{ ما المقصود بالبيولوجيا السريرية ؟ هي مجموع التحاليل التي تجرى للمرضى وللأشخاص بشكل عام، من أجل اكتشاف بعض الأمراض المتنوعة التي يمكن أن تصيب أيا منهم، وهو إجراء بالغ الأهمية لأنه يساعد بطريقة دقيقة على تشخيص الأمراض، ويساعد الأطباء على وصف الأدوية اللازمة بطريقة مضبوطة بفعل تحديد نوعية الأمراض بكل دقة. هذه التحاليل التي تخص عدة مكونات في جسم الإنسان، سواء تعلق الأمر بالدم، او البول أو السائل المنوي، والتي يتم من خلالها تحديد أمراض الخلايا، الأمراض التعفنية، الأمراض الهضمية، داء السكري، التهاب الكبد، وأمراض الكلي ... وعدد كبير من الالتهابات والأمراض ، وذلك من خلال البحث عن الطفيليات والفيروسات. { ما هو جديد هذا المجال ؟ هناك تقدم كبير وطفرة حقيقية يعرفها هذا المجال، إذ اصبح الآن بالإمكان ، وبالاعتماد على التحاليل، اكتشاف الأمراض التي تخص القلب للوقاية منها، كالجلطة القلبية، التي بات يمكن معرفة إمكانية الإصابة بها مسبقا وفي ظرف زمني لايتجاوز النصف ساعة، وبالتالي يمكن الاعتماد على هذه التحاليل كخطوات وقائية، فضلا عن التقدم الكبير الذي يعرفه تحليل الجينات وارتباطها بالأمراض، وهو ما جعلنا نختار شعارا للأيام 13 للبيولوجيا السريرية ، هو الحفاظ على المرأة الحامل وجنينها، انطلاقا من هذه التحاليل، لما للموضوع من أهمية في السياسة الصحية الحالية لوزارة الصحة، والتي تنهجها بهدف التقليص في أفق الحد من الوفيات خلال مرحلة الولادة. { عقدتم الأيام 13 نهاية الأسبوع الفارط بالدارالبيضاء، ما الهدف من هذا الملتقى؟ بالفعل احتضنت مدينة الدارالبيضاء من 6 إلى 8 يونيو الجاري، فعاليات الأيام 13 للبيولوجيا السريرية، تحت رعاية الاتحاد الدولي للكيمياء السريرية والطب المخبري، وإشراف الاتحاد الدولي الفرنكفوني للبيولوجيا السريرية والطب المخبري، والاتحاد العربي للبيولوجيا السريرية، وهو ملتقى سنوي بين الأساتذة المهنيين لتبادل الخبرات والكشف عن المستجدات واستعراض الأبحاث التي تقام في الكليات والمستشفيات، وتخص الأطباء والصيادلة الإحيائيين، فضلا عن الأطباء الداخليين المقيمين في طور التكوين للحصول على الدبلوم في التحاليل الطبية، وتعرف هذه التظاهرة منح 3 جوائز لأحسن الأبحاث العلمية في هذا المجال. وفي السياق ذاته، فإن هذا الملتقى ورغم أن له صبغة وطنية، إلا أنه أخذ أبعادا دولية، وذلك لأهمية محتواه والمستوى العلمي الذي تمكن من تحقيقه، من خلال حضور الفاعلين والأساتذة والدكاترة من مختلف الدول، حيث شارك فيه ممثلون لحوالي 10 دول، وهو ما يعكس اتساع دائرة اشعاعه، فضلا عن كونه يشكل فرصة سانحة للتحصيل في إطار التكوين المستمر بالنسبة للمزاولين لهذه المهنة، الذين تمنح لهم شهادة للادلاء بها كوثيقة أساسية في مجال التكوين المستمر. من جهة أخرى، فإننا نسعى كل سنة إلى تضمين البرنامج محور تطوير جودة التحاليل الطبية في المغرب، لما لذلك من أهمية قصوى لا بالنسبة للمواطن/المريض، ولابالنسبة للأخصائي في التحاليل الطبية، وذلك باعتماد دليل جودة التحاليل، الذي يدخل في إطار القانون، وكذلك طريقة الولوج إلى الاعتماد على غرار دول أخرى متقدمة، بالرغم من كونه غير إجباري. * الكاتب العام للجمعية المغربية للكيمياء السريرية