سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العنف ظاهرة حضرية مرتبطة بالشباب والهشاشة الاجتماعية والاقتصادية أبرز الأسباب ندوة دولية بالرباط تناقش التحولات المجتمعية والعنف بين الشباب
كدادي: الشعور بالنقص والإحباط والغضب سمات تميز الشباب في الكثير من المجتمعات
قال عبد اللطيف كداي، رئيس فريق البحث "الشباب، التحولات المجتمعية والتربية " ونائب عميد كلية علوم التربية، إن "تدارس وضع الشباب يوضح بالملموس ارتفاع حدة العنف في الحياة اليومية خاصة في الأوساط الحضرية"، مشيرا إلى أن بعض الدراسات على الصعيد الوطني أكدت أن العنف ظاهرة حضرية بامتياز، إذ يزيد بمعدل 12.7 في المائة، مقارنة بالوسط القروي، وأنه يخص الشباب تحديدا، سواء باعتبارهم ضحايا أو معتدين، إذ أن من أصل 10 حالات من مرتكبي العنف 6 منهم شباب، لا يتجاوز عمرهم 36 سنة. وأوضح كداي، في الجلسة الافتتاحية للندوة الدولية، أن العنف في أوساط الشباب يتزايد، كلما اشتدت الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية، مضيفا أن اختيار هذا الموضوع أملته "التحولات المتسارعة بالعالم في مجالات متعددة، جعلت الشباب في مجتمعاتنا يعيش واقعا صعبا، لدرجة اعتاد الباحثون على استعمال مفهوم"أزمة الشباب" من منطلق أن الشباب لم يكونوا قبل هذه المرحلة يواجهون صعوبات كبيرة في الاندماج الاجتماعي، وفي الشغل والاطمئنان على المستقبل مثلما هي أوضاعهم الآن، إذ أصبحوا يعانون انسداد الآفاق في التعليم والتكوين والتشغيل، ما يحول دون تحقيق اندماجهم الشامل في المجتمع". وأبرز كداي أن مشكلة سوء التكيف لدى الشباب باتت تفرض نفسها في الكثير من نواحي الحياة الاجتماعية، موضحا أن الشعور بالنقص والإحباط والقلق والكآبة والتوتر والغضب بات سمة تميز الشباب في الكثير من المجتمعات، رغم ما توافر لهذه الشريحة من وسائل اتصال وتواصل، وأنه كان من المفروض أن يؤدي هذا الاتصال اليسير إلى التقارب بين الشباب، لكنه أسهم، بشكل أو بآخر، في خلق هوة كبيرة بين فئاته. ويشارك في هذه الندوة الدولية، المنظمة على مدى يومين، شركاء مؤسساتيون، وخبراء في المجال الاجتماعي-التربوي وطنيون ودوليون، والنسيج الجمعوي، ومهتمون بالموضوع. وسيتطرق الملتقى إلى محاور تتعلق بالتجارب الدولية الخاصة بالتحولات المجتمعية الراهنة، من بينها "الشباب والعنف في المجال الحضري"، و"العنف الشبابي في الوسط المدرسي والجامعي"، و"التحولات المجتمعية والعنف لدى الشباب"، و"العنف في التداول اليومي والإعلام"، و"تدبير مظاهر العنف لدى الشباب". وتوصلت اللجنة المنظمة لهذا الملتقى بحوالي 160 ملخصا، قصد المشاركة من دول عربية وغربية، اختارت منها 40 ملخصا.