يبدو إن إعلان المغرب عودته إلى حضيرة منظمة الاتحاد الإفريقي بعد غياب دام زهاء 32 سنة، أثار حفيظة النظام الجزائري، الذي يظهر ان مبادرة المغرب لم يكن يتوقعها. فوفق تصريحات صادرة عن وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية الجزائري، عبد القادر مساهل، التي دعا فيها إلى "ضرورة إعادة المغرب تقديم طلب عضوية للاتحاد"، فغنه يتجلى "تضايق" النظام الجزائري من عودة المغرب لشغل مقعده داخل الاتحاد الإفريقي. وطالب الوزير الجزائري المغرب بإعادة تقديم طلب العضوية في الاتحاد الإفريقي، وانتظار قبول الطلب بأغلبية الأعضاء، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة من الوزير الجزائري "ابتداع مسوّغات قانونية للتشكيك في هذه العودة". في هذ الصدد، نقلت صحيفة "العرب" اللندنية عن مراقبين لشؤون المغرب العربي تأكيدهم أن الموقف الجزائري "يعبر عن ضيق من تطور الرأي العام الأفريقي إزاء النزاع الصحراوي، كما يعكس عدم قدرة النظام الجزائري على التحلي ببراغماتية مرنة للتعامل مع المستجدات الإقليمية". واعترف دبلوماسيون جزائريون سابقون بأن موقف الجزائر الجديد يعبّر عن قلق حقيقي لدى النظام الحاكم من النجاح الفائق لتحركات المغرب لدى المحافل الإقليمية والدولية، في ملف الصحراء. ويرى مراقبون لشؤون إفريقيا في الموقف الجزائري "خطوة إعلامية" تستخدم للاستهلاك الداخلي ولا تحمل أيّ مضمون سياسي أو قانوني، في وقت تقدمت فيه علاقات المغرب بدول القارة الأفريقية بشكل لافت على الرغم من تعليق المغرب عضويته في الاتحاد. وكانت 28 دولة إفريقية عضوة في الاتحاد قد طالبت بتجميد عضوية بوليساريو .