لم يكن محمد معاذ الديوري، الإعلامي والجمعوي المفعم بالحيوية والنشاط، يدور بخلده يوما انه سيصاب بانتكاسة بفعل مرض التهاب الكبد الفيروسي، فهذا الشخص الذي لا يكلّ أو يملّ من المشاركة في مختلف الأنشطة واللقاءات الفكرية، ويساهم في خلق سجالات في هذا الصدد، والشغوف بالكتابة حدّ الجنون، ألمّ به عارض صحي بينما كان قبل مدة قليلة في جولة رفقة عائلته الصغيرة، فوجد نفسه مصابا بقيء حاد وبه دماء، ممّا حتّم عودته على وجه السرعة إلى مدينته الرباط، من أجل الخلود إلى الراحة، وما زاد من هواجسه تغير لون بشرته التي أضحت مائلة إلى الاصفرار، مما دفعه إلى عيادة الطبيب ومباشرة جملة من الفحوصات، وذلك بكل من الرباط وحتى في الدارالبيضاء، والتي أفضت في نهاية المطاف إلى تأكيد إصابته بالتهاب الكبد الفيروسي، في وقت يجهل الكيفية التي انتقلت بها العدوى إليه. الخبر نزل على رأس معاذ كالصاعقة، وعبّر عن انزعاجه من ذلك في البداية على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، فالتف حوله أصدقاؤه ومعارفه الذين منحوه شحنة دعم قوية لمواجهة المرض، ومازاد من شحنة الأمل الكيفية التي يتعامل بها طبيبه المعالج، وهو اليوم ومنذ أكثر من شهر ونصف يخضع للعلاج وذلك باتباع الدواء الذي تم وصفه له، والذي من بينه نوع وإن كان بكلفة باهظة ويتم جلبه من فرنسا، إلا أن هامش الأمل هو كبير عنده، يقول معاذ، مايهم وبشدة هو تقوية الجانب النفسي الذي يجب تركيز العلاج عليه حتى وإن كان بالمقابل التحسن العضوي هو بدرجات بطيئة. نصيحة تلقاها معاذ من طبيبه ، وهي ضرورة الخلود للراحة وعدم التفكير، وهو ما يتعذر عليه ولايستطيع إليه سبيلا، سيما لمن اعتاد على أن يطلق لخياله العنان وأن تكون الكتب رفيقته والكتابة ملاذا له.