خرج عشاق النادي الملكي، الذين توافدوا على مدينة مراكش من مختلف المدن المغربية، إلى شوارع المدينة، خصوصا الشارع المؤدي إلى الملعب الكبير لمراكش، وشارع محمد الخامس المؤدي إلى ساحة جامع الفنا، للاحتفال بهذا الفوز العريض، مباشرة بعد إعلان الحكم عن نهاية المباراة، للتعبير عن فرحتهم، رافعين شعارات فريق ريال مدريد ومرتدين أقمصة اللاعبين. وشهدت جل المقاهي المدينة اكتظاظا غير مسبوق قبل ساعات من بداية المباراة، إذ فضل الكثير من المغاربة عشاق النادي الملكي متابعة المباراة، التي جمعت بين فريقي ريال مدريد الإسباني، بطل أوروبا، وفريق كروز أزول المكسيكي، في الأماكن العمومية وتذوق طعم الحماس الجماهيري والفرجوي، الذي ميز جل أطوار المباراة، بعدما استحال على البعض الحصول على تذكرة الدخول للملعب. وعاينت "المغربية" عدد أنصار فريق ريال مدريد، الذين حجوا بقوة إلى مدينة مراكش، مع بداية الأسبوع الجاري، وظل يزداد يوما بعد يوم، مظهرين سلوكا جميلا في التفاعل مع سكان المدينة، إذ استغلوا فرصة وجودهم بها للاقتراب أكثر من ثقافة الناس، وانتشروا في أسواقها العتيقة، وجالسوا سكانها في المقاهي، وتناولوا إلى جانبهم وجباتهم ببعض المطاعم الشعبية، دون الإحساس بأي حاجز ثقافي أو حضاري أو لغوي. من جهة أخرى، ملأ مشجعو الفرق المشاركة في تظاهرة كأس العالم للأندية بتحركاتهم فضاءات مراكش، وفي مقدمتهم مشجعو الفريق الإسباني ريال مدريد، الذين لفتوا الانتباه بتجوالهم الجماعي مرتدين أقمصة فريقهم، وتحركهم الحماسي، ونزوعهم الاحتفالي، الذي أضفى على المدينة الحمراء نكهة عالمية خاصة، توفر أسباب التلاقي بين أجناس وثقافات متنوعة. وتعيش مدينة مراكش، مند بداية دجنبر الجاري، على إيقاع الاحتفالات المتوالية، فبعد احتفالية السينما، التي دامت تسعة أيام في الدورة الرابعة عشرة من المهرجان الدولي للفيلم بكبار نجومه العالميين، تعيش هذه الأيام احتفالا آخر بنكهة عالمية، تتمثل في احتضان مباريات النسخة الحادية عشرة من بطولة كأس العالم للأندية، ليسلم مشعل الاحتفال بعد ذلك مباشرة لأجواء الفرح المصاحبة للاحتفاء بنهاية السنة الميلادية.