صادقت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بإقليمالخميسات، أخيرا، في إطار الجهود الرامية لتفعيل برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثانية، على 190 مشروعا تنمويا همت مختلف البرامج، برسم سنوات 2011- 2012 - 2013. وتأتي المرحلة الثانية، بعد النتائج الإيجابية للمرحلة الأولى من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أعطى انطلاقتها جلالة الملك محمد السادس في 18 ماي 2005، عبر اعتماد خطوات مهمة، أبرزها ترسيخ ثقافة المشاركة، ودعم المرأة وتعزيز تمثيلية النساء والشباب في أجهزة الحكامة، وتبني المشاريع من طرف السكان، واستمرارية المشاريع ودينامية الأنشطة المدرة للدخل والموفرة لفرص الشغل، وتعزيز قدرات النسيج الجمعوي، وتقوية قدرات وكفاءات الفاعلين المحليين والإنصات والتواصل. وذكرت التنسيقية الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية أن المشاريع تتوزع على محاور عدة، من بينها برنامج محاربة الفقر بالوسط القروي، حيث استهدف الجماعات القروية التي يتجاوز معدل الفقر بها 13 في المائة. وأوضحت التنسيقية الوطنية أن المشاريع همت إرساء أجهزة الحكامة على مستوى جميع الجماعات القروية المستهدفة، إذ أنجز تشخيص تشاركي لحاجيات السكان، وتحديد أولويات التدخل، وإعداد المبادرات المحلية للتنمية البشرية، والمصادقة عليها محليا، باستثناء جماعة والماس، التي عقد بها لقاء تواصلي مع الفعاليات الجمعوية، مشيرة إلى أن الاتفاق حصل على توجيه الاعتمادات المالية المخصصة للجماعة لإحداث مشاريع مدرة للدخل، ستعرض على اللجنة الإقليمية قريبا من أجل المصادقة. وبخصوص محور محاربة الإقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري، أضيفت خمسة أحياء حضرية، بينما يستهدف هذا البرنامج، خلال المرحلة الثانية 2011-2015 ثلاثة أحياء بمدينة تيفلت، وحيين بمدينة الخميسات. وأبرزت التنسيقية الوطنية أن اللجن المحلية للتنمية البشرية بمدن الخميسات، وتيفلت، والرماني، عملت على إعداد وتحيين المخططات المحلية للتنمية البشرية، وضمان التقائيتها مع برامج المجالس البلدية، وإعداد المبادرات المحلية للتنمية البشرية بمختلف الأحياء الحضرية المستهدفة. وفي ما يتعلق بالبرنامج الأفقي، أفادت التنسيقية أنه أعلن عن طلب اقتراح المشاريع، خلال سنة 2012، وتوصلت مصالح عمالة إقليمالخميسات ب 259 مشروعا، منها 130 مشروعا مدرا للدخل، إضافة إلى عرض المشاريع المتوصل بها على لجنتين منبثقتين عن اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية. ومن أجل دعم الأنشطة المدرة للدخل، أحدثت لجنة المشاريع المهيكلة، التي انتقت 51 مشروعا يستجيب لمعايير وشروط تمويل المشاريع، من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، عرضت على اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية من أجل إبداء الرأي. أما في ما يتعلق بمحاربة الهشاشة، فجرى العمل على إعداد خريطة إقليمية لمحاربة الهشاشة الاجتماعية، من خلال رصد دقيق لجميع الفئات الاجتماعية التي توجد في وضعية هشة، وتسطير برنامج طموح لاحتوائها، وإعادة إدماجها في الدورة السوسيو- اجتماعية، من خلال إنجاز ستة مشاريع مهيكلة، تتميز بإحداث مراكز اجتماعية لتأهيل وتكوين الشباب، ومركز لتصفية الدم والأمراض المزمنة بمدينة تيفلت، إضافة إلى بناء واستكمال دور للطالبة، وبناء دار الأمومة. أما برنامج التأهيل الترابي، فيستهدف أغلب الجماعات القروية بالإقليم، التي تتميز بضعف بنيتها التحتية، بهدف تحسين مستوى عيش سكانها، وتقليص الفوارق في مجال الولوج إلى البنيات التحتية الأساسية وخدمات القرب وضمان مشاركتها في الدينامية التي أطلقتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من خلال خمسة محاور أساسية، (الطرق والمسالك القروية، والماء الصالح للشرب، وتعميم الكهرباء، ودعم البنية الصحية عبر تعزيز المرافق الصحية، ودعم التعليم من خلال بناء مساكن وظيفية). ولتحقيق هذه الأهداف الاستراتيجية، ذكرت التنسيقية الوطنية أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كفاعل أساسي في التنمية المحلية بالإقليم، ستعمل وفق مقاربتين متوازيتين، تهدف الأولى دعم الولوج إلى الخدمات والبنيات الاجتماعية الأساسية، أما الثانية، فستقوم على تقوية قدرات المرأة والشباب، لخلق الأنشطة المدرة للدخل الملائمة لمعارفهم، ومؤهلاتهم، المتوافقة مع خصوصيتهم المحلية. يشار إلى أن جميع برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليمالخميسات شهدت، من 2005 إلى سنة 2012، ثماني عمليات للافتحاص المالي من طرف لجان مشتركة للتفتيش، راقبت العمليات المنجزة، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.