تضاربت وتعددت الأسباب حول حجب جائزة الكتاب في صنف الشعر لهذه السنة. فهناك من يؤكد أن سبب هذا الحجب كان قرارا من اللجنة التي ارتأت حجب الجائزة بسبب الضغوطات التي مورست عليها من طرف شعراء تقدموا للجائزة، الشيء الذي رأته اللجنة مسا باستقلاليتها وسرية قراراتها. ومنها من رجح انسحاب الشاعر محمد بنطلحة من الجائزة بعد أيام من تقديم ديوانه «أخسر السماء وأربح الأرض». وفي هذا الصدد أكد للجريدة السيد عبد الحق صويطط، رئيس مؤسسة نادي الكتاب بالمغرب»، أن المؤسسة رشحت ديوان الشاعر محمد بنطلحة «أخسر السماء وأربح الأرض» لجائزة المغرب للكتاب بموافقة الشاعر، وأنها بعد ثلاثة أيام من إيداع الكتاب قررت سحبه من الجائزة بقرار من المؤسسة الناشرة وبموافقة الشاعر أيضا، وذلك لأسباب موضوعية رفض الحديث عنها في اللحظة الراهنة. وأكد صويطط أن «مؤسسة نادي الكتاب بالمغرب» سبق أن رشحت كتبا فازت بجائزة الكتاب للمغرب في عدة أصناف، إذ سبق أن فاز الناقد رشيد بنحدو في صنف الدراسات الأدبية والفنية بكتاب «جمالية البين بين في الرواية العربية» سنة 2011، ومحمد السرغيني في صنف الشعر سنة 2013 عن ديوان «فوق الأنقاض تحت الأنقاض». وفي نازلة حجب جائزة المغرب للكتاب في صنف الشعر أكد الأستاذ أحمد عصيد أن السبب الرئيسي هو أن قرارات ونقاشات اللجنة تسربت إلى الخارج وبدأت الاتصالات والضغوطات للتأثير على قرار اللجنة. ولإدانة هذا السلوك اللاحضاري واللاثقافي قررت لجنة الشعر حجب الجائزة. واعتبر الحجب نضال ضد الوساطات والزبونية. وأكد عضو اللجنة الأستاذ حسن مخافي عضو اللجنة أن اللجنة كانت تشتغل بطريقة عادية، لكن جاء بطريقة مفاجئة سحب ديوان الشاعر محمد بنطلحة، الشيء الذي خلق ارتباكا وسط اللجنة، خصوصا وأن الاختيار الأخير وقع على ثلاث مجموعات شعرية كان فيها لديوان محمد بنطلحة النصيب الأوفر في الفوز بالجائزة. وقانون الجائزة يقول بأنه لا يحق للمرشح أن يسحب ترشيحه بعد الشروع في المداولات. وفي الأخير أكد الناقد حسن مخافي على ضرورة أن يكون أعضاء اللجان أعضاء بارزين في تخصصات الجائزة لا غرباء عنها. أما الشاعر مبارك وساط، عضو اللجنة، فقد عبر عن أسفه لما حدث، وأكد وثمن موقف لجنة الشعر، وقال متأسفا « للأسف، الأمور وصل إلى هذا الحد. في الأمر الكثير مما يقال». ويشار أن حجب جائزة الشعر تحدث للمرة الثانية ولنفس الأسباب بعد حجب الجائزة في دورة 2011.