تأجلت أول أمس ندوة الرؤساء بمجلس النواب, والتي كان قد أعلن عنها في وقت سابق من أجل التداول في تصرفات عضو الحكومة الوزير محمد الوفا ، الذي اساء في مناسبتين أول أمس لبرلمانيين من فرق المعارضة بالتهكم عليهم علنا ووصفهم بالجهل،وعدم الفهم، وقد توقفت الجلسة مرتين لأزيد من ساعة ، وزاد توتر الجو حين اتهم برلماني مدعما بعشرات الشهود محمد الوفا بأنه قال له على هامش نقاش بينهما « سير أتق...» وهي كلمة نابية بعيدة عن الأخلاق, فبالأحرى عن تقاليد الحكومة والمؤسسة التشريعية. وتحول البرلمان الى حلبة للصراع في الوقت الذي انبرى اعضاء العدالة والتنمية للدفاع عن وزيرهم في حكومة بنكيران, خاصة وان حالة الوزير فريدة من نوعها, فهو لم يعد يمثل أي حزب بعد اعلان تمرده على حزب الاستقلال الذي انسحب من الحكومة, وبقي الوفا في نسختها الثانية بدون تعبير سياسي ولا هو محسوب على التكنوقراط الذين جاء بهم بنكيران في نسخته الثانية.وسمعت اصوات من داخل القاعة تصف الوفا « بالخائن والحلايقي» في رد فعل على ما تفوه به في حق برلماني من حزبه السابق وممثل دائرة الصويرة. وفي تعنت كبير, رفض محمد الوفا قرا ر مكتب المجلس بالاعتذار وقدم صيغة مبهمة رفضتها المعارضة, وطالبت باعتذار صريح وواضح وغير ملتبس, لكن الوفا ظل صامتا ولم يغير موقفه, مما حذا بعبد اللطيف وهبي الذي ترأس اول دورة لمجلس النواب مند دخوله مكتب المجلس, الى رفعها من جديد, من اجل التداول واستشارة رئيس المجلس والمكتب ، وعادت الدورة للالتئام من جديد دون ان يعتذر الوفا ، حيث اجلت القرار للندوة القادمة لرؤساء الفرق ، واعتبر مصدر من المعارضة بأنها اختارت استكمال الجلسة حفاظا على دور البرلمان في مراقبة ألحكومة والدفاع عن قضايا المواطنين. حمى هذه الأزمة الخطيرة انتقلت مباشرة بعد نهاية الجلسة إلى لجنة المالية التي كان مقررا أن يترأسها الوفا, حيث رفض حضوره مالم يعتذر علنا للبرلماني الذي أساء إليه, وانسحبت المعارضة بعد نقاش طويل, في حين ظل أعضاء العدالة والتنمية وحدهم في القاعة بمعية الوزير المثير للجدل. وبرغم الأجواء المشحونة من طرف عضو الحكومة, فقد تدخل الفريق الاشتراكي بمجلس النواب في قضايا هامه تتعلق بالحياة اليومية للمواطنين.حيث تدخل الفريق فيما يخص غلاء المعيشة وتدهور القدرة الشرائية للمواطنين، وكذلك الازمة التي تعصف بقطاعى الاسمنت في المغرب، كما تطرق الفريق الى وضع القطاع السياحي والمشاكل التي يتخبط فيها، كما حظي موضوع تنمية الفئة الوسطى باهتمام الفريق الاشتراكي الذي تساءل حول مآل هذه الفئة ووعود الحكومة لها. وفي نفس السياق تدخل النائب لحسن بونواري في اطار تعقيب اضافي حول صندوق المقاصة وسبل اصلاحه و للمشاكل التي يتعرض لها الصندوق, مطالبا بالإسراع في عملية الاصلاح الحقيقي الذي يستفيد منه المستحقون.