أثبتت دراسة أميركية أن نوع الولادة سواء كانت طبيعية أو قيصرية وكذلك طريقة إرضاع الأم لرضيعها يحددان وبشكل كبير ملامح العلاقة بين الأم والوليد منذ اليوم الأول للطفل. وتشير إلى أن الأمهات اللواتي ولدن بشكل طبيعي أكثر استجابة لصراخ وبكاء أطفالهن من الأمهات اللاتي يلدن عن طريق العمليات القيصرية ونحن جميعا نتعجب عندما نتأمل علاقة الأم بطفلها الوليد. تلك العلاقة الفطرية التي تغذيها وتحميها غريزة الأمومة وأحيانا نقف حائرين أمام السر وراء حميميتها. فالطفل الصغير يميز أمه من بين كثيرات والأم تستطيع أن تسمع وتشعر ببكاء طفلها، وكنا نعتقد أن تلك العلاقة الغريزية لا يمكن أن تتأثر بأي ظروف ولكن ورغم الاجتهادات التي حاول بعضهم من خلالها تفسير تلك الظاهرة المثيرة فإن الدراسة أزاحت بالدليل العلمي الغموض وراء هذه العلاقة شديدة الخصوصية. الدراسة نفسها أكدت أن الرضاعة الطبيعية تعمل على زيادة التقارب بين الأم ورضيعها بشكل أكبر من الأمهات اللاتي يتجهن إلى الرضاعة غير الطبيعية. وهنا نجد فارقا واضحا في هذا الأمر بين دول العالم النامي والمتقدم حيث في الدول النامية، عادةً تضع الأم مولودها في البيت ويعطى المولود لها في أسرع وقت ممكن لكى تحتضنه. وينمو ويستمر أغلب الوقت بالقرب من أمه في حمالة خاصة به، وكثيراً ما يحمل الطفل العديد من أفراد الأسرة خلال السنتين الأولين من عمره. ويرضع كلما رغب في ذلك، وينام مع أبويه وبقية أخوته في نفس فراش الأسرة الكبير وأحياناً يستمر في ذلك إلى أن يبدأ المشي.