يكتسي هذا الموضوع أهمية أساسية كون المغرب سيحتضن المؤتمر 22 لأطراف معاهدة الأممالمتحدة حول التغيرات المناخية سنة 2016، بمراكش، بعد انعقاد المؤتمر 21 في باريس، شهر دجنبر المقبل. ويحمل الاحتفال بهذا اليوم، هذه السنة، شعار التغيير المناخي، وهو مبادرة تهدف إلى تأهيل وتقييم مساهمة وانخراط المتطوعين ومراكز استقبالهم من أجل التنمية المستدامة. وتضمن حفل الافتتاح، الذي انعقد صباح يوم السبت 3 أكتوبر بالمعهد الفرنسي، كلمات المسؤولين الفرنسيين والمغاربة المشاركين في المبادرة، الذين نوهوا بأهمية الموضوع المحتفى به في المغرب، مؤكدين، كل من جهته، دور التطوع في خدمة القضايا الأساسية في المجتمعات. وكان ألبان كوربيي لاباس، مدير المعهد الفرنسي، في استقبال 90 متطوعا وعدد من الشخصيات المهتمة، قبل أن يتحدث أرنولد صوري، القنصل العام بالدارالبيضاء، عن دور المتطوعين الريادي كممثلين لفرنسا في الخارج، في التأسيس لمبدأ التضامن والتعاون على أساس تطوعي لا يتوخى الربح. في الوقت الذي ذكرت وفاء بوشواتا، رئيسة قسم الاعلام والتوعية بوزارة البيئة، بدور المغرب، منذ عقود، في وضع تدابير لاحترام وحماية البيئة وما زال مستمرا في هذا الالتزام، فيما أكد تييري ديبري، المسؤول الجهوي عن "فرنسا التطوع"، أهمية هذا العمل من أجل عولمة التضامن. من جهتها، أشارت سارة الشرايبي، عضو مجلس إدارة مؤسسة ليديك، إلى ضرورة تكريس العمل المشترك بين السلطات المحلية والمجتمع المدني لمواجهة الاحتباس الحراري، وكذا مشاكل المناخ الناجمة عن سلوكات الأفراد في حياتهم اليومية في إطار تعاملهم مع محيطهم البيئي. بعدها توجه المشاركون إلى مختلف أنحاء الدارالبيضاء لممارسة الأنشطة المبرمجة بالمناسبة. وهكذا عمد المتطوعون مع عدد من أطفال وشباب الحي المحمدي، بمشاركة جمعية "مبادرة حضرية" إلى إنجاز جدارية تحمل موضوع وشعار التغييرات المناخية. وعقدت عدة ورشات للتحسيس وإعادة التدوير، بالمركب الثقافي سيدي مومن، وكذا جرت زيارة معرض الماء، الذي نظمته جمعية أساتذة علوم الحياة والأرض ومؤسسة ليديك. وفي إطار عملية "ديما كلين" التي تشرف عليها جمعية بحري، توجه "المتطوعون" وشركائهم إلى منطقة سيدي البرنوصي لمباشرة عملية تنظيف شاطئ النحلة. كما نظمت زيارة إلى معرض "أوسيان" المنظم من قبل مؤسسة ليديك. شارك في مختلف هذه الأنشطة الأطفال والشباب من مختلف أحياء المدينة وقدر عددهم ب 120 بيضاويا إلى جانب "المتطوعين" والشركاء والمتطوعين الفرنسيين. وكان هذا "اليوم" مناسبة لصياغة "إعلان التطوع" الذي سيوجهه "المتطوعون" إلى مؤتمر الأطراف في معاهدة التغيرات المناخية المقرر انعقاده في مراكش سنة 2016، وهو الإعلان الذي يصرحون فيه بعلمهم بأن المغرب سيعرف ندرة الماء في أفق 2020، وبارتفاع حرارة الأرض ب 3 درجات في أفق 2017، وباحتلال المغرب الصف الثاني في العالم باستعمال كل فرد 900 كيس بلاستيكي في السنة، فضلا عن استهلاك الكهرباء بزيادة 7 إلى 8 في المائة، واستيراد المغرب لحوالي 95 في المائة من الطاقة، واختفاء 30 ألف هكتار من الغابات كل سنة... وغيرها من المشاكل المؤثرة على المناخ والبيئة... لكل هذا يدعو المتطوعون "إلى تكثيف حظر استعمال الأكياس البلاستيكية، ومواصلة برنامج التحسيس بأهمية ترشيد استهلاك الماء، الذي أطلقته وزارتي السياحة والبيئة، ومواصلة سياسة 'الطاقات النظيفة" حتى تحقيق هدف بلوغ اقتصاد طاقي من 12 في المائة إلى غاية 2020، وأن توضع قضية البيئة في أولوية البرامج المدرسية في إطار استراتيجية وطنية، وتكوين المنتخبين وتحسيسهم بموضوع البيئة كجزء لا يتجزأ عن مخططات التنمية المحلية، ثم أن تصبح الزراعة البيولوجية أكثر تنافسية على الصعيد الوطني ومعترف بجودتها. في المقابل، يلتزم المتطوعون في "إعلانهم" ب "العمل على تقليص الأكياس البلاستيكية، وتحسيس محيطهم يوميا بأهمية الأمر، واقتناء المواد الغذائية الطازجة المنتجة محليا، والعمل على الشراء بالتقسيط لتفادي التلفيف، وعزل المواد القابلة لإعادة التدوير ووضعها في أماكن مخصصة لذلك، وترشيد استعمال الماء والكهرباء داخل البيوت، والمشاركة في الأنشطة البيئية، التي تنظمها الجمعيات المختصة، واستعمال وسائل النقل العمومية عوض الخاصة سواء للعمل أو للأغراض الشخصية، ثم الالتزام بالمسؤولية المواطنة تجاه البيئة داخل محيطنا المهني والخاص".