نص الكلمة التي ألقاها د محمد رشيد السيدي المدير التربوي لمؤسسة الزيتون 2 خلال اليوم العالمي للمدرس، وهي كلمة معبرة جامعة، ارتأت المسائية العربية ان تتركها على اصلها دون إضافة او بتر، لما تتضمنه من رسائل تستحق القراءة والتأمل . بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف المخلوقين السيد الرئيس المؤسس السيد رئيس جمعية اباء واولياء التلاميذ السادة والسيدات المحتفى بهم السيدات والسادة الأساتذة السيدات والسادة أعضاء الطاقم الاداري السيدات والسادة المفتشون والمؤطرون التربويون السيدات والسادة الضيوف الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يطيب لي في مبتدإ هذا اللقاء المبارك وبهذه المناسبة التي أضحت منذ التسعينيات طقسا يتم فيه الاحتفال والاحتفاء سنويا بالأدوار الطلائعية لرجال ونساء التعليم أن أرحب أصالة عن نفسي ونيابة عن كافة أعضاء الهيئة التربوية والإدارية بهذه الوجوه الطيبة من عشاق الحرف والكلمة في رحاب هذه الثانوية العامرة ،وأن أتقدم بالشكر الجزيل إلى الإدارة التربوية راعية هذه الالتفاتة الرمزية والمعبرة في آن وإلى من ساهم من بعيد أو قريب في إنجاح كل ما من شأنه أن يبوئ هذه الشريحة الاجتماعية مكانتها الريادية والمعهودة في المجتمعات . نجتمع اليوم جميعا من أجل الاعتراف بالأيادي البيضاء والخدمات السديدة التي أسداها المعلمون والمدرسون باعتبارهم الوحيدون في هذا العالم الذين تحملوا إيصال العلوم والمعارف والخبرات إلى غيرهم من المتلقين واسمحوا لي ان أستعير من أحد الأساتذة تسميته لمهنة التعليم بمهنة "الحب" والتي تعتبر من أقدم المهن التي عرفتها البشرية. إن المعلم من أسمى وأنبل الأشخاص لأدواره العظيمة في تاريخ المجتمعات، ودوره لا يقل أبدا عن دور المهنيين الآخرين من أطباء ومهندسين وصيادلة، بل على العكس فلولاه لما كانت المعرفة لتصل إلى هؤلاء ليصبحوا على ما هم عليه. ناهيك عن تهذيب الطباع، وشحذ الهمم واكتشاف المواهب. إن المجتمع الدولي، يقف بهذه المناسبة من كل سنة وقفة إجلال وإكبار ليوجه لنساء ورجال التعليم في أنحاء المعمور رسالة محبة واعتراف بجليل الأعمال وجدية الالتزام في أداء الواجب المهني بما ينمي قيم المواطنة ويساهم في بناء المجتمعات الإنسانية ورقي الحضارات إنها لحظة تاريخية تكتسي دلالات رمزية متعددة الأبعاد، باعتبارها لحظة تربوية نستحضر فيها جميعا معاني النبل والتضحية وسمو الرسالة التربوية التي يضطلع بها رجال ونساء التعليم، الذين لا يدخرون جهدا في استجلاء أفكار الناشئين وإيقاظ مشاعرهم بالمحبة والاحترام وتنوير العقول وتنمية المدارك. إن احتفالنا بهذه المناسبة يتزامن ومجموعة من أوراش الإصلاح التربوي فبعد عشرية الميثاق الوطني للتربية والتكوين، والمخطط الاستعجالي ها نحن بصدد الرؤية الاستراتيجية والتي نشير من هذا المنبر أنها لن تكون ذات جدوى إذا هي لم تأخذ بعين الاعتبار أوضاع رجال ونساء التعليم ،هؤلاء الذين انخرطوا بكل تفان ومسؤولية إلى جانب غيرهم من الشركاء والفاعلين في جلساتها ومداولاتها . وإذ نهنئ ونكرم بعضنا البعض، ينبغي أن نفتح للحبور والتفاؤل المزيد من النوافذ لتشرق علينا شمس الأمل، وتتسلل أشعتها الى كل ذرة من كياننا ، ويحق لنا أن نبتهج وأن نشعر بالفخر والاعتزاز لممارسة هذه المهنة الشريفة ،وأن نستمر مخلصين لتطويرها وإشاعة آدابها المهنية الراقية . إننا مطالبون اليوم وأكثر من أي وقت مضى بتجسير العلاقات بين المدرسة ومحيطها الاجتماعي، وتدبير العمل التربوي وفق منظورات ومقاربات تشاركية، تدمج الجميع في مناخ إيجابي داخل المؤسسات التعليمية ضمانا لمدرسة مواطنة من أجل الوصول إلى مشروع حداثي يحقق التنمية ويرسخ ويكرس قيم الديمقراطية. من أجل هذا وذاك. تقف مؤسسة واحة الزيتون2 للتعليم المدرسي الخصوصي بمراكش لتخليد يوم المدرس احتفاء وإكبارا وإكراما لوجوه مشرقة أضاءت عتمة الجهل والتخلف، ومن الذين احترقوا لإشعال فتيلة العلم والعرفان وتطوير المجتمع. فقد سلكوا طريقا اقتداء بقوله صلى الله عليه وسلم. «من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريق الجنة" ووعيا من أطر مؤسسة واحة الزيتون2 وبشراكة مع جمعية الاباء بترسيخ ثقافة الاعتراف وإعلان الإيثار في هذه اللحظة الإنسانية والتربوية يشرفنا أن نحتفي بأزهار البستان التربوي ونستنشق من شذى عطرهم الذي يفوح بعبق المعرفة. ممن يعملون بمؤسستنا. فلهم منا الشكر الجزيل. كما التفتنا للاحتفاء ببعض أعلام التربية والتكوين بمراكش ممن تركوا بصمات يشهد لهم بها القاصي والداني لما عرفوا به من سمو أخلاقهم وجودة إنجازاتهم الصفية والإدارية. ومنهم الأستاذ الجليل والإداري المحنك السي عمر المعيزي. سليل الدوحة العلمية وابن الفقيه العلامة السي محمد المعيزي العدل ومدقق التوثيق. وشخصية المحتفى به مليئة الترحال في الحقول العلمية والتربوية؛ أستاذا ومؤطرا ومفتشا ممتازا وأحد أعمدة التأليف المدرسي في مادة الفيزياء كما احتضنته كلية العلوم بمراكش أستاذا مساعدا للدروس التطبيقية. وعين نائبا لوزارة التعليم بإحدى نيابات مراكش وبعدها مديرا لأكاديمية التعليم بمراكش تانسيفت الحوز. الى أن غادر كل هذه المهام مرتاح البال زاهدا وبعيدا عن كل الأضواء يبتغي وجه الله في صمت العلماء فجازاه الله خير الجزاء. وبقلب دامع نحتفي بنجم تربوي لامع، اختاره القدر مؤخرا إلى جوار ربه. إنه الاستاذ مولاي عبد الرحمان البوحياوي بن أحمد الدكالي أحد أئمة مراكش وهو من أعلام التربية والتكوين مدرسا ومفتشا ورئيس مصلحة تربوية ومكونا للعديد من المدرسين عرفته المنتديات الفكرية والتربوية والسياسية وقد أدى ضريبة أفكاره في زمن الرصاص. كما عرف بإبداعه الشعري والمسرحي والتشكيلي رحمه الله وجعل الجنة مقامه. ونحتفي كذلك بالأستاذ عبد الحق الفروكي الطنجي وجارا المراكشي دارا الذي أحيل على المعاش النسبي. وهومن مؤسسي جمعية الاباء بواحة الزيتون2 ومن فعاليات المجتمع المدني بالمحاميد بمراكش ومن أقطاب الرياضة البدنية شكر الله له صنيعه. هنيئا لنا جميعا بهذا الاحتفاء الذي يصادف تخليد يوم المدرس. انه احتفاء بالجدية في العمل والعطاء لنشاءتنا. "اعملوا ال داود شكرا وقليل من عبادي الشكور ." وعلى مقامكم السلام في البدء والختام.