الحكومة تشرع في رفع ثمن قنينات غاز البوتان    التهرب الضريبي يورط منعشين عقاريين ورجال أعمال وتجار في الناظور    العثور على حطام مروحية الرئيس الإيراني    الزمالك يتوج بكأس الكونفدرالية على حساب نهضة بركان    مانشستر سيتي بطلا للدوري الإنجليزي بعد صراع الجولة الأخيرة مع أرسنال    برشلونة يستضيف فاليكانو لحسم وصافة الدوري    منافسة كبيرة للفوز بخدمات الحارس منير المحمدي    الشرطة العلمية والتقنية.. منظومة متكاملة تجمع بين الكفاءات البشرية والتقنيات الحديثة    معرفة النفس الإنسانية بين الاستبطان ووسوسة الشيطان    منصة "طفلي مختفي" تمكن من استرجاع 124 طفلا لذويهم خلال سنة واحدة    سلطات طنجة المدينة تشن حملات لتحرير الملك العمومي والبحري (صور)    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الإثنين    المحصول الضعيف للحبوب يسائل الحكومة عن التدابير البديلة للنهوض بالقطاع    إيطاليا تصادر سيارات "فيات" مغربية الصنع    المعرض الدولي للنشر والكتاب.. إبراز تجليات مساهمة رئاسة النيابة العامة في تعزيز جودة العدالة    بلغ مجموع عدد الشكايات الذي توصلت بها المفتشية العامة للمديرية العامة للأمن الوطني من طرف المرتفقين 2447 شكاية خلال سنة 2023 مقابل 1329 سنة 2022    المبادرة الوطنية للتنمية البشرية : احتفاء بالذكرى ال19 تحت شعار التعبئة والتوعية بالأهمية الحيوية للأيام الألف الأولى من حياة الطفل    مهنيو قطاع النقل الطرقي للبضائع يرفضون مضامين مشروع مرسوم ولوج مهن النقل ومزاولتها    شركة تسحب رقائق البطاطس الحارة بعد فاة مراهق تناوله هذا المنتج    انفجارات السمارة.. أكاديمي يحمل المسؤولية للجزائر    شبيبة الأحرار تستنكر "التشويش" على الحكومة    الجيش الكونغولي يعلن إحباط "محاولة انقلاب"    الرياض وواشنطن تقتربان من توقيع "اتفاقيات استراتيجية" تمهد للتطبيع    الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة تُبرز حضور الشباب المغربي في صلب أولوياتها    البطاقة البيضاء تحتفي بالإبداع السينمائي الشبابي خلال مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة    أخبار الساحة    ساكنة الناظور تستنكر إبادة الفلسطينيين في وقفة تضامنية    باحثون مغاربة وأجانب يتخوفون من تأثير الذكاء الاصطناعي على الأدب والفن    مجموعة «إمديازن» تعود لجمهورها بأغنية «إلى الجحيم يا حساد»    الإطار المرجعي للامتحانات يخلق الجدل ومطالب بحذف بعض الدروس    بسبب الجفاف.. الجزائر تتجه لخطف المركز الثاني من المغرب    إحباط "محاولة انقلاب" في كينشاسا بحسب متحدث باسم الجيش الكونغولي    المالكي : السينما.. جسر تواصل ولغة عالمية تتسامى على الاختلافات    موقع أمريكي يصنف طنجة وشفشاون ضمن أرخص الوجهات السياحية في إفريقيا    "لا داعي للمالديف".. مصممون سعوديون يعرضون أزياءهم على شواطئ المملكة    أيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني: تسليط الضوء على تحديات وفرص استعمالات الذكاء الاصطناعي في المرافق الأمنية    بعد صفعة العزل.. بودريقة مطلوب في جامعة الكرة لهذا السبب    المغرب وفرنسا يعززان التعاون السينمائي باتفاق جديد    مهرجان "فيستي باز" ينتقد وسائل الإعلام الوطنية والقنوات الرسمية    بعد إسبانيا.. مزارعون فرنسيون يعتدون على شاحنات مغربية محملة بالطماطم    تصادم بين سيارتين يرسل 5 اشخاص الى مستعجلات طنجة    سائقون يتركون شاحنات مغربية مهجورة بإسبانيا بعد توقيعهم على عقود عمل مغرية    مستشفى بغزة يعلن مقتل 20 شخصا في قصف إسرائيلي    مهرجان كناوة بالصويرة من المواعيد الموسيقية الأكثر ترقبا خلال 2024 (موقع أمريكي)    مواجهات مسلحة بين مغاربة وأفراد عصابة في إسبانيا    بعد شجاره مع المدرب.. إشبيلية يزف خبرا سارا للنصيري    أوسيك يهزم فيوري ويصبح بطل العالم بلا منازع في "نزال القرن"    لماذا النسيان مفيد؟    كمال عبد اللطيف: التحديث والحداثة ضرورة.. و"جميع الأمور نسبية"    ندوة علمية بمعرض الكتاب تناقش إكراهات وآفاق الشراكة بين الدولة والجمعيات    الزليج ليس مجرد صور.. ثقافة وصناعة وتنظيم "حنطة" وصُناع مَهَرة    أطعمة غنية بالحديد تناسب الصيف    الأمثال العامية بتطوان... (602)    المغرب يسجل 35 إصابة جديدة ب"كوفيد"    دراسة: توقعات بزيادة متوسط الأعمار بنحو خمس سنوات بحلول 2050    السعودية تطلق هوية رقمية للقادمين بتأشيرة الحج    وزارة "الحج والعمرة السعودية" توفر 15 دليلًا توعويًا ب16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    العسري يدخل على خط حملة "تزوجني بدون صداق"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صفرو .. وتستمر المعاناة مع التدبير المحلي المعطوب بالمدينة

مدينة صفرو أو «بستان» جهة فاس بولمان بتاريخها وعمقها الحضاري، إذا أراد شخص ما اكتشافها باعتبارها من أقدم مدن المغرب ، غالبا ما يتوجه إلى مدينة فاس ومنها تبدأ رحلته ، فهناك عند مدخل المركب الرياضي انتصبت علامة تشير إلى اتجاه المدينة عبر طريق ذات اتجاهين ذهاب وإياب صنفتها مصالح وزارة التجهيز والنقل ضمن الطرق السريعة طريق عرفت عدة اختلالات مند انطلاق العمل بها - نبهت إلى ذلك الجريدة في حينه - ولاتزال بها عدة نقط سوداء إلى اليوم . عند وصول الزائر إلى الحدود الترابية للمدينة بالمدارالمؤدي إلى بلدية البهاليل فإن أول ما يثير انتباهه هو وجود علب إسمنتية تتسلق جبلا - تسمى حي كاف المومن - تفتقر إلى أبسط مواصفات الحي السكني العصري لأنه بني عشوائيا ولم يعرف إعادة االتأهيل اللازم ، وأمامها صف من الفيلات على الشارع الرئيسي الذي أطلق عليه مِؤخرا شارع محمد السادس أوالطريق الجهوية رقم 504 التي تخترق المدينة باتجاه إقليم بولمان بأرصفة مرتبة ومصبوغة بعناية ، ومن هنا تبدو المفارقة واضحة في ذهن الزائر ، خاصة عند دخوله إلى أعماق المدينة واطلاعه على النقط السوداء بها.
عرف برنامج إعادة تأهيل مدينة صفرو تعثرا كبيرا وعشوائية ظاهرة بفعل مزاجية الأغلبية المسيرة للمجلس، ولامبالاة السلطة الإقليمية، وهذا ما يجعل المدينة تعرف عدة اختلالات على مختلف الأصعدة .
آدميون يقطنون الكهوف!
يوصل المدار الثاني بمدخل المدينة من جهة فاس وعند الانعطاف يمينا ، إلى حي سيدي أحمد التادلي المطل على باب غديوة و باب المقام ، هذا الحي يعرف عناية لابأس بها، لكن ما أن يتجاوز الزائر هذا الحي إلى الأعلى خاصة عبر ما يسمى حي القندوسي تجاوزا (لافتقاره لمواصفات الحي العصري أيضا) حتى يفاجأ بنهاية المسلك شبه المعبد لتبدأ رحلة تسلق منحدر فوق الشلال ، للوصول إلى كهوف لا يزال يقطنها آدميون إلى اليوم، غالبية ساكنيها عجزة و ارامل ويتامى، كهوف تشكل عنوانا للإقصاء ، يتراوح طولها بين أربعة وخمسة أمتاروعرضها بين مترين وثلاثة أمتار، لا ماء ولا كهرباء ولا تطهير، سائلا كان او صلبا، بل إن ساكنيها اجتهدوا لتوفير كل ذلك من الحي المجاور، الكهرباء على الأقل، أما الماء فيكتفون بماء ساقية تسمى ساقية السد التي تمر بشكل أفقي تحت الكهوف!
والغريب في أمر المسؤولين (منتخبين وسلطة إقليمية ) أنهم يتجرؤون بإعلان مدينة صفرو «بدون صفيح»، رغم أن واقع الأمر غير ذلك ، فيكفي أن يتسلق المرء المسلك المؤدي إلى كهوف لالة يزة، ليكتشف أن آدميين لا يزالون يسكنون كهوفا تقطر ماء خلال الشتاء وتهدد ساكنتها بالإنهيار. وقد علمنا أن فعاليات بالمدينة تعتزم جمع توقيعات التضامن مع هاته الفئة المهضومة حقوقها في السكن اللائق وكذا المطالبة بإجراء تحقيق نزيه في طريقة توزيع البقع الأرضية لتجزئة مولاي إسماعيل التي تم إحداثها أصلا لايواء ساكنة دور الصفيح لكنها حادت عن هدفها، يقول جمعويون ، ذلك أن إنجازهاته التجزئة كان ينبغي أن يخصص جملة وتفصيلا لإيواء ساكنة دور الصفيح بالمدينة وأن تتم تهيئة عدد من البقع أكثر من عدد العائلات التي شملها الإحصاء، وذلك احتياطيا ،لأن معظم العائلات تتكون من عدة أسر ، وحتى يتم استيعاب كل الطلبات على غرار ما تم العمل به في عدة مدن مغربية ، خاصة وأن مؤسسة العمران باعتبارها شريكا أساسيا ، هي التي أشرفت على تلك التجزئة ،إلا أن عملية توزيع البقع الأرضية شابتها تجاوزات ، وفق المصادر ذاتها، وتم إقصاء عدد كبير من مستحقيها ، في حين استفاد منها موظفون ورجال سلطة ، و تم إهمال ساكنة حي لالة يزة الذين لا يزالون يقطنون بكهوفهم إلى حد كتابة هذه السطور ومن بينهم عجزة وأرامل و ذوو الإحتياجات الخاصة !
وتجدر الإشارة إلى أن المسؤولين لا يزالون يماطلون في إيجاد حد لمعاناتهم بتمكينهم من بقع أرضية ، رغم قيام هؤلاء المغلوبين على أمرهم، بمراسلة عامل الإقليم عدة مرات وطلب لقائه لمناقشة مشاكلهم، لكن دون جدوى - آخرها في فبراير 2014 ( تتوفر الجريدة على نسخ من تلك الطلبات والرسائل).
إهمال المؤهلات
السياحية للمدينة
بين المدارين الثالث والرابع تستقبل الزائر ساحة باب المقام ببابيها غديوة والمقام وأسوارها الشاهدة على عراقة هاته المدينة، لكن ما أن تدخل البابين وتسرح في دروبها حتى تثير انتباهك منازل تهدمت وأخرى آيلة للسقوط ، و الأوساخ والأزبال المتراكمة ورائحة البول في بعض أركانها وبقايا قنينات الخمر مرمية في كل مكان . هذا وقد كانت عملية ترحيل قد بوشرت في السابق مقابل دعم مادي لم يتجاوز خمسين ألف درهم ، لكن هاته العملية عرفت أيضا إقحام أشخاص لاعلاقة لهم بالمدينة القديمة ولا بالإقليم ، حسب مصادرنا، ساهم فيها بعض أعوان السلطة!
أما المنازل التي تمثل جزءا من «حضارة المغرب» فقد عرفت الإهمال واللامبالاة، ومنها التي انهارت ومنها التي تتداعى للإنهيار، ورغم ذلك لاتزال تستوطنها أسر كثيرة وعرفت تقسيمات متعددة شوهت عمرانها و انمحت آثارها دون أن يحرك لا المسؤولون المنتخبون، حسب ما ينص عليه الميثاق الجماعي، ولا السلطات المحلية والإقليمية، ساكنا .
بعد المدار الرابع المجاور للمحكمة الإبتدائية ومباشرة بعد تجاوز قنطرة جنان السبيل كما يطلق عليها محليا نجد لوحة صغيرة تشير إلى طريق الشلال، وهو ما يؤكد أن المسؤولين «يخجلون» من إبراز طريق أحد أبرز المؤهلات السياحية للمدينة، وهو ما يؤكد الإهمال المشار إليه .
عند الإنعطاف يمينا باتجاه الشلال نجد الطريق نظيفا والأرصفة مصبوغة والأشجار المغروسة على الجنبات مخضرة كأنها خضعت للتلقيح على طول حوالي ثلاثين مترا ، لكن ما أن تنعطف يمينا أيضا باتجاه الشلال وتترك يسارا باب إقامة عامل الإقليم حتى تجد بين بابي حي القلعة التاريخي كومة من الأزبال والأتربة ، قبل أن تدخل المسلك المليء بالحفرالذي يؤدي إلى الشلال وسط سياجات من الأشواك وضعها أصحاب البساتين بشكل عشوائي، حتى تظن أن حواجز لتحديد السرعة(دودان) وضعت هناك . مسلك يعود تاريخ تعبيده إلى عهد الحماية، فعرضه لايكاد يبلغ المترين والأشواك الطبيعية تكاد تنزع عنك ملابسك ، كما أن الإنجرافات المتتالية للتربة من الجانب المطل على الوادي تزيد من تآكل المسلك وتزيد من صعوبة ولوجه، بحيث أصبح من المستحيل على حافلة للسياح أن تتجه نحوه ، هذا رغم أن سورا تم البدء في بنائه على حساب الميزانية الإقليمية لتدعيم الطريق والحد من تآكلها لم تنته الأشغال به ولا تزال لوحة المشروع منتصبة هناك شاهدة إلى اليوم .
أما الأزبال فتغطي جنبات السور الآيل للسقوط، والأعمدة الكهربائية الصدئة ومصابيحها المنقلبة ب180درجة بفعل الرياح والتربة المنجرفة من أعلى الجبل ، كلها تدل على الإهمال ولا مبالاة المسؤولين.
هناك و تحت الكهوف ، التى تحدثنا عنها أعلاه، مباشرة، وعلى وادي أكاي يوجد شلال صفرو المعلمة السياحية الأبرز بالمدينة ، معلمة أصبحت تحتضر في ظل الإهمال المتزايد لها، حيث لاعناية ولا إصلاح رغم أن الآلاف يقصدونه سنويا من داخل المغرب وخارجه.
عند الوصول إلى ساحة الشلال وعلى اليسار نجد أطلال فندق كان إلى وقت ليس ببعيد يشكل دعامة للمدينة في مجال بنيات الإستقبال السياحي ، باعتباره إقامة سياحية كانت تغطي ليالي مبيت مهمة على طول السنة لكنه اليوم يتهاوى والأشواك تملأ جنباته وهو مهدد بالإنهيار، وقد يشكل خطرا على المارة في أية لحظة خاصة في أوقات الذروة مع ارتفاع درجات الحرارة ابتداء من فصل الربيع حيث يرتفع عدد الزائرين .
انطلاقا من هاته الساحة يمكن للزائر أن يتمتع بمنظر الشلال وبانسياب المياه فيه على طول الوادي لكن إذا ما أراد أن يهبط إلى المصب للتمتع ببرودته وهوائه الرطب فإن أكواما من التربة تمنعه من ذلك بسبب الإنجرافات المتكررة التي أغلقت الأدراج المؤدية إلى أسفله. ولولا تطوع شباب المدينة وقيامهم بحفر أدراج جديدة من التراب الذي ملأ الممر، لما تمكن أحد من الوصول إلى مصب الشلال في غياب تام للمجلس والسلطة المحلية .
الدور الآيلة للسقوط ..
أو«القنبلة الموقوتة»
قبل الإنعطاف يمينا باتجاه الشلال وعلى مستوى الباب الشمالي لحي القلعة، يثير انتباهك المرتفع الذي بنيت فوقه منازل الحي على جرف يبلغ علوه أكثر من عشرة أمتار . عند ولوجنا هذا الحي من هذا الباب في زيارة قمنا بها للإطلاع عن كثب على الوضعية - وما أن علم سكانه(وأغلبهم نساء بينهم أرامل) بوجودنا حتى تجمهروا حولنا لعرض تظلماتهم وقاموا بالإدلاء لنا بوثائق، وطلبوا منا دخول منازلهم لمعاينة الوضع و والوقوف على حجم معاناتهم . وبعد دخولنا عاينا الوضعية الكارثية التي يعيش فيها هؤلاء المغلوب على أمرهم نظرا لكونهم يسكنون بالعشرات في منازل من ثلاثة طوابق تعرف جدرانها تصدعات يقوم البعض منهم بملئها بأجزاء من البلاستيك حتى يصد البرد الذي يدخل منها وهي منازل مهددة بالسقوط في كل لحظة.
وقد أكد لنا هؤلاء أن بعضهم شمله الإحصاء منذ 2005 لكنه لا يزال ينتظر التفاتة من المسؤولين لإيجاد حل لمعاناته وتمكينه من سكن اقتصادي أو دعم مادي ، لكن لا شيء من ذلك حدث ، بل إنهم في كل مرة يطرقون أبواب المسؤولين يفرقون عليهم وعودا دون تنفيذ، هذا رغم أن تعليمات ملكية صدرت ، بتشكيل لجنة تتولى القيام بإحصاء شامل للمساكن الآيلة للسقوط بالدار البيضاء وبباقي المدن العتيقة بالمملكة ، كما أعطيت أوامر بإيلاء الأولوية لمعالجة هذه الحالات مع اتخاذ التدابير الاستعجالية والضرورية لإعادة إسكان قاطني هذه المساكن التي يتعين إعادة تأهيلها أو هدمها . وكانت هاته اللجنة قد عقدت أول اجتماعاتها مساء السبت 9 يونيو 2012بالرباط برئاسة رئيس الحكومة عبد الاله بن كيران ، الذي أكد على ضرورة النظر في الإجراءات والتدابير الاستعجالية التي يتعين اتخاذها لمعالجة وضعية المنازل المهددة بالسقوط وإعطاء ساكينها الأولوية إنقاذا لأرواحهم .
فإذا كانت الإدارة المركزية قد أرسلت مذكرات ودوريات في هذا الشأن إلى مسؤولي الإدارة الترابية وضمنهم عامل إقليم صفروبهدف تفعيل التوجيهات الملكية المشار اليها أعلاه ، فإن السكان هنا بحي القلعة أكدو لنا أنهم إنما وعدوا بإعادة الإحصاء فقط، لكن ذلك لم يتم، هذا من جهة ،ومن جهة ثانية فإن أية تدابير استعجالية لم تباشر حتى تصبح مدينة صفرو مدمجة ومنتجة للثروات . وهو ما كان قد وعد به وزيرالسكنى والتعمير وسياسة المدينة في حوار مع إحدى الصحف الوطنية حين أقر أن الإستراتيجية الوطنية لسياسة المدينة قد عرفت تأخرات ، معزيا هذا التأخير أساسا إلى تغيير الولاة والعمال في بعض المدن، والحال أن إقليم صفرو لم يعرف تغييرا لإدارته الترابية منذ 2009 ، ورغم ذلك فإن ملفي الدور الآيلة للسقوط و ساكنة الكهوف لم يعرفا أي حل يذكر و لا أية تدابير استعجالية . يحدث هذا في وقت وزعت منازل وبقع تجزئة مولاي اسماعيل على بعض المحظوظين واستفاد منها موظفون ورجال سلطة ؟!.
تدبير الشأن المحلي ..
الآمال والإخفاقات
بعد تشكل الأغلبية إثر الإنتخابات الجماعية الأخيرة كان قد كثر اللغط عن تغيير منهجية تدبير مجلس بلدية صفرو وعن تحقيق نهضة وتنمية ومحاربة للفساد و المفسدين ، لكن مع مرور الأشهر والسنوات تبين أن كل ذلك كان مجرد شعارات الهدف منها العزف على عواطف الناخبين ليس إلا ، فكل ما تم تغييره هو مكان بعض المدارات بالشوارع الرئيسية التي كانت مبرمجة في تصميم إعادة هيكلة المدينة الذي انطلق حتى قبل مجيء المجلس الحالي. هذا البرنامج الذي عرف عددا من الإختلالات سواء في تعبيد الطرق أو الإنارة العمومية أو الترصيف ،وكانت الجريدة قد نبهت إلى ذلك في حينه منذ أكثر من سنتين ، فالأعمدة التي تم نصبها كانت قد تهاوت بعد هبوب الرياح، البعض منها تم تعويضه مؤخرا والبعض الآخر مازال ينتظر ، كما أن بعض الشوارع لم تتم بها عملية الإنارة وبعضها استعملت فيها أعمدة قديمة كان قد غطاها الصدأ وتمت إعادة صباغتها واستعمالها خاصة بشارع الفقيد محمد يخلف؟!
أما تدبير الشأن المحلي فقد أصبح حديث العام والخاص، فإتمام برنامج التأهيل الحضري يخضع لمزاجية الأغلبية المسيرة ومعيار استفادة دروب وأزقة المدينة بالتوالي يتم حسب الولاءات الإنتخابية، وحسب مصالح أعضاء المجلس نفسه الذي تحول بعض أعضائه إلى منعشين عقاريين مباشرة بعد دخولهم المجلس . وفي هذا الإطار يأتي إقصاء حي بودرهم من اشغال التأهيل الحضري ، ذلك أن الأشغال توقفت عند حدوده سواء الخاصة بالترصيف أو التعبيد أو شبكة التطهير السائل أو الإنارة العمومية. فالأعمدة الكهربائية المهترئة والصدئة تهدد سلامة المارة في كل حين حيث بدأت تتساقط تباعا، وبعضها لايزال مائلا مهددا بالسقوط في كل لحظة .
هاته المنطقة التي تعرف تجمعا لمياه الأمطارعلى مسافة كلومترات ابتداء من تراب جماعة سيدي يوسف بن احمد وفي غياب قنوات لصرفها تحول طريق حي بودرهم إلى بركة مياه يصعب اجتيازها ، وقد تم العدول مؤخرا عن إتمام مشروع قناة تحت أرضية لصرف مياه إحدى الشعاب الموجودة خلف هذا الحي ، وذلك بعد أن تم الشروع في انجازها فتم ردمها من جديد ، ليطرح السؤال عن منهجية العمل لدى هؤلاء القائمين على تدبير شؤون المدينة ، هذا رغم أن قسم التعمير بالعمالة كان قد قام بزيارات للمكان لعدة مرات ، فهل تم الشروع في الإنجاز دون دراسة ودون حتى بطاقة تقنية للمشروع ، فكيف يمكننا العمل بالتخطيط الإستراتيجي المتعدد السنوات الذي نظمت بشأنه الدولة أياما دراسية عديدة ومنتديات وتكوينات صرفت فيها ميزانيات ضخمة ، كيف يمكن ذلك إذا كان مشروع بسيط كهذا قد أرهق المسؤولين محليا ؟
أما في مجال التعميرفقد تحولت حالة الإستثناء إلى قاعدة وأصبحت المساحات الخضراء مفتوحة للتعمير بفعل الوساطات و تدخلات بالمقابل ، كما أن هناك تجزئات عقارية يتم الترخيص لها رغم مخالفتها لضوابط التعمير، وقد علمنا من مصادر عليمة أن بقعا أرضية تابعة لتجزئة وسط المدينة ، كانت موقوفة إلى أن يقوم المقاول بإصلاح المخالفات، قد تم تسليمها مؤخرا رغم أن صاحبها لم يقم بأية إصلاحات . هذا وعلمنا أن السكان المجاورين يتهيؤون لمواجهة هذا الوضع خاصة وأن هناك مشكلا في التطهير السائل .
ويتحدث المتتبعون للشأن المحلي عن أن بعض أعضاء المجلس البلدي اقتنوا أرضا كانت محسوبة على المناطق الخضراء وقاموا بتجزيئها إلى بقع أرضية مفتوحة للتعمير !
تراجع المجال الأخضر
وتزايد التلوث
تجدر الإشارة إلى أن المجال الأخضر داخل المدينة خصوصا وبفعل كل هاته العوامل يعرف تراجعا خطيرا مقابل ارتفاع الكثافة السكانية مع ما يرافق ذلك من تزايد كميات النفايات بمختلف أنواعها المنزلية منها والمماثلة لها دون أن يرافق ذلك أي تعزيز لأسطول النظافة ، وصار تدبيرها يطرح تحديا حقيقيا لعدم اهتمام القائمين على تسيير بلديتها بالبيئة والنظافة .
فتلوث وادي أكاي الذي يخترق المدينة وعدم الإهتمام الجدي بمشكل المطرح غير المراقب للأزبال، والذي لا يزال يشكل خطرا حقيقيا على صحة سكان صفرو عموما وساكنة حي بودرهم 1و2 على وجه الخصوص(نبهنا إلى ذلك منذ أكثر من سنتين - جريدة الإتحاد الإشتراكي ليوم 26غشت 2011)،هذا المطرح الذي أصبح لا يقتصر دوره على مطرح للنفايات المنزلية والمماثلة لها بل أصبح مصبا للنفايات بكل أصنافها الهامدة والفلاحية والصناعية والطبية والصيدلية ، وفي الوقت الذي كان يجب على السلطات أن تعمل على نقل الهامدة منها لردم مقالع تستغل بعشوائية، نجدها عند مدخل المطرح على الطريق الإقليمية الرابطة بين صفرو والمنزل في غياب تام للسلطات .
مشاكل بالجملة ..
واحتجاجات الساكنة
بالإضافة إلى مسيرات سكان حي القلعة للمطالبة بإيجاد حل لمنازاهم الآيلة للسقوط ومسيرات واحتجاحات المواطنين الذين تم النصب عليهم في إحدى التجزئات السكنية والمرحلين من سوق المسيرة، تنضاف مشاكل التجار والمهنيين بالمدينة الذين ينظمون عدة وقفات احتجاجية أمام مقر عمالة إقليم صفرو ومقر البلدية، وكذا تنظيمهم لعدد من المسيرات في شوارع المدينة مطالبين السلطات بتحمل مسؤوليتها في تنظيم الباعة المتجولين وإلغاء تنظيم المعارض التي تصيب الإقتصاد المحلي بأزمة وسكتة قلبية . بالإضافة إلى ذلك عرفت المدينة توافد مسيرات من عدة جماعات ترابية كجماعة كندر سيدي خيار التي انتفض سكانها أكثر من مرة ضد شطط أحد أعوان السلطة بالمنطقة ، لكن الحياد السلبي للسلطة الإقليمية تجاه هذا الموضوع يجعل الأمر مرشحا لمزيد من التطورات، وجماعة الدار الحمراء وتازوطة وسيدي لحسن... و غيرها!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.