منح الاتحاد العام لمقاولات المغرب أمس الأربعاء بالدارالبيضاء جائزته للإدماج المهني للشباب ومحاربة الإقصاء الاجتماعي (إنكوربورر)، لست مقاولات تميزت في مجال تكوين وإدماج الشباب والأشخاص المهددين بالإقصاء الاجتماعي. وقد حازت شركة (تراجيم) المتخصصة في التدبير والتسويق المباشر¡ والمطعم الفرنسي (رولي دو باري)، على جائزة "الامتياز"، في حين عادت جائزة "الاستحقاق" لكل من (بانتيكس) المتخصصة في صناعة الألبسة و(سوديكسو) المتخصصة في اقتراح حلول خاصة بفن العيش و(ألطا سيد) التي تعمل في مجال تقديم الدعم للمقاولات لتطوير قدراتها و(كوديرسا) المتخصصة في صناعة الألبسة. وبهذه المناسبة، أبرز وزير التشغيل والتكوين المهني عبد الواحد سهيل أن إدماج الشباب والأشخاص في وضعية صعبة في الحياة النشيطة هو السبيل لضمان حياة كريمة ولائقة تتيح لهم التمتع بكامل مواطنتهم، مضيفا أن كسب هذا الرهان سيساهم في إشراك هذه الفئات في مختلف المشاريع التنموية بالبلاد بما يستجيب لانتظاراتها وتطلعاتها. وذكر في هذا السياق باستعداد الوزارة لدعم هذا النوع من المبادرات حتى تتطور وتتعدد¡ داعيا مجموع المقاولات والجمعيات عبر المملكة إلى التعبئة عبر الانخراط في مبادرات تضامنية وتنموية واجتماعية لها هدف واحد يتمثل في توفير تكافؤ الفرص في إدماج الشباب والأشخاص في وضعية صعبة. وأعرب الوزير عن أمله في أن تقتدي المؤسسات البنكية الوطنية بما يقوم به البنك الكتالاني (كيكسا) الذي يساهم إلى جانب الاتحاد العام لمقاولات المغرب في إنجاح هذا المشروع. ومن جانبه اعتبر نائب رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب صلاح الدين القدميري أن تكوين الشباب والأشخاص المنحدرين من أوساط فقيرة وتشغيلهم تحدي يستدعي انخراط الجميع من رؤساء مقاولات وفاعلين جمعويين ومواطنين، مضيفا أن حل هذه المعضلة يتطلب تدخلا جماعيا يمر عبر التعليم والولوج إلى التكوين والحق في الشغل. وأبرز أن تكوين وتشغيل الشباب تحديان مرتبطان ارتباطا وثيقا بقيم التضامن داخل المجتمع المغربي، مشيرا إلى أن الاتحاد العام لمقاولات المغرب يعمل في هذا الاتجاه من أجل أن تتحول المقاولة إلى محرك للتشغيل المحلي وقاعدة للتنمية الاجتماعية بالبلاد إلى جانب كونها مصدرا لخلق الثروة. وتميز حفل توزيع الجوائز¡ الذي شكل مناسبة للفاعلين الخواص والاجتماعيين لتبادل التجارب بخصوص المبادرات الرامية إلى ترسيخ قيم العدالة الاجتماعية داخل المجتمع، بالإعلان عن إطلاق "دليل التطبيقات السليمة للإدماج الاجتماعي" الذي أعد بشراكة بين الاتحاد العام لمقاولات المغرب ومؤسسة (كيكسا) التي تعمل في مجال تحسين ظروف عيش الأشخاص الذين هم في وضعية صعبة . كما شهد الحفل تقديم حصيلة برنامج الإدماج المهني للشباب والأشخاص المهددين بالإقصاء الاجتماعي بالمغرب والذي سجل استفادة نحو 6950 شخصا وإدماج أزيد من ألفي شخص مهدد بالإقصاء الاجتماعي ما بين 2009 و2012 فيما بلغ عدد المقاولات التي شاركت في هذا البرنامج 325 مقاولة. وقد تم إطلاق هذا البرنامج سنة 2009 بشراكة بين الاتحاد العام لمقاولات المغرب و(كيكسا) و11 وحدة اجتماعية بهدف المساهمة في إرساء ممارسة مهنية تمنح المقاولات القدرة على الرفع من تنافسيتها من خلال تأهيل مواردها البشرية. ويشمل البرنامج ثلاث محاور رئيسية تهم دعم وتكوين الوحدات الاجتماعية الشريكة في مجال الإدماج المهني، وتعبئة المقاولات والمجتمع لمواكبة كل المبادرات في هذا المجال، وإحداث مؤسسة وسيطة تقوم باقتراح المرشحين الذين تتلاءم مؤهلاتهم مع متطلبات المقاولات المشغلة.