قدم مصطفى الرميد وزير العدل والحريات عددا من الوصايا لأول فوج من الموثقين الجدد بعد دخول القانون 32.09 حيز التطبيق، قائلا "وكم يجدر بك أيها الموثق الناشئ، وقد بلغت اليوم هذه المحطة من حياتك، أن تقف مستفهما معتبرا، متفكرا متدبرا فيما ولى من ماضيك وما تستقبله من غدك، ها أنت تسلك أول خطواتك فيه، ولكنها الخطوات الأهم لأنها هي التي ستحدد وجهة هذا المسار، وتبين أين تُلقي عصا التسيار بعد أن ينتهي بك المطاف في طريق". وتابع الرميد في كلمة له خلال حضوره حفل تخرج الموثقين بمدينة طنجة أمس الخميس، "لا رفيق يصدقك فيها سوى ضميرك، ولا دليل يرشدك فيها سوى القانون، ولا منار تهتدي به لتسلك فيها سبيل النجاة سوى خشية الله يوم العرض عليه". وأبرز المسؤول الحكومي أن التوثيق كان على الدوام مهنة يشترط في صاحبها غزارة العلم، و سعة الاطلاع، والفقه بأحكام المعاملات، والدراية بأحوال الناس، وما يجري به العمل بينهم، ناهيك عما يجب في الموثق من فطنة وكياسة، وسلامة في التعبير وحسن في الصياغة، "وغير ذلك من الصفات والميزات التي تؤكد على أنك أيها الموثق لست كغيرك من الناس". لذلك وجب عليك أن تعلم يقول الرميد "أن الأصل في التوثيق هو الثقة، وأنه لن يتأتى لك النجاح إلا بكسب ثقة الناس، والناس لا يثقون إلا فيمن استقامت سيرته، وصفت سريرته، وعاش بينهم كالشامة متى حلت بموضع زانته وزادته رونقا وجمالا"، مضيفا إن مهنتك أيها الموثق، تفرض عليك أن يتسع صدرك لما تضيق به صدور الناس، وتضيق ذمتك بما تتسع له ذمم الناس. واسترسل الرميد الأمانة ثم الأمانة، "فإياك أن تهفو نفسك إلى ما ليس لك بحق، أو أن تعبث بما استودعه المتعاقدون عندك، وكن أحرص منهم على أموالهم وأرعى منهم لمصالحهم وأسرع منهم إلى جلب ما فيه المنفعة لهم ودرء ما فيه المفسدة عنهم، مضيفا "ولا يمنعنك أمر أشكل عليك من مشاورة ذوي الرأي وأصحاب النظر، فلو جاز لأحد أن يستقل برأيه لكان أولى بذلك رسول الله ( ص) ولكن الله عز وجل خاطبه فقال ( وشاورهم في الأمر …)". وحذر الرميد الموثقين من إفشاء السر، قائلا "فإنه مذهبة للأمانة، وسمة للخيانة، فمتى خلوت من الأولى واتسمت بالثانية فقدت ثقة الناس، ومن كان كذلك فأنى له أن يكون موثقا. وأضاف الرميد لقد خاطبتكم اليوم على سبيل التذكرة، ولا غنى لأحد منا عنها، فالمؤمن على استقامته يحتاج إلى من يذكره لأن الذكرى تنفع المؤمنين، وخاطبتكم بلسان صادق لإخوة أعزاء، و أبناء بررة، أرجو من الله أن يلهمكم السداد في القول والرشاد في العمل، وأن يوفقكم في مساركم المهني لتؤذوا مهمتكم بإخلاص وأمانة.