العربدة لا تقتصر فقط على رعاة البقر في أفلام «الويسترن»، بل أيضا توجد أنواع أخرى من العربدة، مثل تلك التي تمارسها الشاحنات العملاقة التي تنقل أحجارا ضخمة من مقالع منطقة أنجرة، القريبة من ميناء طنجة المتوسط. في هذه الصورة، لا تكتفي هذه الشاحنات بقطع هذه الطريق الضيقة والتجاوز في أماكن غير مسموح فيها بذلك، بل تشكل خطرا حقيقيا وقاتلا على مستعملي الطريق، مثل الشاحنة التي تحمل حجارة عملاقة ومستديرة، في ظروف أقل ما يقال عنها إنها «متوحشة»، بحيث يمكن لهذه الحجارة الضخمة أن تسقط من الشاحنة في أي لحظة، خصوصا أن الشاحنات تصعد مرتفعات صعبة، وتضع كل السيارات التي توجد خلفها في مأزق حقيقي. شاحنات المقالع، التي تتحرك مثل قنابل حقيقية وتهدد سلامة الناس، تمر باستمرار أمام حواجز الدرك، مثل الحاجز الموجود عند مدخل ثلاثاء تاغرامت وطريق الفنيدق، من دون أن تتعرض هذه الشاحنات لأي مساءلة قانونية حول خرقها لإجراءات السلامة. ويبدو أن مدونة السير الجديدة، لا علاقة لها إطلاقا بهذه الشاحنات الخطيرة، التي تتصرف وكأنها توجد في كوكب آخر تنعدم فيه القوانين وشروط السلامة. هذه العربدة أدت حتى الآن إلى إزهاق عشرات الأرواح، آخرها حادث مقتل اثنين من ركاب سيارة لنقل الأشخاص في منطقة «تاغرامت»، وهو الحادث الذي يتخوف السكان من تحريف مسار التحقيق حوله، حيث تجري تحركات لتغيير مسار التحقيق وإلقاء تبعاته على كاهل سائق السيارة وتبرئة ذمة سائق الشاحنة. ويسود تذمر واسع بين سكان المنطقة، خصوصا في ظل تصرفات غير مسؤولة لشركات شاحنات المقالع، التي تغض الطرف عن سائقيها الذين يعمدون إلى تصرفات غير أخلاقية، وهو ما أصبح يثير سخطا كبيرا بين سكان المنطقة، سخط يمكن أن يتحول في أي وقت إلى ما لا تحمد عقباه.