اعتبر الشرقي الضريس الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية أن المغرب قد عرف تغييرا عميقا عن طريق الاصطلاحات المقررة في مجال التنمية البشرية، بأبعادها الاجتماعية والثقافية المبنية على مبادئ المساواة وتكافؤ الفرص بتبني مبدأ الحكامة الجيدة، مسجلا في نفس الوقت أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تجربة مغربية من صنع المغاربة لأجل المغاربة، ومشروع مجتمعي بامتياز مكن من تحقيق إصلاحات اجتماعية جوهرية بتغيير المناهج المعتمدة في التخطيط والانجاز للمشاريع. وأضاف الضريس في افتتاح رحلة دراسية، منظمة من قبل البنك الدولي وبتعاون مع التنسيقية الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالمغرب، أمس بمقر وزارة الداخلية بالرباط، أن الإشعاع الدولي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كورش نموذجي للحكامة، متميز بالابتكار في منهجيته وواعد بنتائجه، مكنها من عرضها ومناقشتها في العديد من المنتديات الدولية والوطنية والتي أقرت على الاستثناء المغربي في مجال تدبير الشأن العام. لقد اختار البنك الدولي أن يجعل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تجربة نموذجية يقتدى بها لدى بعض الدول العربية والإسلامية، حيث عمدت هذه المؤسسة البنكية الدولية إلى تنظيم رحلة دراسية إلى المغرب حول «علاقة التنمية المجتمعية والحكامة المحلية واللامركزية» ما بين 10 و 13 شتنبر 2012. وتروم هذه الرحلة الدراسية المنظمة بتعاون مع التنسيقية الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالمغرب، ، دعوة صانعي كبار القرار السياسي من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى الاجتماع، بغية تشارك المعلومات عن التنمية اللامركزية والتشاركية في هذه البلدان، ولتدارس الطريقة التي يمكن من خلالها أن تستجيب لبرامج العمل التنموية لهذه البلدان. ويعتبر البنك العالمي أن تجربة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تجربة مهمة وأكثر طموحا في المنطقة، من حيث التنمية المجتمعية لأنها تسهر على تنفيذ برنامج استثمر في مرحلته الأولى 1.7 مليار دولار أمريكي على مدى ست سنوات (2005-2010) وحقق نتائج هامة على أرض الواقع، ثم أطلق المغرب المرحلة الثانية من هذه المبادرة التي ستمتد على مدى خمس سنوات (2011-2015) باستثمار يعادل 2.1 مليار دولار أمريكي. وفي تصريح للصحافة أكد ممثل البنك الدولي أن هذه الرحلة الدراسية مناسبة لتبادل الخبرات والتجربة في مجال التنمية المجتمعية والبشرية، والاطلاع على النموذج المغربي وزيارة ميدانية خارج مدينة الرباط بغية تمكين المشاركين من التحدث إلى مختلف شركاء التنمية البشرية بالمغرب من مسؤولين حكوميين، منتخبين ومجتمع مدني في الجماعات المحلية والأحياء، حيث ستكون فرصة للمشاركين لزيارة بعض المشاريع في المجتمعات المحلية والأحياء المستهدفة من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ولعقد لقاءات مع القيميين المحليين والمستفيدين. وتتوخى هذه الرحلة الأهداف المتمثلة في تقاسم المعارف والخبرات الاقليمية بشأن التنمية التي تحفزها المجتمعات المحلية من أجل الخدمات الاجتماعية، وستهدف الى تحديد خصائص وتصميم وتنفيذ برامج التنمية المجتمعية ثم التخطيط من أجل تنفيذ مبادرات التنمية المجتمعية على نطاق واسع، بالإضافة الى الجهود المشتركة لتعزيز مبادرات التنمية المجتمعية والجماعات المحلية من أجل تقديم الخدمات، فضلا عن تعزيز أنظمة المتابعة والمراقبة وتدابير المساءلة الاجتماعية.