رغم التحذيرات التي أطلقها والي الرباط، عبد الوافي لفتيت، بخصوص الوضع الخطير لهوامش العاصمة، لايزال البناء العشوائي يزحف على أحياء دوار الدوم ودوار الحاج والمعاضيد، بعد أن أضيفت طوابق إلى عمارات عشوائية لا تتجاوز مساحة بعضها 50 مترا. وحسب ما عاينته «المساء»، فإن عددا من المنازل العشوائية الموزعة على منطقة اليوسفية عرفت إضافات ظاهرة للعيان وسط تعامي غير مفهوم من طرف السلطة، بعد أن تم استغلال وجود هذه البنايات في أزقة ضيقة جدا، وفي أمكنة معزولة يصعب الوصول إليها. وحسب ما كشفت عنه مصادر من المنطقة، فإن بعض الإضافات التي لحقت بعدد من المنازل تشكل تهديدا قد يتسبب في كارثة نتيجة ضعف الأساسات، بحكم أن معظم البنايات التي تضمها المنطقة شيدت دون تصميم، وفوق منطقة ترابية هشة، وقالت المصادر ذاتها إن كارثة تحيط بالمكان في حال عدم التدخل بصرامة لوقف الإضافات العشوائية التي لايزال بعضها طريا. وأكدت المصادر ذاتها أن الإضافات التي كانت تتم بين الفينة والأخرى بمنطقة اليوسفية التي تضم أحياء هامشية تكشف الوجه البشع للعاصمة الرباط، أدت في النهاية لظهور عمارات بأشكال عجيبة مكونة من أزيد من 6 طوابق، يقطنها في بعض الأحيان أزيد من 60 شخصا. ويتزامن زحف البناء العشوائي مع تحذيرات سبق أن أطلقها والي الرباط، في اجتماع رسمي، من إمكانية حدوث كارثة إنسانية خطيرة بعدد من أحياء اليوسفية، منها دوار الدوم ودوار الحاجة والمعاضيد، وهي الأحياء التي وصفها ب«القنبلة الموقوتة». وكشف الوالي لفتيت أن أقصى ما يمكن اللجوء إليه هو حلول ترقيعية سيكون مفعولها محدودا جدا رغم أنها ستكون مكلفة من الناحية المادية. وأقر لفتيت بصعوبة التدخل لإيجاد حل لهذه التشوه العمراني الذي يهدد حياة آلاف السكان، وقال إن الحلول الجذرية لهذه الأحياء، خاصة دوار الحاجة مستحيلة، وأن تنقيل السكان يقع أيضا ضمن دائرة المستحيل، وإن الحي قد يشهد بالنظر لطبيعته الجيولوجية كارثة إنسانية قد تتسبب فيها تساقطات مطرية قوية، وإن ذلك لا يحتاج إلى زلزال أو هزة أرضية خفيفة.