ستدخل الدارالبيضاء، خلال هذه السنة، في أول حلقة في مسلسل تنفيذ مخطط تنمية الجهة، الذي يمتد على خمس سنوات، ووضعت أربع رافعات أساسية لتنفيذ سليم لهذا المخطط الذي يهدف إلى إصلاح الأعطاب الكثيرة التي تعرفها المدينة والجهة عموما. وتستند هذه الرافعات على الحكامة الجيدة والإطار القانوني الملائم، على اعتبار أن أسس حكامة جيدة مبنية على توضيح أدوار جميع الفاعلين، أما الرافعة الثانية فهي المتعلقة بابتكار سبل جديدة للتمويل والشراكة، من خلال البحث في تركيبات مالية مبتكرة لإنجاز المشاريع المهيكلة، وتم وضع رافعة التواصل كرافعة ثالثة بهدف تحديد هوية مميزة وبرنامج إحداث هوية للدارالبيضاء والتعريف بمميزاتها وقوائم جاذبياتها والمشاريع المهيكلة والمركز المالي، ويعتبر التدبير المتطور والحديث رافعة رابعة لجعل المواطن والمقاولة محور خدمات الوحدات الإدارية. هذه الرافعات الأربع هي المعول عليها، حسب السلطات العمومية لتنفيذ مخطط تنمية الدارالبيضاء الكبرى 2015 و2020 والذي يقوم على أهداف استراتيجية للتنمية، من بينها تمكين ساكنة الدارالبيضاء من التنقل في مدة زمنية معقولة في ظروف جيدة وبكلفة في المتناول، وتوفير شروط العيش الكريم ومصالحة البيضاويين والبيضاويات مع مدينتهم ومحيطها، وترسيخ مكانة الدارالبيضاء كواجهة وطنية ودولية لسياحة الترفيه والأعمال وتقوية جاذبية وتنافسية الدارالبيضاء وجعلها قاطرة لربط الاقتصاد الوطني باقتصاد المعرفة، وهناك أربعة محاور أساسية تتعلق بتعزيز البنيات التحتية وجودة نمط العيش والتنشيط والترفيه والتمييز والازدهار الاقتصادي. وتعتبر سنة 2015 المدخل الأساسي لتنفيذ مخطط تنمية الدارالبيضاء الكبرى، على اعتبار أن هذه السنة هي البداية الحقيقية لتنفيذ هذا المخطط، كما أنها تعتبر سنة مفصلية، فرغم أنها السنة الأولى في مسلسل سيمتد لخمس سنوات، فإنها ستعرف مجموعة من الأحداث المرتبطة بالاستحقاقات الجماعية، وهذا الأمر هو الذي جعل مصدرا ل "المساء" يؤكد أنه من المفروض أن تنخرط الأحزاب السياسية في هذا المسلسل، باختيار نخب قادرة على الانخراط في هذا المسلسل، كما أن هذه الأحزاب مدعوة لتزكية وجوه قادرة على الرفع من مستوى النقاش. واعتبر عبد الغاني المرحاني، باحث في الحكامة، في تصريح سابق ل"المساء" أن المشاريع التي تنوي الدارالبيضاء إنجازها في غضون السنوات المقبلة، والميزانية المخصصة لهذا الغرض (أزيد من 33 مليار درهم)، تعد هدية مجانية مقدمة إلى الأحزاب السياسة التي ستخوض الاستحقاقات المقبلة، على اعتبار أنه من اللازم على هذه الأحزاب إدراج هذه المشاريع في برامجها الانتخابية في الفترة الانتدابية المقبلة. وأكد عبد الغاني المرحاني أن الميزانية المخصصة لتنفيذ مخطط تنمية جهة الدارالبيضاء تتعلق بعشر اتفاقيات تم توقيعها مؤخرا، والهدف منها هو السعي إلى إحداث مشاريع جديدة لكي تتخلص المدينة والجهة عموما من عباءة الماضي ومشاكله، فهل ستنجح الدارالبيضاء في تنفيذ مخططها الجديد، أم أنه سيكون مقدرا للمدينة العيش في ظلمات المشاكل التي أصبحت تخنق العاصمة الاقتصادية ومشاكلها.