كريم شوكري في الوقت الذي نتأمل فيه مليا مسارات الحركة الكروية بالمغرب المرتهنة حاليا لوصاية جامعة فوزي القجع، تداهمنا بغير قليل من الإستفزاز بعض الأسئلة العصية عن كل تكييف منطقي، أسئلة يندلع فتيلها لمجرد استحضار الوعود الفلكية التي إطلاقها في وقت سابق. و الأكيد بأن استنفار ملكات النقد و المساءلة تجاه هذه التجربة التي أتت على أنقاض الإرث الأسود لمكتب علي الفاسي الفهري ستزج بنا حتما بين العباب المتلاطم لمفارقات كانت و لازالت كلفتها باهضة بلغت الذروة مع انزواء مؤشر التصنيف العالمي للكرة المغربية ضمن أرذل المراكز التي تستوطنها كيانات القعر الكروي القاري و الدولي. و لاشك أيضا بأن قرائن البداية المرتجفة ، بدءا باستكمال أوراش الإلتحاق الفعلي بالمرفأ الإحترافي في أبعاده التنظيمية، التشريعية و المؤسساتية، مرورا بالرهانات التنافسية المقبلة نظير كأس إفريقيا للأمم ثم مونديال الأندية المحكوم بتحدي تقويم بعض انزلاقات الدورة الماضية و بالتالي الارتقاء فوق سقفها التنظيمي، قس على ذلك منافسات المنتخب المحلي و الأولمبي ناهيك عن الأندية الحائزة على صك التمثيلية القارية. إنها بكل تأكيد تحديات كبيرة ،إذ من شأن الإعراض عن بلورتها في شكل أسئلة، الإسهام في تعطيل محركات تأهيل الكرة الوطنية و بالتالي فتفكيك مفرداتها عبر مساءلة الماسكين بمقود التسيير الجامعي لن يكون سوى رافعة للتجربة بدل الاستكانة لخطاب الالتفاف على الحقيقة و التحايل على الواقع. هكذا نتساءل في مستهل القول عن خلفيات ركوب الجامعة ربقة التعنت بشأن صياغة جدولة زمنية دقيقة و مفصلة لمواعيد مباريات البطولة و الكأس علما بأن كل ردائف الإحتراف الكروي عبر العالم تعلي من شأن التدبير العقلاني و المنظم لزمن التنافس الكروي كمعيار لا محيد عنه لقياس نبضات التدرج في سلم التأهيل و الإحتراف. و نتساءل أيضا عن الجدوى من انتداب لجنة المصادقة على الملاعب الرياضية التي تقوم برحلات مكوكية لزيارة ملاعب المملكة إذا كانت تقاريرها المثخنة بالثقوب السوداء لا تعدو أن تصبح مجرد أسطوانات مشروخة لا يعتد بها في أحايين كثيرة من لدن برج قيادة الجامعة. كما نتساءل عن السر وراء عدم إيلاء الجامعة شأنها شأن التجارب السابقة لمنطق الإستشراف العقلاني و الرصد الاستيباقي للتبعات المفترضة لبعض قراراتها المتسرعة، مثل القرار المتعلق بتعطيل المزاولة بالملاعب المزودة بالعشب الإصطناعي قبل أن تتراجع عن تفعيله هذا الموسم بعد أن ظهرت استحالة فرضه على بعض الأندية التي يتعذر عليها العثور عن ملاعب بديلة لاستقبال الخصوم. ثم نتساءل لماذا تتعامل الدوائر الجامعية بمنطق الفتور و عدم الإكثرات إزاء ورش تفعيل الميثاق الإعلامي على صعيد أندية الدوري «الإحترافي» علما بأن هذه الأخيرة تجهل إن كان هناك ميثاق من الأصل، و ذلك مرده طبعا إلى تقاعس الجهة الوصية في إقرار استراتيجية تواصلية مع الأندية الهدف منها تحويل أدبيات الميثاق المذكور إلى نصوص مستساغة و ملزمة. و نتساءل عن سبب إصرار المكتب المديري للجامعة على تكريس مفهوم «المؤسسة البكماء» في ما يتعلق بالتواصل مع الأندية، إذ كان من الممكن استعارة آلية المذكرات التوضيحية كإجراء تواصلي مع محيط كروي طافح من حيث المستجدات التي أتى بها النظام الأساسي الجديد للجامعة المستوحى من لوائح الإتحاد الدولي، خصوصا في ما يتصل بالنزاعات المستحكمة بالفرق التي لازال بعض أطرافها يحتكمون إلى منظومة القضاء العادي و الإداري بدل إحالة الخلافات على الجامعة الوصية أو الفيفا في أقصى الحالات. و نتساءل في الختام كيف يمكن أن نقص شريط تجربة العصبة الاحترافية في غمرة كل هذه المفارقات التي تمعن في تعطيل استنبات بذور البنيات الإستقبالية الكفيلة بتخليص التجربة الحالية من وخز الكليشيهات الموروثة و الجاهزة. حاصل القول نتساءل عن جدوى التساؤل في زمن صمت فيه الآذان و كثر فيه الهذيان و امتزجت فيه الكفاءة بالرداءة، ولا نملك سوى الختم بالإستفهام التالي: «كيف يمكن للكرة الوطنية امتطاء صهوة السفر في رحلة الألف ميل إذا كانت الخطوة الأولى متعثرة؟؟..إنه مجرد سؤال.