تعيش عدد من مناطق الأقاليم الجنوبية حالة من العزلة الدوائية بالأساس، وذلك بعدما تعذر وصول كميات وأنواع مهمّة ومعيّنة من الأدوية إلى صيدلياتها خلال الأيام الأخيرة التي تلت التساقطات المطرية التي عرفتها بلادنا، والتي عرّت عن عيوب البنيات التحتية، بعدما تآكلت الطرقات في رمشة عين، وتداعت وانهارت القناطر، وغمرتها المياه، التي تسببت في وفاة 36 مواطنا مغربيا. هذا التأخر في توفير الأدوية تسبب في مشاكل صحّية جمّة بالنسبة لعدد من المواطنين، خاصة منهم الذين يعانون من أمراض مزمنة، الذين طرقوا أبواب الصيدليات بحثا عن أدويتهم دون جدوى، فما كان منهم إلى أن تسلحوا بالصبر في مواجهة معاناتهم الصحية رغم خطورة التداعيات! مناطق من قبيل كلميم، ورززات، زاكورة، السمارة، تتغير، طانطان، السمارة، بوجدور، العيون ... وغيرها من المساحات الجغرافية من تراب المملكة التي لا تتوفر فيها شركات لتوزيع الأدوية أو فروع لها، والتي يجد المواطنون ومعهم الصيادلة أنفسهم مجبرين على انتظار وصولها وإن تطلب ذلك أياما وأسابيع في حال تسجيل خسائر في البنيات التحتية، كما هو الحال بالنسبة لما خلّفته أمطار الخير التي تساقطت بحر الأسبوع الفارط، هذا في الوقت الذي تتوفر فيه في عدة مدن صغيرة. وطالب صيادلة في هذا الصدد وزير الصحة بالعمل على فك هاته العزلة، سيما على مستوى مدن الصحراء المغربية، عوض الاقتصار على الانتظار إلى غاية فتح الممرات البرية عند كل واقعة مماثلة؟ وأكد الرافضون لهذه الوضعية استعدادهم للمساهمة في تنمية الأقاليم الجنوبية من هذا المنطلق، وعدم الاستفادة من أي إعفاء ضريبي وأداء واجباتهم تجاه وطنهم، إسوة بباقي الصيادلة على الصعيد الوطني، مقابل رفع ما وصفوه بالشروط الخاصة والتعجيزية التي اعتبروها مفروضة على صيادلة العيون والداخلة من طرف بعض مختبرات الأدوية. وجدير بالذكر أن الخصاص الذي تعرفه هاته المناطق خلال هذه الأيام لا يقف عند حدود الأدوية بل يشمل كذلك مواد غذائية، البنزين، الجرائد ... وغيرها، مما جعل مواطني هذه المناطق يعيشون عزلة يتضح على أنها لن تفكّ في القريب العاجل!؟