اضطرت مصالح الوقاية المدنية في سلا، الخميس الأخير، لطلب الدعم من الوحدة الوطنية والوقاية المدنية في الرباط، من أجل إخماد الحريق المهول الذي أتى في حدود الساعة العاشرة والنصف ليلا، على 40 محلا تجاريا في سوق «الصالحين» الصفيحي. وقد حولت قوة النيران السوق المخصص لبيع الأثاث المنزلي -الجديد والمستعمل -إلى كتلة من اللهب في ظرف ساعة، بعد أن شبت ألسنة اللهب في 40 محلا تمتد على مساحة تقدر ب4000 متر مربع، وتضم عدة مواد سريعة الاشتعال، منها الخشب والإسفنج. وفور إشعار مصالح الأمن بالحادث، أعلنت حالة من الاستنفار، حيث هرعت إلى عين المكان تعزيزات أمنية كبيرة من عناصر القوات المساعدة والتدخل السريع والأمن الوطني، من أجل منع أي شخص من الاقتراب من محيط الحريق، خاصة بعد أن اهتز المكان عدة مرات نتيجة قنينات الغاز التي تطايرت في السماء، بسبب الحريق، وكذا لتفادي حدوث أي انفلات أمني، بعد أن احتشد آلالاف من سكان الأحياء الشعبية المجاورة لمتابعة ألسنة اللهب وهي تقضى على جزء بأكمله من السوق المعروف ب«سوق الكلب»، والذي يضم حوالي 900 محل قصديري. وحسب مسؤول في الوقاية المدنية، فإن انعدام فوهات المياه أو عدم توفر الماء فيها خلق صعوبة في السيطرة على الحريق، حيث تمت الاستعانة ب9 حاويات من الحجم الكبير، سعة كل واحدة 11 طنا، إضافة إلى مشاركة 70 عنصرا من الوقاية المدنية. وأكد مسؤول أمني ل«المساء» أنه من السابق لأوانه الجزم بالأسباب التي أدت إلى نشوب الحريق، وأن التحقيق الذي ستباشره الشرطة من شأنه أن يكشف الملابسات المرتبطة باندلاع الحريق الذي تسبب للتجار في خسائر مالية مهمة، في الوقت الذي شدد بعض المتضررين على أن ما حدث في السوق «أمر مشبوه»، خاصة بعد تناسل عدد من الإشاعات المرتبطة بما يقع في سوق «الصالحين»، والتلاعبات التي عرفتها عملية ترحيل عدد من الباعة إلى قيسارية عشوائية تضم أزيد من 700 محل عشوائي، بعد أن تمت إضافة 300 محل، ما مكن بعض الأشخاص من الاستفادة من أكثر من خمسة محلات تجارية، وأشار بعض التجار الذين يملكون محلات في السوق إلى أن سلسلة الحرائق التي عرفها السوق في وقت سابق غالبا ما تنتهي بإلقاء التهمة على شمعة أو عقب سيجارة. كما أن هذا الحريق يأتي في الوقت الذي يعرف الوعاء العقاري الذي يقع فوقه سوق «الصالحين» عددا من المشاريع، منها إنشاء مركز لصيانة التراموي وكذا بناء مشروع واجهة تجارية كبرى.