرة، وهو مفهوم مركزي في أدبيات التيار الجهادي العالمي ويسوقه أشخاص يرتبطون بتيارات جهادية كتنظيم النصرة في سوريا أو لهم صلات خاصة ومباشرة مع الشيخ السلفي السوري عدنان العرعور الذي يقوم بقيادة العمل المسلح في سوريا، ويوجد لديه جمهور واسع في المغرب.
ويقدم الباحث نموذج شيخين سلفيين مغربيين معروفين يقومان بتزكية فعل الجهاد في سوريا للمغاربة الراغبين فيه، على اعتبار أن سوريا تشكل لدى التيار الجهادي العالمي «الجبهة الحامية للجهاد» في الوقت الراهن:
الشيخ الأول هو الشيخ محمد المغراوي مؤسس دار القرآن بمدينة مراكش الذي تربطه بالشيخ العرعور علاقة صداقة وود متينة، حيث واجه الاثنان حملة السلطات السعودية لضرب الفكر السلفي الجهادي من خلال ما عرف بالفكر المدخلي.
أما ثاني الشيوخ السلفيين فهو الشيخ عمر الحدوشي المعتقل السابق في السجون المغربية، والذي يعتبر رمزا للسلفية الجهادية بالمغرب، ويعمل على تزكية الفعل الجهادي في سوريا للراغبين في السفر إليها.
وللشيخ الحدوشي، يقول الرامي، علاقات وطيدة بالتيار السلفي في المغرب العربي وخصوصا في تونس مع تيار أنصار الشريعة الذي يتزعمه شيوخ خدموا في أفغانستان في السابق. ونقلت وسائل الإعلام المغربية شهادات في محيط شباب سافروا إلى سوريا أبرزت التأثير الذي كان للشيخ الحدوشي في استقطاب الجهاديين إلى بلاد الشام.
كما يشير الرامي كذلك إلى علاقات سابقة للأوساط الجهادية في المغرب بالشيخ السوري أبو بصير الطرطوسي، وهو ما أسهم بدوره في عملية استقطاب المتطوعين وتجنيدهم.
والتزكيات التي يقوم بها الشيخان، يقول الرامي، يتم التغاضي عنها من السلطات المغربية، تماما كما تفعل السلطات التونسية، وذلك لخدمة مصلحة مزدوجة: أولها تفريغ الساحة المغربية الداخلية من الجهاديين، ثم الانسجام مع سياسة المغرب الذي يعتبر من دول محور الاعتدال العربي ومن دول أصدقاء سوريا.
عن فرانس 24
من جهة أخرى، عبر بعض المسؤولين الجماعيين عن تحفظهم تجاه مثل هذه الخطوات، على اعتبار أن أية مبادرة يجب أن تسبقها دراسة مستقلة ومحايدة مبنية على أرقام ومعطيات موضوعية وعلمية قبل الإقبال على أي قرار، وأكد هؤلاء أن مراجعة عقود استغلال مرافق الجماعة الحضرية من طرف الخواص، يجب مراجعها بالفعل، لأنه لا يعقل أن نكتري مرفقاً جماعياً بسومة 750 درهما للشهر، في الوقت الذي يدر فيه ملايين الدراهم على المستغلين، موضحين أن الدار البيضاء الآن تسير بدون ميزانية بحكم الديون المترتبة عليها تجاه شركات التدبير المفوض، خصوصاً شركات النظافة، وهي مطالبة من طرف وزارة الداخلية بأداء ما بذمتها لهذه الشركات حتى تصرف لها هذه الميزانية، وهو ما لا يمكن أن ينفذه مجلس المدينة بحكم أنه وصل الى الحد الأقصى للاقتراضات لتظل هذه الميزانية معلقة. وهذا مرده الى العشوائية في تدبير مداخيل المدينة وافتقاد المجلس لآليات من شأنها تطوير هذه المداخيل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.