بعد دعوته للجندي الإسرائيلي جلعاط شاليط .. برشلونة الاسباني يعيد الصراع العربي الإسرائيلي إلى الميادين الرياضية

من المنتظر أن يشهد الكلاسيكو الاسباني بين يرشلونة وريال مدريد نهاية الأسبوع المقبل بملعب « كامب نو» صراعا قويا، ليس فقط على رقعة الملعب بين الفريقين الغريمين، ولكن بين الجماهير التي ستنقسم بين مؤيد ورافض في حالة حضور الجندي الاسرائيلي جلعاط شاليط للملعب لمتابعة المباراة. تكريم الجندي الاسرائيلي جلعاط شاليط من طرف الفريق الكطلاني، سيعيد السياسة، وأيضا، الصراع العربي الإسرائيلي إلى الملاعب الرياضية بعد أن رفض الاتحاد الدولي، سابقا، كل أشكال التعبير السياسي والديني في الميادين الرياضية.
تفاصيل الحكاية
ظل خبر الدعوة التي وجهها فريق برشلونة لشاليط محط شك بين أنصاره من الجماهير العربية، إلى أن بدد فيلاروبي نائب رئيس النادي الكطلاني رسميا ذلك بإعلانه - حسب وكالة الأنباء الإسبانية - موافقة الفريق على طلب الجندي بحضور المباراة، دون مراعاة للعديد من الدعوات الرافضة من داخل اسبانيا وخارجها، وبرر موقف فريقه، بأن برشلونة نقطة التقاء للشعوب وليس للتناحر بينهم.
وحاول مسؤولو برشلونة محاباة الجندي، الذي كان قد أسر من طرف المقاومة الفلسطينية يوم 25 يونيو 2006 وأطلق سراحه في عملية تبادل للأسرى في 18 أكتوبر 2011، بتوفير مقعد له في المقصورة الشرفية، إلا أن شاليط طلب مقعدا قريبا من أرضية الملعب. وأوضح المسؤول في النادي الكتالوني أن موقف برشلونة من النزاع الفلسطيني الإسرائيلي يعتمد على التوافق وتنسيق الجهود بين الطرفين.
وفي محاولة منها لدفع مسؤولي الفريق للتراجع عن استقبال شاليط، كشفت صحيفة الباييس الإسبانية عن طلب مقدم من جماهير برشلونة المناصرة لفلسطين إلى رئيس النادي ساندرو روسيل تطالبه برفض دعوة شاليط.
وتعود تفاصيل الحكاية، إلى أن أحد الوزراء الإسرائيليين السابقين، كان قد نقل لإدارة برشلونة أن جلعاد شاليط واحد من عشاق نادي برشلونة، قد فاتته الفترة الذهبية للنادي بين عامي 2006 و 2011 أثناء أسره، ودعاهم لأن يقوموا باستقباله في برشلونة تكريما له، وشكل الكلاسيكو لبرشلونة، مناسبة لتكريم شاليط ووضع اسمه ضمن المدعوين ببطاقات ال VIP.
ردود فعل غاضبة
مباشرة بعد انتشار الخبر، بدأت الجماهير المتعاطفة مع الفلسطينيين تنشر على الفايسبوك العديد من التعاليق المنددة باستدعاء شاليط. وقام موسى عامر عودة، أحد أبرز الشخصيات الفلسطينية في إسبانيا، بحملة لجمع التوقيعات ورفع عريضة شديدة اللهجة لساندرو روسيل رئيس البارصا، أعلمه فيها بأن إصراره على تكريم شاليط سيدفع إلى انتقال الاحتجاجات إلى الملعب. وأضاف « كيف يمكن لبرشلونة أن يظهر هذا التعاطف والرغبة في تكريم جندي محتل لمجرد أسره، وتغض الطرف عن 4660 أسيرا فلسطينيا داخل السجون الإسرائيلية بينهم أطفال وسيدات وكبار في السن.
 ومن جهتها، أرسلت مجموعة أنصار نادي برشلونة، وهي المجموعة التي تحمل شعار الحملة الدولية لمقاطعة العلاقات التجارية مع إسرائيل، احتجاجا رسميا لرئيس نادي برشلونة على خلفية هذه الدعوة، وأكدت أن رئيس برشلونة أنكر أمام اجتماع للفريق أن يكون وجه دعوة للجندي الإسرائيلي، في وقت نشرت فيه صحيفة إيبرتا ديجيتال خبرا رسميا عن الموضوع، ولم يتم نفيه من قبل النادي في الصحيفة نفسها.
وطالب الكثير من عشاق النادي على المواقع الاجتماعية بتحرك لمنع تكريم الجندي، لكونه اعتقل في حرب وليس من طرف إرهابيين كما تصور إسرائيل، وكان الأجدى ببرشلونة توجيه دعوة للمئات من الآلاف من الأسرى الفلسطينيين الذين ذاقوا الويل في السجون الإسرائيلية، في الوقت الذي لم تكترث فيه بعض الكتابات على الفايسبوك بالحدث، واعتبرته عاديا بحكم « العلاقات بين فرق كرة القدم العالمية والدوائر الإسرائيلية « التي تجيد تسويق نفسها بشكل جيد، مشددين على ضرورة التحلي بالواقعية وعدم تصديق أن برشلونة أقرب للعرب من غيرهم.
وكانت مؤسسات وجمعيات حقوقية ناشطة في إقليم كاتالونيا قد عبرت بدورها عن استيائها من دعوة برشلونة لشاليط، وطالبت النادي بالتراجع عن القرار، الذي لا ينسجم – حسب رأيها - مع أهداف النادي الذي يعبر عن الإقليم المطالب بالانفصال عن إسبانيا.
وفي الأراضي الفلسطينية، عبرت وزارة الشباب والرياضة بغزة، عن استنكارها للخطوة التي أعلنها نادي برشلونة، وأوضحت الوزارة أهمية المشاركة في حملات رفض تكريم شاليط، والتأكيد على أنه جندي محتل شارك في مهاجمة الأطفال والنساء، وترويع الأبرياء في قطاع غزة، التي اختطف من حدودها وهو يعتلي دبابة إسرائيلية، طبقاً لما أكدته الوزارة.
وذكر وكيل وزارة الأسرى والمحررين في حكومة قطاع غزة محمود الكتري إن» تكريم شاليط أمر مستهجن، فالأولى بفريق برشلونة أن يقف إلى جانب المظلوم لا الظالم، الذي اعتدى على الشعب الفلسطيني واحتل أرضه وأسر أبناءه وحاصرهم».
وطالب الكتري السلطات الإسبانية ب» أن تنظر بعين الاحترام للفلسطينيين وكرامتهم، وترفض أن يكون بداخلها فريق يكرم المجرمين، وكان الأوْلى بهم تكريم الأسرى الفلسطينيين الذين سجنتهم إسرائيل ظلما «، مؤكداً على أن تكريم شاليط « يمس بكرامة الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية «.
من جهته، اعتبر صابر أبو كرش رئيس جمعية واعد لرعاية الأسرى والمحررين، أن تقديم نادي برشلونة دعوة لتكريم شاليط في ملعبه « وقحة وعنصرية وتمثل غطاء جديداً للإجرام الإسرائيلي تحت مسمى لعبة كرة القدم والرياضة «، بحسب وصفه.
وطالب الاتحادات العربية والرياضيين العرب « بالتصدي لهذه الدعوة من خلال مراسلات احتجاجية للنادي ومقاطعته إذا استمر على موقفه « ، لافتاً إلى أن « هذه الدعوة جاءت بعد تحركات مستمرة كان ينشط بها اللوبي الصهيوني المتواجد في أوروبا أثناء أسر المقاومة لشاليط «.
و اعتبر الناطق باسم الأسرى المحررين ضمن صفقة « وفاء الأحرار « مازن فقها الدعوة « إهانة للفريق الإسباني العريق وإساءة لتاريخه «.
واعتبر وزير الأسرى والمحررين عطا الله أبو السبح «أن مثل هذه الدعوة تعد بمثابة إهانة لعذابات آلاف الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال، وهو دعم بصورة مباشرة للاحتلال الإسرائيلي «، متسائلا «كيف لنادي عريق مثل برشلونة، يُعرف بالرقي والتحضر ويدافع عن حقوق الإنسان حول العالم، أن يستقبل على أرضه جنديا مقاتلا كان على ظهر دبابة يقتل أبناء الشعب الفلسطيني» .
وأوضح أبو السبح أن « نادي عريق مثل برشلونة لا ينبغي أن يتجاهل معاناة آلاف الأسرى الفلسطينيين الذين لا زالوا يقبعون في سجون الاحتلال ويعانون ويلات القهر والظهر والاضطهاد اليومي بسبب ممارسات مصلحة السجون «، داعياً نادي برشلونة إلى تسليط الضوء على أوضاع الأسرى عبر استضافة بعض الأسرى المحررين وذويهم بهدف التخفيف من معاناتهم والضغط على الاحتلال من اجل الإفراج عن الأسرى.
وقالت جمعية « واعد « للأسرى المحررين، المقربة من حركة حماس- حسب يونايتد برس انترناشيونال - إن هذه الدعوة تمثل غطاء جديداً للإجرام الصهيوني تحت مسمى الرياضة ولعبة كرة القدم. وذكرت باللاعب الفلسطيني محمود السرسك، الذي « اعتقل وهو في مهمة رياضية ومن دون أي تهمة، ومكث في السجن سنوات، وأضرب عن الطعام حتى شارف على الموت، بينما لم نسمع لهذا النادي صوتاً ولا موقفاً « .
ومن جانبه،أعلن المدير الإقليمي لمجلس العلاقات الأوروبية الفلسطينية، رامي عبده، أن المجلس بدأ بالتواصل مع نادي برشلونة لمحاولة ثنيه عن الدعوة. وقال « إذا كان من حق شاليط حضور مباريات برشلونة لانقطاعه عنها أثناء فترة أسره، فمن حق آلاف الفلسطينيين المعتقلين في سجون الاحتلال أن ينالوا هذا الحق أيضاً «.
ودعا مركز أسرى فلسطين للدراسات من جهته، نادي برشلونة إلى التفكير جيداً في القرار الذي سيفقد النادي شعبيته بين العرب، مادامت القضية الفلسطينية تعد محور اهتمام كل العرب والمسلمين والأحرار في العالم.
بين جمهور الريال والبارصا
سارعت جماهير ريال مدريد بالتشفي من محبي الغريم، وتهافت أنصار الملكي في المنتديات العربية الرياضية في نشر صور خاصة بزيارة المدير الفني السابق لبرشلونة بيب غوارديولا واللاعب بيكيه لإسرائيل.
ورد محبو البلوغرانا على استفزازات أنصار الملكي بنشر صور الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز لدى زيارته للفريق الملكي والتقاطه صورا تذكارية مع فلورنتينو بيريز رئيس النادي وجوزيه مورينيو مدرب الفريق، إضافة إلى نجوم الميرنغي، وعلى رأسهم البرتغالي كريستيانو رونالدو وقائد الفريق وحارس مرماه إيكر كاسياس.
كما أشار أنصار برشلونة إلى الراعي الرسمي لقميص ريال مدريد، وهي شركة تختص بالقمار والمراهنات في الوقت الذي يحمل فيه برشلونة شعار اليونيسيف المؤسسة الدولية التي تعنى بشؤون الأطفال حول العالم، إضافة إلى مؤسسة قطر الخيرية التي لا تبغي الربح المادي من نشاطاتها الاجتماعية.
حكايات رياضية للصراع العربي الاسرائيلي
غالبا ما تشهد المباريات الرياضية صراعا بين المؤدين لإسرائيل والمعارضين لها. فقد سبق وتوقفت مباراة برشلونة الإسباني وماكابي الإسرائيلي ضمن دوري أبطال أوروبا لكرة السلة أكثر من مرة بسبب دخول مشجعين إسبان إلى أرضية القاعة وهم يرفعون أعلام فلسطينية احتجاجاً على سياسة إسرائيل، وظل المشجعون يهتفون باسم فلسطين.
وفي نهائي كأس السوبر الإسبانية، حرصت الجماهير على رفع العلمين الفلسطيني والاسباني.
وسبق لجماهير فريق أتليتكو بيلباو الإسباني أن حملت الأعلام الفلسطينية حين استقبل فريقهم كريات شمونة الاسرائيلي بمناسبة دوري المجموعات بالدوري الأوروبي، وجماهير نادي لاتسيو الإيطالي الأعلام ذاتها في إنجلترا حين حل فريقهم ضيفا على توتنهام  بنفس المناسبة.
ولم تكتف الجماهير في الملعبين بحمل العلم الفلسطيني، بل تعدته للمطالبة بالحرية للشعب المحتل وحقه في دولة مستقلة دون احتلال.
وحمل جمهور بلباو ولاتسيو العلم ورفقته شعارا يقول « الحرية لفلسطين وشعبها « ورددوا شعارات تتهم الدولة العبرية بالعنصرية وتقتيل الأطفال .
ويرى مراقبون أن رفع الأعلام الفلسطينية في مدرجات سان ماميس أمراً طبيعياً لناد مثل أتلتيكو بيلباو، إذ تبقى الحرية هي القاسم المشترك بين الشعب الفلسطيني، الذي يناضل من أجل التخلص من الاحتلال الإسرائيلي، ونادي أتلتيك بيلباو المنتمي لمنطقة تطالب بالانفصال عن المملكة الإسبانية.
كما سبق للعلم الفلسطيني أن رفرف في مدرجات ملعب سيلتك بارك بالعاصمة الاسكتلندية مرتين، حيث كانت المرة الأولى عندما التقى سيلتك بفريق هبوعيل تل أبيب الإسرائيلي في مسابقة الدوري الأوروبي عام 2009، فيما جاءت المرة الثانية لنصرة لاعب المنتخب الفلسطيني الأسير المحرر محمود السرسك.
وفي بودابست وجد المنتخب الاسرائيلي نفسه محاصرا بالأعلام الفلسطينية في مواجهته لمنتخب المجر . وغادر اللاعبون الإسرائيليون أرض الملعب على وقع صافرات الاستهجان والهتافات المعادية.
ويرى مراقبون أن ظهور العلم الفلسطيني، جاء كرد فعل من الجماهير العربية التي فطنت لاستغلال إسرائيل لشعبية كرة القدم من أجل الترويج لكيانها، حيث تتمركز الجماهير الإسرائيلية في مناطق تركز عليها الكاميرات، معتبرين أن هذا الأمر مدروس من الساسة في إسرائيل، لاستغلالهم سذاجة بعض الرياضيين وإغرائهم، كما حدث في كأس العالم لكرة القدم عام 2006 مع لاعب المنتخب الغاني جون بانتسيل الذي لوح بالعلم الإسرائيلي عقب فوز منتخب بلاده على منتخب التشيك، وكما يحصل مع فريق أجاكس الهولندي وفريق توتنهام الإنجليزي.
وكرد فعل، قام داجاسان لاعب وسط نادي سيفاسبور التركي بوضع العلم الفلسطيني وسط الملعب بعد فوز فريقه على غلطة سراي في ربع نهائي كأس تركيا، علما أن فريق سيفاسبور يضم في صفوفه لاعبا إسرائيليا هو بيني باليلي، وهو نفس التعبير الذي قام به اللاعب المصري
أبو تريكة بعد أن كتب على قميصه عبارة « كلنا مع غزة « والمالي كانوتي الممارس بالدوري الاسباني.
غيْر أنّ ما لمْ يكن منتظرا حصل بالنسبة لعائشة. ذلك أنّ سهمها لم يخرج مرّة أخرى. لن تنسى عائشة هذا اليوم، العاشر من رمضان من السنة السابعة للهجرة. كان شعورها بالخيبة كبيرا، لقد فضّل السهم كلاّ من أم سلمة وميمونة. بعد لحظات من الحسرة والألم، اعتبرت في دواخلها أنه قدر الله وقضاؤه، وفهمت أن أمّ سلمة وميمونة تنحدران من العشائر الأساسية في مكة: فأمّ سلمة تنتمي إلى بني مخزوم وبني أمية، في حين تنتمي ميمونة إلى بني هاشم وآل المطلب. وبالتالي فإنّ حضورهما مع الرسول في هذه الغزوة من شأنه دفع قبائلهما وعشائرهما إلى عدم التعرّض للرسول، والدخول في الإسلام بكل تلقائية.
ومن أجل التنفيس عنها، اعتبرت أنه من حسن حظها أنها سوف تقضي الليلة مع الرسول، وبالتالي سوف تستمع بالانفراد به، والتملي بطلعته وابتسامته وحدبه وهمسه وكلّ ما تشتهيه فيه ويشتهيه فيها. لا زال شعره أسود مثل لحيته، بخلاف والدها أبي بكر الذي ابيضّ شعره على الرغم من أنها في السنّ نفسه تقريبا. قالتْ له:
- كل شيء سوف يسير على ما يرام، إن الله معك.
ردّ عليها وهو يقبّلها بكلّ حنانّك
- سوف أذهبُ بكل طمأنينة. لقد تركت الدين لك من أجل رعايته. إلى اللقاء ياغزالتي.
وبعد توديعها، امتطى ناقته «قصواء» وانطلق يتقدّم القافلة في اتجاه مكة مصحوبة ب»الله أكبر».
بقيت عائشة لوجدها تفكّر في مجريات الأمور، وكان الجوّ رمضانيا الأمْر الذي جعل عائشة تتفرّغ للقراءة والكتابة.
بعد رجوع الرسول مظفّرا من مكة، استعاد فرحته بجمل مارية، ولمْ يحفل لألم وتعاسة عائشة، زوجته الشابة المحبوبة والتي يعتبرها مفضّلة. خلال هذه الفترة، عاشت مارية القبطية في هناءة وسعادة مع الرسول وهي تعتبر نفسها زوجة فوق العادة. وبعد مرور نحو العام على حمْلها، أنجبت لمحمّد ابنا، ففرح به الرسول أيما فرح، لأنه كان قد قارب الستين من عمره، ولم يبق له من أبنائه إلا فاطمة الزهراء.
وكان الطفل جميلا مثل الرسول، وسماه محمّد إبراهيم على اسم إبراهيم الخليل، لكن الله لم يقدر له أن يعيش طويلا، فقُبض قبل أن يكمل عامه الثاني، مما فطر قلب نبي الله وأحزنه على ولده، وأسال دموعه الشريفة على خديه، لكنه صبر واحتسب الثواب عند خالقه.
وقد قالت عنها منافستها عائشة:»ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية، وذلك أنها كانت جميلة جعدة -أو دعجة- فأعجب بها رسول الله، وكان أنزلها أول ما قدم بها في بيتٍ لحارثة بن النعمان، فكانت جارتنا، فكان عامة الليل والنهار عندها، حتى فرغنا لها، فجزعت فحولها إلى العالية، وكان يختلف إليها هناك، فكان ذلك أشد علين.
وعن عائشة أنها قالت مرّة: »أهديت مارية ومعها ابن عم لها، فقال أهل الإفك والزور: من حاجته إلى الولد ادَّعى ولد غيره.
قالت:
- فدخل النبي »صلى الله عليه وآله« بإبراهيم عليَّ فقال: كيف ترين؟!
قلت: من غذي بلبن الضأن يحسن لحمه.
قال: ولا الشبه؟!
قالت: فحملتني الغيرة.
فقلت: ما أرى شبهاً.
قالت: وبلغ رسول الله »صلى الله عليه وآله« ما يقول الناس، فقال لعلي: خذ هذا السيف، فانطلق فاضرب عنق ابن عم مارية، فانطلق، فإذا هو في حائط على نخلة يخترف، فلما نظر إلى عليّ، ومعه السيف استقبلته رعدة، فسقطت الخرقة، فإذا هو ممسوح«.
أمام هذا السلوك، النابع من الغيرة المفرطة، لمْ يكن أمام محمد إلا أن يبحث عن صيغة للتوافق والإقناع لكيْ لا يخسر لا عائشة ولا مارية.
غداّ: الرسول يقنع عائشة بضرورة حبّ ابنه من مارية