احتضنت إحدى قاعات فندق بالدارالبضاء بعد زوال يوم الثلاثاء 25 يونيو الجاري، لقاء صحفيا بمناسبة انطلاق الدورة 31 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي الذي تنظمه كليه الأداب والعلوم الإنسانية بنمسيك تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، والذي سيمتد من 2 إلى 7 يوليوز الجاري . و قد كان اللقاء، الذي ترأسه رئيس المهرجان وعميد كلية الآداب بنمسيك الأستاذ عبد القادر كنكاي، وبحضور باقي أعضاء اللجنة المنظمة: نائب العميد في البحث العلمي، رشيد حضري ومدير المهرجان محمد أمين مومين، والمدير الفني،هشام زين العابدين، والمسؤول الإعلامي،أحمد طنيش، فرصة ليبين فيه كونكاي، خلال حديث خص به الجريدة، وجوابا عن أسئلة هاته الأخيرة، بأنهم لا يخشون كمنظمين السقوط في التكرار رغم مرور كل هاته السنوات على تواجد هذا التظاهرة، لأنهم واعون، على حد قوله، كل الوعي بأن الدورة31 هي مسؤولية بمعنى أن هناك استمرارية،.لذلك فهم يحاولون في سعيهم، إلى تنويع التجارب المسرحية التي تصل إلى المهرجان، وثانيا مرافقة جميع المستجدات التي يعرفها العالم. كما يحاولون، وبالرغم من الإكراهات، توفير مجموعة من الإمكانيات ليخرج المهرجان عن الدارالبيضاء ويتوسع في الجهة، وأيضا من المغرب ، ويرتبط دوليا بشكل آخر،ولهذا السبب فإنه، يدعو لتتغير نظرة الشركاء للمهرجان لتتوفر له مجموعة من الشروط ،منها تكنولوجية، ليتمكن من تجاوزحدود المغرب، نحو آفاق أخرى. وحول اختيار شعار» المسرح والتغيير»، وضح رئيس المهرجان أن هاته الدورة تسعى لمواصلة رسالة الحوار والتواصل والفعل الفني والثقافي والمسرحي بين شباب العالم، وفق التوجه الذي ترتضيه له الجهة المنظمة من خلال سعيها إلى إرساء مشروعها الثقافي، وهو استمرار للمحاور والشعارات التي سبق ورفعتها خلال السنوات الماضية :الدورة 28 محور «الصمت» والدورة 29 محور «الحركة» والدورة 30 محور «التفاعل»، لتختار الدورة 31 «المسرح والتغيير، و» التغيير» لأنه هو» العنوان البارزالآن، سواء في علاقة المسرح بالمجتمع أو من داخل الإبداع على مستوى مدارسه واتجاهاته وممارسته المتنوعة الفردية منها والجماعية العلمية منها والإبداعية، والتي قادت وتقود العديد من الأسئلة حول دور وحدود وآفاق المسرح». كونكاي في عرضه، أصرعلى أن يوضح لماذا يتم التحدث عن «مشروع» خلال تقديم المهرجان، مبرزا بأن السبب يعود لكونه مبنيا على فكر ورؤية وتخطيط، وبذلك تعدى إشعاعه حدود الوطن وارتبط بكل القارات، إذ أنه ساهم في إشعاع الجامعة المغربية ومدينة الدار البيضاءمسقط رأسه، ولكونه مشروعا ثقافيا متكاملا يجمع بين الإبداع والتكوين والتأطير والإشعاع والانفتاح على الذات والآخر بدعم ثقافي وعلمي من طرف كل الفاعلين والشركاء وأهل الصحافة والإعلام ورواد المسرح الجامعي. من هذا المنطلق، استرسل كونكاي موضحا ومعلنا، فإن كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء تستحق الجائزة الكبرى للتميز العالمي التي نالتها باعتبارها أحسن شريك اجتماعي، والتي سلمت لها في 2 ماي 2019 بمدينة أطلنطا الأمريكية من طرف جامعة كينسا، بحضور شخصيات سياسية وأكاديمية واقتصادية وفنية. خلال اللقاء تدخل باقي أعضاء اللجنة الحاضرون، لتقديم البرامج والفضاءات والأنشطة ككل، فهاته الدورة ستستضيف كل من إيطاليا، ألمانيا، الكوت ديفوار، غينيا، مصر، تونس، كوريا، المكسيك، أمريكاالصين، بالإضافة إلى بعض جامعات من المغرب، لكنها تتميز بكونها ستستقبل فرنسا كضيف شرف، لأن دولة فرنسا من خلال التعاون الثقافي كانت من المؤسسين لهذا المهرجان ، ولذلك فبعد الدورة ال30 التي استقبلت المغرب كضيف ، ارتأى المنظمون العودة إلى الدولة التي كانت سندا للمهرجان في بداياته. و ستتوزع الأنشطة بفضاءات مسارح الدار البيضاء المتواجدة بكل من كلية الآداب بنمسيك ومسرح المعهد الفرنسي، ومسرح الفنون الحية، ومسرح سيدي بليوط ومسرح ثريا السقاط ومسرح مولاي رشيد، ومن بين الأنشطة التي ركز عليها المهرجان هو المائدة المستديرة لكونها فضاء للنقاش الأكاديمي وهي تناقش شعارهاته الدورة: المسرح والتغيير،و تشارك فيها فعاليات من داخل المغرب وخارجه ،كما تضمنت البرمجة تكوينات متعددة موجهة للطلبة وعشاق المسرح وعموم الشباب وتتمثل في 5 ورشات يؤطرها خبراء متخصصون مغاربة وأجانب ستتوج بتقييم فني وتقني من طرف لجنة تحكيم دولية. علاوة على ذلك، فإن سياسة الإعتراف ستكون في الموعد خلال هاته السنة أيضا من عمر المهرجان، حيث ارتأى المنظمون تكريم وجوه مسرحية قدمت وتقدم إسهامها للمسرح وللفن عموما وللبحث العلمي، وهم المسرحي والمخرج بوسرحان الزيتوني، والجامعي والمؤطر والممثل المسرحي والسينمائي والدراماتوج وأحد مؤسسي المهرجان الدولي للمسرح الجامعي رشيد فكاك، والمنتج والمخرج والإعلامي أحد الفعاليات التي ساهمت في إشعاع المهرجان في انطلاقته ومواكبته لباقي المراحل إدريس الإدريسي، والممثلة المسرحية والتلفزيونية والسينمائية، الفنانة زهيرة صديق. لم يفت رئيس المهرجان كذلك خلال كلمته أمام الحضور أن يؤكد بأن الطاقات الشابة التي تتعاون مع الإدارة خلال المهرجان، هي الأخرى ستجعل أن هذا الاخير لا يقع في التكرار، و أضاف منوها بأعمالهم، بأن المهرجان، بهم، يضمن الإستمرارية. وفي هذا الصدد التقطت الجريدة شهادة لإحدى هاته الوجوه الشابة وهي لمياء الدكالي ، طالبة الدكتوراه بكلية الاداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدارالبيضاء بمختبر الإشهار والتواصل، والتي صرحت بأن دورها خلال المهرجان انقسم إلى قسمين الأول تنظيمي مع اللجنة المنظمة،اختص في اختيار الطلبة من السنة الأولى والثانية، للعمل مع إدارة المهرجان، مستقبلا، والثاني فني إبداعي يتعلق بخلق «صورة «هاته الدورة التي تعكس شعاره، التي استعملت في جل ملصقاته و غيرها من أليات التواصل.. واسترسلت موضحة بأنها اشتغلت للتعبير عن» التغيير» الذي يحمله شعار هاته الدورة، الفراشة التي ترمز للتحول وكذا على اللون الأزرق الممزوج بالأخضر..وعن مسارها الدراسي، أضافت لمياء، بأنها قبل أن تصبح طالبة بكلية الأداب بنمسيك، درست بالتكوين المهني وقد تدرجت خطوة خطوة من الإشهار إلى التواصل بعد أن التحقت بالكلية واكتشفت أن المنهجية تختلف عن تلك التي بالتكوين المهني مما حفزها على التقدم أكثر. أسئلة الصحافيين الحاضرين خلقت هي الأخرى نقاشا كبيرا وتميزت مجملها بكونها طرحت موضوع التمويل والدعم الذي وجب أن يرافق هذا المهرجان الذي وصل إلى سنته ال31 بمجهودات شركائه القلة الأوفياء وبميزانية أغلبها ذاتية تتدبرها الكلية. وركز منظمون و إعلاميون على ضرورة إدماج السلطات المحلية و الوطنية في هذا المشروع خصوصا وأنه يمثل إشعاعا ليس فقط للكلية أو للجامعة أو حتى لمدينة الدار البيضاء، بل أيضا للمغرب ككل.