في العرف الإذاعي الذي استأنسنا به منذ العشرات من السنين، أيام الإذاعة والتلفزة المغربية بالرباط ومحطاتها الجهوية، أن فقرة القراءة الصباحية الأثيرية لبعض ما جاء في الصحف الوطنية المكتوبة من أخبار وأحداث مثيرة.. تكون فرصة وفسحة للمستمع المغربي للمعرفة والإطلاع على بعض ما استجد في عالم السياسة والاقتصاد والثقافة والفكر..، حيث منبع هذه الأخبار والأحداث دائما متنوع والطبق غني، ينهل، يوميا، من عطاءات منابر إعلامية وطنية، يومية وأسبوعية..، بمختلف اتجاهاتها ومشاربها، وتكون المناسبة أيضا، فرصة، لتوجيه المستمع في الاتجاه الذي يريد توسيع مداركه فيه.. الدافع للتذكير بهذه اللحظات الأثيرية المميزة والمحمودة، هو«الشذوذ» الغريب الذي طال هذه الفقرة الصباحية الجميلة، ن ب «راديو دوزيم». ففي فقرتها «الاستطلاعية» في عالم الصحف الوطنية، طلعت علينا المجلة الثقافية للمحطة المذكورة صباح أول أمس الأربعاء بتوجه عجيب، اختزلت فيه القراءة في «صوت واحد» ومضامين العناوين الصحافية في عنوان واحد.. دون غيره من العناوين ولو كانت تتضمن المعطيات والمضامين نفسها.. فأثناء تزويد المجلة الدوزيمية المستمع المغربي.. بجديد الأخبار الفنية الوطنية، اكتفى السيد «المنشط» و، أو المعد، على السواء، بمصدر إخباري صحفي واحد ووحيد، نعم، فقط، وهو يسرد، وبالإحالة للمصدر، أخبار ترشيح الشريط السينمائي المغربي «القمر الأحمر» للإختيارات الأولية لجائزة الأوسكار الأمريكي، وافتتاح الدورة الثامنة لمهرجان سلا الدولي لفيلم المرأة.. إلخ، علما بأن الأخبار نفسها تضمنتها العديد من المنابر الوطنية في ذات اليوم وبعضها قبل ذلك. فما معنى هذا، هل هو قصر نظر من «المجلة الثقافية» المذكورة ، أو« عماء» قرائي أو فتح مبين في عالم أثيري سيار؟!