ساعات قليلة من الأمطار العاصفية التي ضربت الجهة الشرقية، السبت 17 ماي الجاري، كانت كافية لإغراق بلدة بني ادرار وتحويل وسطها إلى بركة مائية ومسالكها إلى وديان جارفة للأتربة والأوحال واقتلعت معها قشرة الزفت الموضوعة على سطح الطرقات أثناء ما يسمى أشغال عملية التعبيد التي تمت مباشرتها لتزيين وتجميل صورتها. واقع صدم السكان وعرّى عورة مجلسها البلدي الذي لم يستطع انتشال هذه البلدة التي كانت تسمى قبل سنوات ب"كويت سيتي" أيام ازدهار أنشطة التهريب والتي كانت تلقب ب"عاصمة التهريب" بامتياز نظرا لموقعها الاستراتيجي المطل على الشريط الحدودي، قبل أن تتحول، اليوم، إلى "شبح" بعد توقف هذه الأنشطة. سبق أن عبرت مجموعة من جمعيات المجتمع المدني ببني ادرار الواقعة تحت النفوذ الترابي لعمالة وجدة أنجاد المتاخمة للشريط الحدودي عن غضبها مما آلت إليه الأوضاع ببلدتهم، وعن استيائها من عجز القائمين على الشأن المحلي عن تحسين ظروف العيش بها وتوفير شروط النمو والتطور والأمن للبلدة وساكنتها. وسجلت الجمعيات أن بني درار، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 23 ألف نسمة على الصعيدين القروي والحضري والتي تخضع أمنيا للدرك الملكي بحيث لا يتعدى عدد عناصر مركز الدرك الملكي أربعة أفراد يقومون بكل شيء الأمر الذي يستحيل معه تلبية حاجيات الساكنة الأمنية، مما أدى إلى تدهور الأوضاع، حيث كثرت الدعارة والجرائم الليلية واستفحلت ظاهرة الاتجار في الخمور والمخدرات من الأقراص الطبية "القرقوبي". الجمعيات طالبت بالالتفات إلى البلدة والاهتمام ببنيتها التحتية وتوفير جميع المرافق الضرورية للعيش الكريم والتي يضمنها الدستور من وسائل النقل وأسواق نموذجية ومرافق عمومية وأمن. سبق للمجتمع المدني أن وجه رسائل إلى باشا المدينة ورئيس الجماعة ببني ادرار ورئيس الجماعة الحضرية لمدينة وجدة يلتمس فيها توفير حافلة نقل حضري تربط البلدة بمدينة وجدة لتسهيل تنقلات المواطنين والتلاميذ والطلبة الذي يضطرون إلى تضييع الوقت في انتظار وسيلة نقل تقلهم إلى المؤسسات التعليمية وجامعة محمد الأول بوجدة دون الحديث عن تكاليف التنقلات. وسبق لبائعي السمك بالبلدة أن وجهوا رسالة إلى باشا المدينة يلتمسون فيها إحداث سوق صغير مغطى لبيع السمك تتوفر فيه الشروط الصحية وظروف الحفظ والتبريد حفاظا على جودة هذا المنتوج الحيوي ونقاوة البيئة، مع الإشارة إلى ما يعانيه البائع والمواطن مع حلول فصل الصيف وحرارته المفرطة التي تسرع إتلاف هذا المنتوج وتساهم في تكاثر الحشرات وانتشار الروائح الكريهة.