تعد السباحة من أقدم الممارسات الرياضية للإنسان، ظلت، طيلة عقود طويلة، رياضة تمارس بطرق علمية متطورة جدا حتى أضحت من أبرز الرياضات في المنافسات الدولية خاصة بالألعاب الأولمبية، إذ أبرزت أبطالا عالميين حطموا أرقاما قياسية. تغري هذه الرياضة العديد من عشاقها، سيما الذين يعلمون قيمتها الصحية الكبيرة، إلا أن ممارستها تظل مقيدة بالالتزام بمجموعة من الشروط والقواعد، سواء كان طفلا أو راشدا، ومنها الخضوع لكشوفات طبية للتأكد من سلامة الجسم من الأمراض. في ما يلي، تقدم "المغربية" مجموعة من المعلومات والنصائح في الموضوع، خلاصة عن معلومات مستقاة من بعض ممارسي المهنة والمدربين في المجال، ومنها ضرورة اتباع قواعد التغذية السليمة، واحترام القواعد التقنية للسباحة، والتعرف على الأوقات الواجب فيها الامتناع عن السباحة. الأهمية الصحية لممارسة السباحة تعتبر ممارسة رياضة السباحة من أفضل الممارسات الرياضية، لها تأثيرات إيجابية على صحة الإنسان، شريطة أن تكون هذه الممارسة خاضعة لقواعد علمية وتقنية. هناك مزايا للسباحة على المستوى الصحي، على اعتبار أنها رياضة متكاملة تستعمل فيها كل حركات المفاصل والعضلات دون تحمل ثقل الجسم، وبالتالي يكون هذا الجسم في أريحية كبيرة. ثانيا، السباحة تساعد على انخفاض ضغط الدم وجعله في المستوى الطبيعي الفيزيولوجي العادي، مع تنظيم دقات القلب وتحسين جريان الدم داخل الأوعية الدموية، وبالتالي تقلص من عدد الإصابة بأمراض القلب والشرايين. ثالثا، السباحة تقوي الجهاز التنفسي وتساعد على علاج بعض الأمراض التنفسية مثل مرض الربو. أما على المستوى النفسي، فإن السباحة تساهم في علاج عدة اضطرابات نفسية، خاصة القلق بإيجاد نشوة نفسية في وقت ممارستها. وتعتبر السباحة وسيلة لإنقاص وزن الممارس، نتيجة استهلاك طاقة كبيرة عند استعمال كل عضلات الجسم. أيضا تساهم في علاج مرض السكري الصنف الثاني خاصة. لذلك ينصح الأطباء بعض مرضاهم المصابين بأمراض الروماتيزم وأمراض العمود الفقري بممارسة السباحة، لأنها وسيلة تساهم في تقليص معاناة هؤلاء المرضى وتساهم في العلاج، صحبة الوصفات الطبية المرخصة من طرف الأطباء. شروط ممارسة السباحة يفترض على كل شخص، سواء كان طفلا أو راشدا ذكرا أو أنثى، أن يمتثل لعدة شروط، من بينها: - أن تكون له الرغبة في ممارسة رياضة السباحة حتى يمكنه أن يكون في المستوى المطلوب، - ثانيا أن يتعلم القواعد الأولية والأساسية للسباحة حتى لا يسقط في أخطاء قد تؤدي به إلى بعض المشاكل الصحية. - ثالثا، أن يحصل على شهادة طبية تثبت عدم وجود عوائق صحية لممارسة السباحة، وذلك بعد الكشف السريري وإجراء بعض الفحوصات البيولوجية وفحوصات القلب والشرايين، ومنها التخطيط الكهربائي للقلب في وقت راحة، وكذلك عند بذل أقصى مجهود بدني، وفحوصات الجهاز التنفسي، وكذلك التأكد من سلامة الجهاز العصبي والأذن والحنجرة. من الشروط، أيضا، تعرف الطبيب على الماضي الصحي للممارس منذ ولادته، إلى جانب الماضي الصحي العائلي للبحث عن بعض الأمراض التي قد تدفع الطبيب إلى أخذ قرار عدم الترخيص للشخص بممارسة السباحة، خاصة عندما يكون مصابا بمرض الصرع (épilepsie) أو توجيهه لعلاج بعض الأمراض قبل الترخيص له بممارسة السباحة، مثل مرض السكري غير المتزن أو الأنيميا (anémie). الضوابط العامة من واجب المرخص له لممارسة رياضة السباحة احترام بعض الضوابط منها: - الالتزام بأوقات التمارين، وأن يتوقف عن ممارستها عند الإحساس بأي أعراض صحية غير عادية، حتى يفحصه الطبيب ويتأكد أن الأمر لا يشكل خطورة على صحته. - أن يلتزم السباح بتناول الوجبات الغذائية في أوقات منتظمة، وأن يحترم دائما المدة الزمنية بين نهاية آخر وجبة وبداية التمارين أو المنافسة، المتمثلة في 3 ساعات مع تناول كمية من الماء الضرورية، مع الحرص على علاج كل مرض أصيب به قبل الممارسة. الفحوصات الطبية مدى المسار يجب أن يكون للسباح ملف طبي متكامل يحمل خاتم الطبيب المكلف بصحة هذا الممارس، خاصة أن يكون طبيب النادي. فكل الفحوصات الطبية، يجب أن تنجز في بداية الموسم الرياضي قبل أن تسلم رخصة الممارسة. تبقى مراقبة الممارس من طرف طبيبه خلال الموسم دائمة، خاصة عند ظهور بعض الأعراض غير عادية، بالكشف المبكر للبحث عن مسببات هذه الأعراض وبالتالي علاجها. لا يمكن للسباح أن يعود إلى الممارسة إلا بترخيص من طبيبه، بعد التأكد من سلامته الصحية. ويأتي ذلك لتفادي خطورة تعرض السباح للغرق، الذي يمكن أن يأتي بشكل مفاجئ عند الممارس الذي لم يخضع لأي كشف مسبق، مثل حالة المريض بالصرع أو مرض السكري وهو في حالة عدم التوازن أو عند حدوث غفوة داخل الحوض وتكون هذه الغفوة ناتجة عن خلل في القلب أو الشرايين المغذية للمخ. وتبعا لذلك، يطلب من السباحين احترام خصوصية قدراتهم البدنية، وبالتالي الامتناع عن السباحة عند الإحساس بأي من الأعراض النفسية والبدنية غير عادية، مع الحرص على التوجه عند الطبيب المعالج للتأكد من السلامة الصحية وأخذ العلاج عند الضرورة بأمر من الطبيب، على ألا يعود السباح إلى الحوض إلا بإذن كتابي من طبيبه المعالج. التغذية المناسبة للسباحين كقاعدة عامة، يجب على ممارس السباحة أن يتناول وجبات غذائية متكاملة تتوفر على بروتينات وذهنيات، وسكريات، وأملاح معدنية، وفيتامينات وشرب الماء الكافي. إلا أنه يجب أن تكون هذه الوجبات متوازنة للحصول على ما يكفيه من طاقة حرارية تستجيب لمجهوده البدني، المتمثل في ما بين 2500 و 3000 وحدة حرارية. يوصي الاختصاصيون، أيضا، باحترام أوقات تناول الوجبات الغذائية، وأن يحترم دائما ثلاث ساعات بين آخر وجبة غذائية وبداية التمارين أو المنافسة. الأخطاء الواجب تفاديها من بين الأخطاء الصحية التي يرتكبها السباح: - عدم الحصول على ترخيص قبل الممارسة. - الإفراط في ساعات التمارين وبذل جهود أكثر من طاقة الجسم المحتملة، التي تعرضه إلى أمراض مثل التهاب العضلات أو تمزقات عضلية أو إرهاق قد يعيق متابعة التمارين. - ممارسة السباحة والمعني بالأمر في حالة مرضية خاصة عند التهاب القصبة الهوائية أو نوبة مرض الربو أو التهاب الأذن أو اللوزتين أو أمراض الجهاز الهضمي أو عند عدم توازن مرض السكري أو عند حالة الدوخة vertiges))، أو عند الشعور بالعياء، وأمور أخرى. لذا يجب على الممارس الاستشارة مع طبيب النادي أو طبيبه المعالج، قبل العودة إلى ممارسة السباحة، وبعد الحصول على إذن كتابي من طرف الطبيب. مخاطر تناول المنشطات من قبل السباحين المنشطات مواد تستعمل للرفع من مستوى مردودية الممارس عامة، للحصول على أفضل النتائج ولتحطيم أرقام قياسية، وبالتالي الحصول على مردود مالي كبير جدا وعلى مكانة كبيرة من الشهرة. لكن الممارس المستعمل لهذه المنشطات قد لا يعير أي اهتمام لصحته، ولا يبالي بالمخاطر الكبيرة التي ترافقه. وقد تكون وخيمة تتمثل في عاهات مستديمة، مثل أمراض القلب والشرايين وأمراض الجهاز العصبي وأمراض أخرى، بل يمكن أن تؤدي إلى الوفاة أو الموت المفاجئ، خاصة عند السباحين، خلال وجودهم داخل الحوض.