لم تنتبه الشرطة العلمية التابعة لأمن المحمدية إلى رصاصة كانت قد اخترقت باب العميد السابق للشرطة بميناء المحمدية، الذي أطلق قبل أسبوع النار على ساكنة العمارة نون بحي السلامة، واستقرت الرصاصة أسفل باب الشقة المجاورة له. وعاينت «المساء» السبت المنصرم، وأثناء زيارة ميدانية للوقوف على جديد ملف العميد الذي مازال معتقلا بسجن عكاشة ويخضع للتحقيق، الرصاصة الرابعة التي انتبه إليها صاحب الشقة رقم سبعة. وكان تقرير الشرطة ضم ثلاث طلقات نارية فقط، رصاصتان منها أصابتا باب الجاني، والثالثة أصابت بطن الضحية. ولاحظت «المساء» أن الهدوء عاد ليغمر أجواء العمارة والجوار، بعد اعتقال عميد الشرطة، الذي ظل لسنوات يضطهد الأطفال والنساء والرجال، وبعد السبت الأسود الذي عاشته ساكنة العمارة إثر عمليات إطلاق النار التي استهدفت مجموعة منهم، وأصابت أحدهم برصاصة من بندقية (كرابين) على مستوى الجهة اليمنى من بطنه كلفته عملية جراحية دامت زهاء أربع ساعات. «المساء»، التي نشرت قبل أسبوع تفاصيل عملية إطلاق النار، زارت الضحية العلوي صدقي توفيق، أحد الموظفين بالمكتب الشريف للفوسفاط والمزداد سنة 1958، الذي غادر المستشفى الأربعاء المنصرم، بمنزله، حيث يرقد محاطا بزوجته وابنته مريم (8 سنوات) وابنه يونس (13 سنة). وأكد العلوي أن حالته مازالت غير مستقرة، وأن الطبيب منحه شهادة طبية مدة العجز بها 75 يوما قابلة للتمديد. وأضاف أن الجاني يوجد رهن الاعتقال بسجن عكاشة، وأنه تمت إحالته على قاضي التحقيق، وأشار إلى أنه كلف محاميا برفع دعوى انفرادية ضد العميد، فيما أكد سكان العمارة (8 أسر) أنهم وكلوا محاميا لمتابعة الجاني الذي ظل يضطهدهم لسنوات. ويتخوف العلوي، ومعه ساكنة العمارة، أن يفلت الجاني من العقاب عن جرائمه، بحجة أنه مريض نفسيا، وأكدوا أنهم يعارضون فكرة أنه مضطرب نفسيا، وأنهم هم جيرانه الذين لازموه لعدة سنوات وعاشوا الرعب والهوان، يتابعون حركاته وسكناته التي لا تنم، حسب رأيهم، سوى عن حبه للسلطة والتسلط وإدمانه على «تبوليسيت شحال هاذي». وتعود واقعة إطلاق النار إلى السبت ما قبل الماضي، حين صعد سكان العمارة في حدود العاشرة ليلا من أجل الاطمئنان على العميد الذي اعتاد خلق الفوضى والضجيج داخل العمارة، وعندما حاولوا تهدئته، ومناداته من الخارج لكي يفتح الباب وبدؤوا في طرق بابه، أطلق النار من خلف الباب، قبل أن يفتحه ويوجه طلقة نارية أخرى أصابت أحد الساكنة في بطنه.