أكد سفير الاتحاد الأوروبي بالمغرب، روبرت جوي، يوم الخميس بالرباط، أن 2015 ستكون سنة حاسمة بالنسبة للشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي. وأوضح جوي، الذي حل ضيفا على اللقاءات الدبلوماسية لوكالة المغرب العربي للأنباء لمناقشة موضوع «ما الذي يمنح العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي طابعا استراتيجيا ؟»، أن سنة 2015 تستمد أهميتها من الأوراش الكبرى التي يتعين رفعها لتوطيد الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، والتي تعد من ضمن أهم الشراكات في الجوار الأوروبي. وحسب جوي فإنه «من الضروري أن نواصل خلال هذه السنة هذا الزخم الذي تشهده شراكتنا والقائمة على صيغة مربحة للطرفين، استنادا إلى الوضع المتقدم للمملكة الذي تم التوقيع عليه سنة 2008، والذي يكاد يكون فريدا في الجوار الأوروبي، ويعد خارطة طريق حددت طموحات كبرى بالنسبة للمغرب». وقال المسؤول الأوروبي إنه من ضمن التحديات التي يتعين رفعها، هناك مسألة الهجرة التي يتعين تدبيرها بشكل جماعي تماما مثلما هو الشأن بالنسبة لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله. واستعرض الدبلوماسي الأوروبي، بالخصوص، العلاقات السياسية والاقتصادية والبرلمانية بين الجانبين، وكذا الروابط الإنسانية بين المغرب والاتحاد الأوروبي، مبرزا أنه تم إحراز تقدم في العديد من المجالات من قبيل الحوار السياسي وإيجاد سبل عمل جديدة وإطلاق مفاوضات حول التبادل الحر. وعلى المستوى السياسي، أكد جوي أن المغرب يعد شريكا هاما للاتحاد الأوروبي، وبلدا رائدا في المنطقة، تملك الشجاعة سنة 2011، حيث شرع في تنفيذ إصلاحات جد طموحة. وأبرز جوي أن تنفيذ هذه الإصلاحات، التي نص عليها دستور 2011، يتطلب المزيد من الوقت، بالنظر للعدد الكبير من القوانين التنظيمية التي يتعين إصدارها، وكذا النصوص القانونية التي يجب المصادقة عليها. وفي الجانب الاقتصادي، أكد المسؤول الأوروبي أن تنويع المغرب لشركائه الاقتصاديين يشكل أمرا مهما يستجيب للمتطلبات العالمية الراهنة. من جانبه، قال رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية محمد بنحمو إن العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي بلغت مستوى النضج، مؤكدا ضرورة تحسين العمل المشترك وبلورة مشروع مستقبلي للعلاقة بين الطرفين بما يخدم مصيرهما المشترك. وقال إنه على الاتحاد الأوروبي والمغرب مواجهة تحديات مشتركة، وتهديدات ذات طابع دولي، ما يحتم إرساء شراكة تأخذ في الاعتبار الواقع العالمي والسياق الإقليمي. وأشار، في هذا الصدد، إلى مختلف التحديات ذات الطابع الأمني المطروحة على منطقة الساحل والصحراء، وكذا ما يتعلق بمكافحة الجريمة العابرة للحدود والتطرف. وفي هذا السياق، شدد الدبلوماسي الأوروبي، الذي أبدى رأيا مماثلا حول هذا الموضوع، على أن المغرب يضطلع بدور هام في منطقة الساحل وشمال إفريقيا في مجال مكافحة التطرف الديني. واعتبر، من جهة أخرى، أن إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر يبقى وضعية شاذة تماما، وتعيق الاندماج المغاربي الذي هو في صالح أوروبا. وتعد اللقاءات الدبلوماسية لوكالة المغرب العربي للأنباء، فضاء للتواصل والنقاش وتبادل وجهات النظر، يتم تنظيمه بتعاون مع التمثيليات الدبلوماسية، ويسلط الضوء على بلد أو منطقة أو موضوع أو ذكرى متصلة بالعلاقات الدبلوماسية للمغرب.