كان عشاق الفن السابع، بالعاصمة البريطانية، اليوم الأحد، على موعد مع عرض الشريط المغربي (يا خيل الله)، للمخرج نبيل عيوش. وقد تميز العرض، الذي نظم بدعم من سفارة المغرب ببريطانيا، بحضور كبير لأفراد الجالية المغربية، إلى جانب دبلوماسيين ومفكرين وفنانين بريطانيين، جاؤوا لاكتشاف عمل سينمائي مغربي متميز يؤرخ لمرحلة مفصلية من تاريخ المغرب الحديث والتي اقترنت بالاعتداءات الإرهابية التي عاشتها مدينة الدارالبيضاء في 16 ماي 2013. ويتتبع الشريط، الذي تم إنتاجه سنة 2011 انطلاقا من رواية (نجوم سيدي مومن) للكاتب ماحي بينبين، مسار مجموعة من الأطفال من سكان حي صفيحي بمنطقة سيدي مومن بالدارالبيضاء، ويسلط الضوء على أحلامهم ومشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية. وسعى المخرج من خلال هذا الشريط الذي حاز على العديد من الجوائز خلال مشاركته في المهرجانات الدولية، على إبراز السقوط التدريجي لهؤلاء الأطفال المهمشين في براثن التطرف، خاصة وقد خاض أحدهم تجربة السجن. وقد استطاع شريط (يا خيل الله) الذي لعب الأدوار الرئيسية فيه أطفال وشباب من عالم أحياء الصفيح، النفاذ بموضوعية وصدق إلى عوالم منفذي الاعتداءات الإرهابية، حيث وقف على الاسباب الموضوعية والذاتية التي حولتهم إلى "انتحاريين"، بعد أن تمكن متطرفون من استقطابهم.وعبر نبيل عيوش بهذه المناسبة، عن اعتزازه بالتقدير الكبير الذي عبر عنه الجمهور الحاضر لشريطه (يا خيل الله)، منوها بمبادرة منظمي العرض الذين سعوا إلى تقريب الجمهور البريطاني من التجارب السينمائية الناجحة.ويعتبر النقاد أن شريط (يا خيل الله) بالرغم من قساوة أحداثه ووقائعه، إلا أنه يعكس في الحقيقة جانبا من الحياة المريرة والتجارب الانسانية الواقعية.وسبق لشريط (يا خيل الله) أن حصد العديد من الجوائز في المهرجانات الدولية، من بينها على سبيل المثال، فوز مخرجه بجائزة افضل مخرج فيلم روائي عربي في إطار الدورة الرابعة لمهرجان الدوحة السينمائي، كما حصل على جائزتي الإبداع الفني وأحسن سيناريو ، من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط الذي نظم في أكتوبر الماضي. ويعكس النجاح الفني الذي حصده الشريط، النجاحات التي حققتها السينما المغربية في الأعوام الأخيرة، إذ أصبحت الأفلام الوطنية تعد الأبرز والأفضل على الصعيد العربي من حيث جودتها ونوعيتها.