لقجع يكشف الأسباب الحقيقية وراء إقالة حاليلوزيتش وتعيين الركراكي    كتل ضبابية ورياح قوية بهذه المناطق في طقس يوم السبت    كيف تساعد الصين إيران في الالتفاف على العقوبات الدولية؟    الداكي يستعرض إشكالات "غسل الأموال"    وفرة المنتجات في الأسواق تعيق طيّ "صفحة الدلاح" بإقليم طاطا    إعدام أشجار يخلف استياء بالقصر الكبير    القضاء يسقط جناية الاتجار بالبشر عن التازي.. الطبيب يغادر "سجن عكاشة"    لقجع: لا أتدخل في تعيين حكام المباريات    أزيلال.. افتتاح المهرجان الوطني الثالث للمسرح وفنون الشارع لإثران آيت عتاب    جنيات كازا فضات ملف الطبيب التازي او ها الحكم باش تحكمو    ماركا الإسبانية: أيوب الكعبي الميزة الرئيسية لنتائج أولمبياكوس الجيدة    "الداخلية" تطمئن موظفي الجماعات المحلية: الحوار سيعود لحل الملفات العالقة    خبير تغذية يوصي بتناول هذا الخضار قبل النوم: فوائده مذهلة    تفاعل أمني مع شريط فيديو متداول يوقف شابا متورطا في سرقة سيارة    مطالبات في لبنان بحجب تطبيق تيك توك إثر استخدامه من عصابة متورطة بشبهات جرائم جنسية    تشييع جثمان النويضي .. سياسيون وحقوقيون يعددون مناقب الراحل (فيديو)    الدورة الثالثة للمعرض الدولي للأركان من 08 إلى 12 ماي الجاري بأكادير    بانجول.. افتتاح سفارة المملكة المغربية في غامبيا    حموشي تباحث مع السفير المفوض فوق العادة للسعودية المعتمد بالمغرب بخصوص تطوير التعاون الأمني بين البلدين    الأمثال العامية بتطوان... (589)    بالصور والفيديو: شعلة الحراك الطلابي الأمريكي تمتد إلى جامعات حول العالم    منظمة دولية: المغرب يتقدم في مؤشر حرية الصحافة والجزائر تواصل قمعها للصحافيين    صفعة جديدة لنظام العسكر.. ال"طاس" ترفض الطلب الاستعجالي لل"فاف" بخصوص مباراة بركان واتحاد العاصمة    العصبة الوطنية تعلن عن برنامج مباريات ربع نهائي كأس العرش    قضية "الوظيفة مقابل لفلوس".. النيابة العامة فتطوان هبطات اليملاحي المستشار السابق ديال وزير العدل لحبس الصومال    باكستان تطلق أول قمر اصطناعي لاستكشاف سطح القمر    دراسة… الأطفال المولودون بعد حمل بمساعدة طبية لا يواجهون خطر الإصابة بالسرطان    باستعراضات فنية وحضور عازفين موهوبين.. الصويرة تحتضن الدورة ال25 لمهرجان كناوة    المغرب يسجل 13 إصابة جديدة بكورونا    عكس برنامج حكومة أخنوش.. مندوبية التخطيط تكشف عن ارتفاع معدل البطالة في المغرب    كوت ديفوار تكتشف أكبر منجم للذهب    ريم فكري تكشف عن معاناتها مع اغتيال زوجها والخلاف مع والديه    الملك محمد السادس يهنئ رئيس بولندا    "فاو": ارتفاع أسعار الغذاء عالميا    إسبانيا تستقبل أزيد من 16 مليون سائح خلال الربع الأول من العام 2024، ما يعد رقما قياسيا    حكومة فرنسا تفرق داعمي غزة بالقوة    المغرب يفكك خلية كانت تحضر لتنفيذ اعمال إرهابية    بعد إلغاء موريتانيا الزيادة في رسومها الجمركية.. أسعار الخضر والفواكه مرشحة للارتفاع    سعر الذهب يواصل الانخفاض للأسبوع الثاني على التوالي    دراسة تربط الغضب المتكرر بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب    بركة يعلن عن خارطة طريق للبنيات التحتية استعدادًا لكأس العالم 2030    جدول مواعيد مباريات المنتخب المغربي في أولمبياد باريس 2024    تركيا توقف التبادل التجاري مع إسرائيل بسبب "المأساة الإنسانية" في غزة    حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية الاسلامي يعلن ترشح رئيسه للانتخابات الرئاسية في موريتانيا    مراسلون بلا حدود عن 2024.. ضغوط سياسية على الاعلام والشرق الأوسط "الأخطر"    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الجمعة    توقعات أحوال الطقس ليوم غد السبت    اختتام الدورة الثانية لملتقى المعتمد الدولي للشعر    عدلي يشيد بتألق "ليفركوزن" في روما    تكريم حار للفنان نعمان لحلو في وزان    هل ما يزال مكيافيلي ملهما بالنسبة للسياسيين؟    مهرجان أيت عتاب يروج للثقافة المحلية    العقائد النصرانية    الأمثال العامية بتطوان... (588)    جامعيون ومتخصصون يحتفون بشخصية أبي يعزى في ملتقى علمي بمولاي بوعزة        الطيب حمضي ل"رسالة24″: ليست هناك أي علاقة سببية بين لقاح أسترازينيكا والأعراض الجانبية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا توترت العلاقة بين السعودية وأمريكا؟

ابتعد الأمريكيون عن الموقف السعودي في ملفات عديدة ولم يقدموا الدعم الذي طلبته منهم السعودية، بل حاولوا عرقلة نشاطات سعودية لدعم الثورة السورية
بعد أكثر من ستين عاما من العلاقات الوثيقة والتحالف القوي تمر العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة بمرحلة حساسة، حيث يعلو التذمر من قبل السعوديين حول كيفية إدارة أوباما لهذه العلاقات وتهاونه في التعاون في ملفات متعددة منها الملف السوري.
وابتعد الأمريكيون عن الموقف السعودي في ملفات عديدة ولم يقدموا الدعم الذي طلبته منهم السعودية، بل حاولوا عرقلة نشاطات سعودية لدعم الثورة السورية.
وعبر مسؤول سعودي طلب عدم ذكر اسمه لصحيفة «العرب» اللندنية عن أن الإدارة الأمريكية لم تتحرك بسرعة لتلبية ما طلبته منها السعودية مؤخرا.
فقد رفض الأمريكيون تزويد السعوديين بصور عبر الأقمار الاصطناعية لتحركات الجيش السوري كانت قد طلبتها لتزويد الثوار السوريين بها.
وكانت لهذه الصور لو تمكنت السعودية من الحصول عليها قدرة على قلب موازين المعارك الأخيرة في سوريا، خاصة بالقصير، حيث ستبين تمركز القطاعات العسكرية وتحركاتها وخاصة الدبابات التابعة للجيش.
ولجأت السعودية إلى فرنسا التي قدمت بترحيب ما طلب منها، لكن الصور لم تكن في المستوى المطلوب لصالح الثوار.
وغضب السعوديون أيضا من فرض الحكومة الأمريكية لفيتو على الحكومتين الأردنية والتركية بعدم توريد وتسليم أسلحة معينة للثوار السوريين مما حد من قدراتهم في مواجهة قوات الأسد، ما يهدد بفقدان المواقع الاستراتيجية التي سيطروا عليها.
بل إن الحكومة الأمريكية وضعت فيتو على الدول المصدرة للصواريخ المضادة للطائرات سواء أكانت صواريخ ثابتة أم محمولة على الكتف خصوصا.
وعلل الأمريكيون ذلك بخوفهم من وقوعها في أيدي المجموعات الإسلامية المتطرفة واستعمالها ضد طائرات دول صديقة.
لكن واشنطن لا تبدي نفس التشدد تجاه الأسلحة التي تمر إلى حزب الله وتهدد موازين القوى الإقليمية على المستوى العسكري بما في ذلك مع إسرائيل.
ومن الأمور التي أغضبت السعوديين عدم جدية الولايات المتحدة في الضغط على روسيا التي ترفع الفيتو ضد أي قرار في مجلس الأمن قد يدين الأسد أو يجبره على وقف العمليات.
ويرى بعض القادة في الرياض أن هناك تنسيقا وتناغما في الأدوار بين موسكو وواشنطن.
ووفق ذات المصدر، يدلل بعض القادة السعوديين على أن الأمرسكيين يسيرون حسب خطة ممنهجة لمنع تقوية الثوار السوريين، وذلك برفع فيتو في وجه الأوروبيين ومنعهم من تسليح الثوار رغم الممانعة الفرنسية والبريطانية للموقف الأمريكي.
لكن الولايات المتحدة تستغل ألمانيا لإبطاء التحرك الأوروبي لتسليح الثوار السوريين.
في المقابل ترى أوساط سياسية سعودية أن نجاحات الجيش النظامي في القصير وتدخل إيران عبر حزب الله وميليشيات عراقية ويمنية في المعارك حمل رسالة قوية للأمريكيين بأن الصراع سيتطور في المنطقة وأن هناك حاجة لتدخل دولي ولو بتسليح الثوار ودعمهم تقنيا.
ويرون أن التطورات الحالية في سوريا ستعجل بتغيير موقف واشنطن، وأشار المصدر السعودي إلى أن هناك ست قضايا بدا فيها اختلاف واضح بين الرياض وواشنطن، وهي: الموقف من سوريا، وموقف واشنطن من المفاوضات مع إيران من حيث عدم جدية واشنطن في تحديد مدة زمنية للمفاوضات، والخروج الأمريكي غير المحسوب من العراق ما سمح بتغول إيران داخله وتحكمها برقبة السلطة هناك.
بالإضافة إلى اليمن حيث ترى الولايات المتحدة أن المهمة هي محاربة الإرهاب بينما يراها السعوديون تتمثل في مستقبل البلاد وطبيعة نظامه ودعمه للبقاء دون فوضى، فضلا عن الصراع العربي الإسرائيلي وآخر القضايا العالقة الموقف الأمريكي مما يجري في البحرين، حيث ترى واشنطن أن ما يحدث هناك هو صراع بين جماعات سياسية بينما تراه الرياض صراعا بين نظام شرعي وجماعات إرهابية ممولة من إيران.
وحظيت العلاقات مع السعودية بأهمية مميزة ضمن علاقات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وكانت الرياض لعدة عقود نقطة ارتكاز في سياسات واشنطن تجاه المنطقة خاصة في فترة الحرب الباردة، وكان لها دور مهم في مواجهة تمدد عبد الناصر باتجاه دول مثل اليمن، وفي لجم التوسع السوفييتي خاصة في أفغانستان.
قالت صحيفة «جارديان» البريطانية، إن أزمة دبلوماسية انفجرت ، الثلاثاء، بين الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة العربية السعودية، بعد أن اعترف وزير الخارجية الأمريكي، «جون كيري»، بأن السعودية، الحليف الاستراتيجي الرئيسي ل «واشنطن»، لديها هواجس جدّية حول السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط .
 وتشير الصحيفة إلى أن بين أسباب اعتراضات السعودية، سياسة الولايات المتحدة تجاه الحكومة المصرية، بعد قيام عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وإسقاط حكم جماعة الإخوان «المحظورة»، وقطع مساعداتها العسكرية عن مصر، وعدم مساعدة المتمرّدين في سوريا بما يكفي، وكذلك المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران. 
 وقد عقد «كيري» محادثات عاجلة مع نظيره السعودي في باريس، قال للصحفيين خلالها: «نحن نعلم أن السعوديين شعروا بالإحباط من عدم ضرب سوريا، ونحن نعمل بشكل وثيق معهم».
 وتقول الصحيفة، إن «كيري» يصرُّ على أن علاقات الولايات المتحدة بالسعودية سليمة، ولكن تقارير من صحيفة «وول ستريت جورنال»، أشارت إلى ان السعوديين هدّدوا بتحجيم الظهور والتعاون الإقليمي مع الولايات المتحدة، احتجاجا على استراتيجية وسياسات واشنطن في الشرق الأوسط.
ونقلت «جارديان» عن وكالة «رويترز» الإخبارية الأمريكية، قولها، إن الأمير «بندر بن سلطان»، مدير جهاز الاستخبارات السعودي، قال لدبلوماسيين أوروبيين، إن السعودية لن تقدم على إجراء تحوّل كبير في علاقاتها مع واشنطن، بسبب تقاعسها تجاه الصراع في سوريا، أو التقارب المحتمل مع إيران بشأن برنامجها النووي .
 وتقول الصحيفة، إنه في المؤتمر الصحفي اليومي لوزارة الخارجية الأمريكية، اعترفت «ماري هرف»، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، بأن القضايا السياسية الثلاث تسبّب توتّرا بين البلدين، ولكنها أصّرت على أن العلاقات الأساسية مع السعوديين مازالت قوية.
وقالت «هرف» : «نحن نعمل معا على حلّ القضايا الصعبة، ونتقاسم نفس الأهداف، سواء كان ذلك في إنهاء الحرب الأهلية في سوريا، أو العمل على العودة إلى حكومة ديمقراطية في مصر، ومنع إيران من الحصول على أسلحة نووية».
 وتضيف «جارديان»، أن الولايات المتّحدة تكافح من ناحية أخرى للحفاظ على علاقاتها مع فرنسا والبرازيل وألمانيا، بسبب التوتر الناتج عن قضية مراقبة وكالة الأمن القومي الأمريكي لمحادثات قادة هذه الدول.
وأشار مصدر السعودي إلى أن هناك ست قضايا بدا فيها اختلاف واضح بين الرياض وواشنطن، وهي: الموقف من سوريا، وموقف واشنطن من المفاوضات مع إيران من حيث عدم جدية واشنطن في تحديد مدة زمنية للمفاوضات، والخروج الأمريكي غير المحسوب من العراق ما سمح بتغول إيران داخله وتحكمها برقبة السلطة هناك.
بالإضافة إلى اليمن حيث ترى الولايات المتحدة أن المهمة هي محاربة الإرهاب بينما يراها السعوديون تتمثل في مستقبل البلاد وطبيعة نظامه ودعمه للبقاء دون فوضى، فضلا عن الصراع العربي الإسرائيلي حيث لا توجد جدية أمريكية في دفع العملية السلمية ولا إيقاف للمستوطنات.
وقد اندلعت الأزمة بين الحليفين التقليديين بعد تصريحات لافتة للأمير بندر بن سلطان، رئيس الاستخبارات السعودية، حول رغبة المملكة في الحد من تعاونها مع الولايات المتحدة، حيث خرج الأمير تركي الفيصل بانتقادات لاذعة لسياسات أوباما في سوريا ووصفها بأنها جديرة بالرثاء.
الولايات المتحدة سارعت إلى التأكيد بأن العلاقات بين واشنطن والرياض ما زالت قوية، مستبعدةً المعلومات الصحافية التي تحدثت عن رغبة المملكة السعودية، في الحد من تعاونها مع واشنطن بشأن سوريا.
وكان التباعد المتزايد بين الولايات المتحدة والسعودية واضحًا أيضًا في واشنطن، حيث انتقد أمير سعودي رفيع آخر سياسات أوباما في الشرق الأوسط واتهمه «بالتردد»، في ما يتصل بالوضع في سوريا ومساعي السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
وكان رئيس المخابرات السعودية الامير بندر بن سلطان آل سعود، أعلن لدبلوماسيين أوروبيين أن الرياض ستقلص تعاونها مع الولايات المتحدة، من أجل تسليح وتدريب معارضين سوريين، حسب صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية.
وعمّا إذا كانت السعودية أبلغت الولايات المتحدة بمثل هذا التغيير في السياسة، أكد المسؤول الاميركي ?حسب علمي، هذه الرسالة لم ترسل الى وزارة الخارجية من قبل السعوديين?. وقد رفضت السعودية، الجمعة الماضي، الدخول لمجلس الامن الدولي، غداة انتخابها لمقعد غير دائم لمدة سنتين، في قرار غير مسبوق يهدف الى الاحتجاج على ?عجز? المجلس خصوصًا امام المأساة السورية.
وأضافت الصحيفة الأميركية: أن ?الامر يتعلق برسالة الى الولايات المتحدة وليس الى الامم المتحدة?، حسب ما قال الامير بندر لهؤلاء الدبلوماسيين. وأكدت أن السعوديين يأخذون خصوصًا على حليفهم الاميركي، عدم توجيه ضربات للترسانة الكيميائية السورية. كما تنظر السعودية بريبة الى التقارب بين الولايات المتحدة وايران. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية ماري هارف من جانبها، الثلاثاء، إن ?علاقتنا وشراكتنا مع السعوديين قوية، نولي اهمية كبرى لمبادراتهم في عدد كبير من المجالات?. وقالت إننا ?نعمل معًا على مشاكل مهمة ونتقاسم معهم الاهداف نفسها، سواء لناحية وضع حد للحرب في سوريا والعودة الى حكومة ديموقراطية في مصر، أو لمنع ايران من امتلاك السلاح النووي?.
واضافت هارف أن الرياض لم تنقل إلى وزارة الخارجية عزمها تقليص تعاونها مع الولايات المتحدة. وقالت إن المسألة أثيرت أيضًا في الاجتماع بين كيري والوزير السعودي. وقالت «حسب علمي لم ينقل السعوديون تلك الرسالة الى وزارة الخارجية. ونحن تباحثنا بشأن بعض القضايا الصعبة التي نريد أن نعالجها معًا».
وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية أن«مسألة معرفة كيفية تحقيق هذه الاهداف، هي بالتحديد ما ندرسه في هذا الوقت مع السعوديين، وكل شركائنا الدوليين».
ولفتت هارف الى أن وزير الخارجية جون كيري التقى نظيره السعودي لمدة ساعتين، أمس الأول الاثنين، في باريس ووصفت اللقاء بأنه كان ?مثمرًا?. وخلال هذا اللقاء حض جون كيري السعودية على القبول بمقعدها داخل مجلس الامن الدولي.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال لصحافيين في لندن، الإثنين، إنه بحث بواعث قلق الرياض عندما اجتمع مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل في باريس يوم الاثنين.
وقال كيري إنه ابلغ الأمير سعود الفيصل أن عدم التوصل إلى اتفاق مع إيران افضل من ابرام اتفاق سيىء. وأضاف: «لدي ثقة كبيرة في أن الولايات المتحدة والسعودية ستظلان الصديقين والحليفين المقربين والمهمين كما كنا».
وفي تصريحات لاذعة على غير العادة، وصف الأمير تركي الفيصل سياسات أوباما في سوريا بأنها ?جديرة بالرثاء? وسخر من الاتفاق الأميركي الروسي للتخلص من الأسلحة الكيميائية لحكومة الأسد. وقال إنها حيلة لتمكين أوباما من تفادي القيام بعمل عسكري في سوريا.
وقال الأمير تركي عضو الأسرة الحاكمة في السعودية والمدير السابق للمخابرات السعودية والسفير السابق في واشنطن ولندن:«التمثيلية الحالية للسيطرة الدولية على الترسانة الكيميائية لبشار ستكون هزلية إن لم تكن مثيرة للسخرية بشكل صارخ. وهي تهدف إلى إتاحة فرصة للسيد أوباما للتراجع (عن توجيه ضربات عسكرية)، وكذلك لمساعدة الأسد على ذبح شعبه».
ويشار الى أن الانتقادات السعودية جاءت بعد مرور أيام على الذكرى السنوية الأربعين للحظر النفطي العربي في أكتوبر/ تشرين الأول عام 1973 الذي فرض لمعاقبة الغرب على مساندته إسرائيل في الحرب العربية الإسرائيلية.
وقال تقرير ل(رويترز): وكانت تلك إحدى نقاط الضعف في العلاقات الأميركية السعودية التي تضررت بشدة أيضًا من هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 على الولايات المتحدة. وكان معظم منفذي الهجمات مواطنين سعوديين.
وبدرت عن السعودية علامة واضحة على استيائها من السياسة الخارجية لأوباما الأسبوع الماضي، حينما اعتذرت عن عدم قبول مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي احتجاجًا على ما سمته «ازدواجية المعايير» في الأمم المتحدة.
وأشار الأمير تركي إلى أن السعودية لن ترجع عن ذلك القرار الذي قال إنه كان نتيجة لتقاعس مجلس الأمن عن ايقاف الأسد وتنفيذ قرارات المجلس الخاصة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وقال في كلمة في المجلس الوطني للعلاقات الأميركية العربية ومقره واشنطن ?لا شيء غريب في قرار الامتناع عن قبول عضوية مجلس الأمن. إنه يرجع إلى عدم فعالية تلك الهيئة?.
وإلى ذلك، فإنه ينظر إلى الأمير بندر الذي عمل سفيراً للسعودية في واشنطن لمدة 22 عامًا على أنه أحد متشددي السياسة الخارجية ولاسيما في الأمور التي تخص إيران. وأدت حدة التنافس بين المملكة وإيران إلى زيادة التوتر الطائفي في أنحاء الشرق الأوسط.
ويقول دبلوماسيون في الخليج إن الأمير بندر وهو نجل وزير الدفاع وولي العهد الراحل الأمير سلطان وكان مقربًا من العاهل الراحل الملك فهد، استدعي من جديد العام الماضي لتولي رئاسة المخابرات مفوضاً بالعمل على إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضافوا أنه قاد على مدى السنة الأخيرة جهود السعودية لتوصيل أسلحة ومساعدات اخرى لمقاتلي المعارضة السورية في حين تولى ابن عمه وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل الجهود الدبلوماسية.
وقال المصدر «أبلغ الامير بندر الدبلوماسيين أنه يعتزم الحد من التعامل مع الولايات المتحدة. وهذا يحدث بعد تقاعس الولايات المتحدة عن القيام بأي تحرك فعال في سوريا وفلسطين». واضاف المصدر: «العلاقات مع الولايات المتحدة تتدهور منذ فترة ويشعر السعوديون أن الولايات المتحدة تتقارب مع ايران كما أحجمت الولايات المتحدة عن تأييد السعودية خلال انتفاضة البحرين».
وامتنع المصدر عن تقديم مزيد من التفاصيل عن محادثات رئيس المخابرات السعودية مع الدبلوماسيين الأوروبيين، والتي جرت في الأيام الأخيرة.
لكنه المصدر أشار إلى ان التغيير المزمع في العلاقات مع الولايات المتحدة سيكون له تأثير على مجالات كثيرة من بينها مشتريات السلاح ومبيعات النفط.
وتحتفظ السعودية بجانب كبير من إيراداتها في صورة أصول أميركية.
ويعتقد أن معظم الاحتياطيات النقدية لمؤسسة النقد العربي السعودي الصافية وقدرها 690 مليار دولار مقومة بالدولار وقسط كبير منها في صورة سندات خزانة أميركية.
وقال المصدر السعودي:?جميع الخيارات على الطاولة الآن، وسيكون هناك بالتأكيد بعض التأثير?.
وأضاف أنه لن يجري مزيد من التنسيق مع الولايات المتحدة بخصوص الحرب في سوريا حيث تزود السعودية جماعات معارضة تقاتل الأسد بالسلاح والمال.
وأبلغت المملكة الولايات المتحدة بما تقوم به في سوريا، ويقول دبلوماسيون إنها استجابت لطلب الولايات المتحدة عدم تزويد المعارضة السورية بأسلحة متقدمة يخشى الغرب أن تصل إلى ايدي جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة.
وزاد غضب السعودية بعد أن تخلت الولايات المتحدة عن التهديد بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا رداً على هجوم بالغاز السام في دمشق في اغسطس آب.
وجاء تراجع الولايات المتحدة في اعقاب موافقة دمشق على التخلي عن ترسانة اسلحتها الكيميائية.
وإلى ذلك، قال النائب كريس فان هولين، عضو القيادة الديمقراطية لمجلس النواب الأميركي، لمؤتمر قمة رويترز في واشنطن يوم الثلاثاء، إن التحركات السعودية تهدف إلى الضغط على أوباما للقيام بتحرك في سوريا.
وقال فان هولين ?نحن نعرف هذه اللعبة. إنهم يحاولون إرسال إشارة مفادها أنه يجب علينا أن نتدخل عسكريًا في سوريا وأعتقد أن هذا لو حدث فسوف يكون خطأ كبيرًا في خضم الحرب الأهلية السورية?.
وأضاف فان هولين قوله: «ويجب أن يبدأ السعوديون بالكف عن تمويلهم جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا، وذلك فضلاً عن حقيقة أنه بلد لا يسمح للنساء بقيادة السيارات».
وفان هولين مقرب من أوباما في القضايا الداخلية في الكونغرس لكنه أقل تأثيرًا على السياسة الخارجية.
وتشعر السعودية أيضًا بالقلق من الدلائل على وجود مصالحة مبدئية بين واشنطن وطهران وهو أمر تخشى الرياض أن يؤدي إلى «صفقة كبرى» بشأن البرنامج النووي الإيراني تجعلها في وضع سيىء. وعبر الأمير تركي الفيصل عن تشككه في أن ينجح أوباما في ما سماه ?نهج فتح الذراعين? لإيران، التي اتهمها بالتدخل في سوريا ولبنان واليمن والعراق والبحرين.
وقال: «نحن السعوديين نراقب جهود الرئيس أوباما في هذا الصدد. والطريق أمامنا محفوف بالصعاب. وتثور بالفعل شكوك في إيران بشأن مسألة ما إذا كان (الرئيس الإيراني حسن) روحاني سينجح في توجيه إيران نحو اتباع سياسات رشيدة. فقوى الظلام في قم وطهران راسخة الجذور».
وشلت يدا مجلس الأمن عن اتخاذ اجراء في الصراع المستمر في سوريا منذ 31 شهراً، حيث عرقلت روسيا والصين، وهما عضوان دائمان في المجلس، اكثر من مرة اتخاذ اجراءات لإدانة الرئيس السوري بشار الأسد. ويشار في الختام، إلى أن كثيراً من المصالح الاقتصادية الأميركية في السعودية يشتمل على تعاقدات مع الحكومة في مجال الدفاع وقطاعات امنية اخرى والرعاية الصحية والتعليم وتكنولوجيا المعلومات والبناء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.