بين المغرب والإمارات مساحة يزدهر فيها الحب والإخاء، وينمو فيها التسامح والمشاعر النبيلة، إنهما البلدان التوأمان وإن باعدت بينهما المسافة الجغرافية، إنهما الشقيقان الندان، وإن فصلت بينهما حدود وحدود، قدرهما أن يسيرا معاً حتى النهاية كانا قريبين من بعضهما دائماً، وكانت مسيرتهما حافلة بالتعاون لما فيه خير الشعبين المغربي والإماراتي، وفي كل مناسبة تتجدد مواسم الوفاء بينهما، ففي غمرة احتفال دولة الإمارات العربية المتحدة بفوز أيقونتها دبي بشرف استضافة معرض إكسبو 2020، تلقى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله برقية تهنئة من العاهل المغربي جلالة الملك محمد السادس بهذه المناسبة. وعبر جلالة ملك المغرب في برقيته عن تهنئته لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وشعب دولة الإمارات. وأضاف العاهل المغربي أن هذا الفوز يعد اعترافاً عالمياً بما تزخر به إمارة دبي من طاقات ومؤهلات كبرى، جعلتها تكون بحق المدينة الأجدر باستضافة هذا المعرض. وأعرب عن مشاركة المغرب ملكاً وحكومة وشعباً لصاحب السمو رئيس الدولة وشعب دولة الإمارات مشاعر الحبور والاعتزاز بهذا الحدث التاريخي. وأضاف العاهل المغربي في برقية التهنئة "أود التأكيد لسموكم من منطلق ما يجمع بين أسرتينا وشعبينا الشقيقين، من مشاعر المودة والإخاء، ومن وشائج المحبة الصادقة، وقوف المغرب إلى جانبكم، واستعداده الكامل للمساهمة معكم في إنجاح هذه التظاهرة التجارية والاقتصادية ذات الصبغة العالمية، التي لنا كامل اليقين، أنها ستشكل فرصة سانحة للتعريف بغنى تراث دولة الإمارات الشقيقة، وبخاصة إمارة دبي، وأصالة تقاليدها، وتنوع ثقافتها، وحجم وغنى إمكاناتها ومؤهلاتها". وتعبر برقية التهنئة هذه عن حقيقة الواقع بين المملكة المغربية والإمارات العربية المتحدة، فالعلاقات بين الدولتين كانت دوماً في أفضل حالاتها، وهي تشهد تطورا متواصلا في جميع المجالات، بفضل التوجيهات السامية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وأخيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، ولدى القيادتين رغبة مشتركة في تعزيز التعاون المشترك. وتعبر اللقاءات المستمرة بين قادة البلدين عن متانة وقوة العلاقات بينهما وتطابق وجهات نظرهما تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية. وكان قد تم إنشاء اللجنة المشتركة الإماراتية المغربية في 16 ماي 1985 بالرباط، وعقدت دورات متعددة في الرباط وأبو ظبي وكان لهذه اللقاءات نتائج كبيرة خصوصاً على صعيد الاستثمارات، إذ أصبحت دولة الإمارات صاحبة المرتبة الأولى على صعيد الاستثمارات العربية بالمملكة المغربية، وهي استثمارات تصب في مصلحة الشعبين المغربي والإماراتي على السواء، وتسير العلاقات بين البلدين بخطى حثيثة نحو الارتقاء والتطور، وتحظى الإمارات العربية المتحدة بصورة إيجابية في الأوساط الرسمية والشعبية المغربية، ولا يجد الإماراتي أي فرق بين وطنه الإمارات وبين وطنه الثاني المغرب، حيث يرى الأبواب مفتوحة دائماً في وجهه، ويتم الترحيب والاستهلال به، ولدي أنا شخصياً تجارب كثيرة في هذا الخصوص، فزياراتي إلى المغرب تتكرر باستمرار، وفي كل مرة ألقى الحفاوة والتقدير من أهلي وإخواني هناك، وأنتقل بين مدن المغرب وتذهلني شبكة الطرق والسكك والمطارات التي تصل إلى كل نقطة من الأرض المغربية، ولكن ذهولي سرعان ما ينجلي عندما تحضرني تلك الإرادة الصلبة للدولة العلوية وإيمانها بالعلاقة التاريخية بين الملك وشعبه، هذه الإرادة التي جعلت المغرب دولة عصرية وقوية وذات أسس راسخة، وأكاد أتوه أحياناً عندما أذكر وطني الإمارات وتحضرني حكمة قيادته التي جعلت منه وطناً نفخر بالانتماء إليه، وبالعيش في كنفه الكريم. لقد أصبحت الإمارات دولة حضارية تأخذ بأسباب القوة والطموح وتراكم الخبرات لصالح تحقيق التنمية المستدامة لشعبها وللمقيمين على أرضها، ومسيرتها تتعانق مع مسيرة شقيقتها المملكة المغربية. فكلتا الدولتين تعملان بجد ودون كلل لبلوغ الأهداف السامية وبلوغ أعلى المراتب في سلم التطور والتقدم. حفظ الله قيادتي البلدين الشقيقين ودام عز المغرب والإمارات، وإلى مزيد من التقدم والنجاح. *كاتب من الإمارات [email protected]