زف المجلس البلدي بابن سليمان للسكان، أثناء عقده دورة يوليوز الأخيرة، خبر عجزه المؤقت عن تدبير النظافة والتلوث الذي طال المدينة، في أوج فصل الصيف وكثرة الضيوف من سياح ومهاجرين، بعد أن تم إلغاء صفقة اقتناء حوالي 360 حاوية، تأكد أنها لا تستوفي الشروط اللازمة. وقال خليل الدهي، رئيس البلدية، إن الشركة لم تلتزم ببعض بنود دفتر التحملات، وتنتظر انطلاق أشغال الشركة التي فازت بالتدبير المفوض لتنظيف المدينة، وستعرف مؤقتا عجزا في العتاد بعد تدهور الأسطول المتواضع للنظافة، وعدم مبادرة البلدية لإصلاحه لكونها كانت تتوقع انطلاق عمل الشركة الفائزة بالصفقة مبكرا. وأقر الرئيس ومعه كل الأعضاء الحاضرين بالأزمة، التي أكدوا على ضرورة الإسراع بحلها. خصوصا أن تقرير مكتب الأبحاث الذي عهد إليه بتوفير مخطط التنمية للمدينة، أكد أن النظافة من أولى الأولويات بالمدينة. كما أقروا بوجود الحيوانات الأليفة والضالة التي تغزو المدينة ليلا ونهارا، تشارك المواطنين تجولاتهم اليومية، وتلتهم أغراسهم، وتبحث في حاويات الأزبال باحثة عما تقتات به. رئيس المجلس أكد أن 300 رأس من الماعز جالت شوارع وأزقة المدينة ليلة الثلاثاء المنصرم، وأن المدينة بها 6000 رأس من الدواب والمواشي تقتات من حاويات وأغراس المدينة. وأنه يصعب التعامل مع أصحابها بمنطق الزجر والعقاب، رغم أن المجلس السابق وبشهادة أحد المستشارين سبق وصادق على قرار إجلاء الحيوانات من المدينة. لكن القرار لم يفعل، والمنتخبون يرون أنه لا يمكن تطبيقه قبل أن تطبق البلدية نفسها ما عليها من مسؤوليات اتجاه المواطنين. فالبلدية لا تتوفر إلا على شاحنات وجرار دائمي العطب، كما أن آليات الجر والرفع معطلة ومركونة بمرآب البلدية عرضة للتلف والصدأ. كما أن محجز البلدية لا يوفر كلأ الحيوانات التي نادرا ما يتم حجزها، وهو ما يجعل بعض الحيوانات المحجوزة تتعرض للجوع والموت البطيء، كما سبق وحدث لمجموعة من رؤوس المواشي احتجزت لأزيد من أربعة أيام بدون علف. مدينة ابن سليمان المرشحة لتكون مدينة بيئية بحكم طبيعتها ومناخها، تعيش منذ سنوات أزمة تلوث بسبب كثرة النقط السوداء، فعلى طول الشريط الفاصل بينها وبين الغابة تتجمع أكوام من الأزبال وبقايا مواد البناء، والحيوانات النافقة، وفي قلب المدينة، حدائق خلف المقاطعة الأولى تحولت إلى محطات لوقوف الشاحنات والجرارات والدواب، وفضاءات للحدادة والميكانيك، أسواق عشوائية بكل من الحي المحمدي والحي الحسني، أحدثت ضدا على رغبة ساكني تلك الأحياء، ولو أنها تلبي حاجيات بعض المواطنين. وخلف جدار كولف المنزه يسود الظلام الدامس والأزبال وكثرة المنحرفين. وتبقى أرض السوق الأسبوعي الأربعاء الذي تم نقله إلى منطقة الزيايدة، أكبر مساحة ملوثة (حوالي 6 هكتارات)، حيث يحتل جزء منها أصحاب محلات البيع بالجملة الذين أحدثوا خياما عشوائية، وبالجزء المقابل أكواخ ومحلات صفيحية وطينية لإيواء الدواب والمواشي، فيما تغطي الأزبال والحيوانات النافقة باقي المساحة. ولعل ما أثير خلال الدورة الأخيرة من غرائب الأمور، أنه في الوقت الذي كان الرأي العام المحلي يتلقى الوعود من المنتخبين والسلطات الإقليمية بجعل منطقة السوق والضواحي مركزا حضريا للمدينة. كانت شركة العمران قد وقعت بمدينة إيفران وتحت إشراف الملك محمد السادس على إنجاز مشروع سكن اجتماعي بها، وهو ما جعل رئيس البلدية وعامل الإقليم يدخلون في جلسات ماراطونية واتصالات على أعلى مستوى من أجل إلغاء المشروع. والأغرب من هذا أنه تم بالفعل حسب ما صرح به رئيس البلدية تعديل المشروع، على أساس أن تحدث العمران على جزء من الأرض مساكن اجتماعية، وأن تمنح الجزء الباقي لشركات خاصة من أجل إحداث مشاريع راقية بتنسيق مع البلدية والعمالة.