يبلغ عدد النساء المغربيات اللواتي وصلن إلى سن انقطاع الطمث، أو ما يعرف بسن اليأس، 3 ملايين امرأة، 30 ألفا فقط منهن يتلقين علاجا طبيا لتجاوز المشاكل الصحية المصاحبة لهذه المرحلة العمرية. ويترقب الاختصاصيون ارتفاع العدد إلى 4 ملايين امرأة مع استمرار تحسن الظروف الاقتصادية والاجتماعية والتطور في المجال الطبي. وقال البروفيسور المحجوب غزلي، رئيس الجمعية المغربية لدراسة ومعالجة سن اليأس، في تصريح ل"المغربية"، إن 80 في المائة من النساء في مرحلة سن انقطاع الطمث، يشكون التبعات الصحية والنفسية للارتفاع المفاجئ لدرجة الحرارة، أو ما يعرف وسط عامة الناس ب"الكربة"، واضطرابات في النوم والتعرق الشديد. ويوجد الموضوع في صلب نقاش الجمعية المغربية لدراسة ومعالجة سن اليأس، خلال لقاءاتها العلمية والتحسيسية حول سن اليأس والأمراض المرتبطة به، من خلال نشاط بدأته أمس الجمعة، ويستمر اليوم السبت، في كلية الطب في الدارالبيضاء، حول جديد طرق التشخيص والعلاج الطبي لسن اليأس، وتبادل الخبرات والمعلومات حول نتائج الدراسات والأبحاث العلمية المنجزة بهذا الخصوص، إلى جانب استعراض جديد نتائج الدراسات الميدانية في المغرب. وأوضح غزلي، أستاذ في كلية الطب بالدارالبيضاء، أن سن اليأس في المغرب يعني، أيضا، عددا من النساء تقل أعمارهن عن 40 سنة، تكتشف حالتهن الصحية في عيادات طب النساء والتوليد بمناسبة علاجات ضد العقم، إذ تكتشف إصابتهن بسن يأس مبكرة، مشيرا إلى أن المغرب لا يتوفر على دراسات إحصائية أو علمية تتعلق بهذه الفئة من النساء، بينما تشير الأدبيات الطبية العالمية إلى وجود 3 في المائة من هذه الحالات في العالم. وأوضح غزلي أن سن انقطاع الطمث مرحلة عمرية طبيعية، تنتهي خلالها خصوبة المرأة، ومن خصائصها، أنها تصاحبها اختلالات صحية على المدى المتوسط والبعيد، فضلا عن تأثيرها على جودة حياة المرأة، وعلى إنتاجيتها في الحياة العامة، ولذلك يتوجب على المعنيات الخضوع لفحوصات طبية دورية، لتجنب الإصابة بعدد من الأمراض الخطيرة والقاتلة. وذكر غزلي من جملة المضاعفات الصحية المباشرة لبلوغ سن انقطاع الطمث، الإصابة بأمراض القلب والشرايين، متقدمة على احتمالات الإصابة بسرطان الثدي، خاصة لدى النساء، اللواتي يتوفرن على عوامل خطر الإصابة، مثل المصابات بالسكري، والسمنة، وارتفاع ضغط الدم، والكوليسترول. ومن الأمراض التي يتسبب فيها، أيضا، الإصابة بهشاشة العظام، واضطراب الحالة النفسية. وأشار الاختصاصي إلى إمكانية تجاوز التبعات الصحية الخطيرة لهذه المرحلة العمرية، من خلال زيارة الطبيب مرة في السنة، سواء كان اختصاصيا في أمراض النساء أو طبيبا عاما، شريطة أن تكون له تجربة حول جديد علاجات سن اليأس، ومدربا على تشخيص المرض، وأن تخضع المرأة لفحوصات بيولوجية وأخرى طبية لمراقبة الثدي والرحم. وشدد على ضرورة ممارسة المرأة الرياضة، ومراقبة الوزن ومحاربة السمنة، والمراقبة المستمرة لمستوى الضغط ونسبة السكر والكوليسترول في الدم خلال هذه المرحلة العمرية، مع عدم الحرج من التعبير عن معاناتهن الصحية والنفسية، لأن الموضوع لم يعد من الطابوهات أو المحرمات، وإنما هو فرصة لاتخاذ القرار المناسب، بإجراء اختبارات طبية وتلقي العلاج الملائم.