فاطمة حال هي اتنولوجية ومن اشهر الطباخين بفرنسا ويعتبر مطعمها المنصورية «بالمقاطعة 11 بباريس هو قبلة المطبخ المغربي بهذه المدينة.هذا المطعم الذي تنظم به انشطة ثقافية وجمعوية ،ويتم بع ايضا تكوين الشباب في مجال الطبخ.وقد اصدرت فاطمة العديد من الكتب في مجال الطبخ أهمها « رمضان، مطبخ الاقتسام» وتتحدث فيه عن شبابها واكتشافها للمطبخ وأول تجربة لها في مجال الصوم. وكتابها الاخير حول «نساء الحدود» الذي تكشف فيه عن مسارها. فاطمة حال لها مسار استتنائي،حيث غادرت المغرب في سن 18 في اتجاه فرنسا لتتزوج باختيار من عائلتها سنة 1970 ،وفي فرنسا التحقت بجامعة باريس 8 وحصلت على الاجازة في الادب قبل ان تتابع دراستها العاليا في المدرسة التطبيقية لدراسات العليا في مجال الاتنولوجية. وقد التقتها الاتحاد الاشتراكي بباريس على هامش ندوة «اربعاء السفارة» الذي تنظمه السفارة المغربية بباريس والذي يستقبل مفكرين وفاعلين مغاربة وفرنسيين لهم ارتباط بالمغرب وقضاياه. وكانت لقاء فاطمة حال الذي حضره سفير المغرب شكيب بنموسى حول «فن المطبخ المغربي وطريق التوابل». o العرض الذي قمت بتقديمه امام الحضور في هذه الندوة حول «فن المطبخ المغربي وطريق التوابل « التي تعقد في اطار «اربعاء ألسفارة « بباريس،تردد كثيرا في كلمتك مصطلحات مثل « حماية»،»انقاد»،»المحافظة» على الطبخ المغربي،هل اصبح هذا الطبخ مهددا الى هذا الحد؟ n طبعا نحن في عالم تسير فيه كل الاشياء بسرعة بالإضافة الى التلفزة التي غزت كل البيوت هناك الانترنيت الذي يسهل الولوج الى المعلومات. هذه السرعة لا تعني المطبخ المغربي لوحده،انا اتحدث عن المطبخ المغربي باعتباري مغربية واشعر بواجب حماية هذا المكون من بلدي الذي مازال محميا من طرف امهاتنا،اللواتي مازلن يحافظن ويمارسن هذا ألمطبخ لكن ما هو مهدد اليوم هو نقل هذه الخبرة وهذا الارث الى الاجيال المقبلة.اي نقل هذا المطبخ المغربي لاالى الاجيال المقبلة. منذ تلاثين سنة وانت تثيرين الرأي العام والفاعلين حول هذه الوضعية،وتابعت جزءا من عملك وكتاباتك في العقدين الاخيرين. فأنت تأخذين معركة حقيقية في هذا المجال؟ هي معركة منذ 30 سنة كما ذكرت،ويومية تقريبا لكنها معركة لطيفة لأننا نتعارك في مجال المطبخ ،من خلال استعمال الكلمات او من خلال استعمال الوان مختلفة من الوجبات،انها معركة لطيفة وممتعة. o لكن المطبخ اليوم داخل باب العولمة،وتحول الكسكس من المغرب وباقي بلدان المغارب ليصبح وجبة وطنية بفرنسا، والعديد من الاسيويين يعتقدون انه أكلة فرنسية. وفرنسا في نفس الوقت هي اكبر مصدر لحبوب الكسكس في العالم.كيف يمكننا اليوم ان ندافع عن تراث ومطبخ اصبح جزءا من مقومات بلدان اخرى وجزءا من العولمة ؟ n لا ننسى ان جزءا من مغاربة فرنسا يساهمون في ذلك، سواء من خلال صنع حبوب الكسكس او من خلال المطاعم المتعددة سواء في باريس اوغيرها ،من كل هذه الوضعية التي ذكرت لا بد من خلق قوة ،وخلق مناصب شغل،ورؤية الجانب الايجابي لهذا المطبخ.والنظر بشكل ايجابي الى حضور جزء من مطبخنا بفرنسا. o ليس في ذلك تهديد للمطبخ المغربي؟ n لا ابدا ،عندما نتحدث عن تهديد في مجال المطبخ هناك لعب بالكلمات، لكن التهديد الحقيقي هو فقدان الوقت والذي يسير بسرعة ونحن في حاجة الى العمل وخلق مناصب شغل والمقاولات، الجميع بإمكانه ذلك .وهو ما يمكننا ان نحافظ على الدوق،وعلى المنتوج والتوفر على معرفة في هذا المجال . o لكن ما هو التهديد الحقيقي الذي يواجهه المطبخ المغربي اليوم في مجال نقله وتعليمه للأجيال اللاحقة ؟ n التهديد الحقيقي هو هذه السرعة الكبيرة التي يعرفها العالم،البارحة كانت التلفزة اليوم هناك الانترينيت، ونريد ان نقوم بكل الاشياء بسرعة. لكن اذا رادنا تعلم شيء ما لا بد من اخذ الوقت، اعني وقت التعلم ووقت الفهم ووقت تحويل الاشياء.والتهديد في هذا المجال هو عدم اخذ الوقت لتعليم الاخرين وهنا نفقد الكثير. ويضيع جزء كبير من هذا المطبخ المغربي العريق. o الهجرة المغربية نحو فرنسا وباقي بلدان العالم لعبت دورا كبيرا سواء في نقل المطبخ المغربي نحو الخارج، وكذلك انتشاره عبر العالم بل انها مكنت من انقاد بعض الوجبات وأنواع من الخضر كانت معرضة لزوال ،هل هذا الهجرة مازالت تلعب هذا الدور؟ n بالتأكيد، مازالت الهجرة المغربية تلعب هذا الدور في النقل والمحافظة على المطبخ المغربي ولا بد من الاعتراف بهذا الدور الكبير الذي قاموا به بعض المغاربة عبر العالم ولا بد من مساعدتهم كذلك على تحويل تلك المعرفة الى مهنة ومن هذه المهنة يمكننا ان نخلق مناصب شغل لهؤلاء المهاجرين ايضا، وكذلك تأسيس مقاولات. o وفيما يخص نقل هذه الخبرة والمعرفة،ما هو دورك في ذلك من اجل تعليم الاجيال الجديدة وتجاوز التهديد الذي يتربص بهذا المطبخ المغربي؟ n اشتغل بدوري على تأسيس اكاديمية في هذا المجال، لكنني لا اعرف هل سيرى هذا المشروع النور علي يدي او من طرف شخص اخر ،على كل حال، انا مستعدة لتعاون في هذا المجال ومساعدة كل من يطمح الى ذلك ، لان المهم ليس هو انجاز هذا العمل لوحدي بل ما يهم هو انجازه وتحقيقه على ارض الواقع من أجل المحافظة ونقل المطبخ المغربي الى الاجيال المقبلة.