بعد اتخاذ المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج إجراءات عقابية في حق معتقلي “حراك الريف”، منها السجن الانفرادي، والمنع من الزيارات، والاتصالات لشهر ونصف الشهر، خرجت عائلات المعتقلين لتحكي فصول تعرض أبنائها للتعذيب في السجن، وتعلن خروجها للاحتجاج أمام مقر مندوبية السجون في الرباط. وبعد فيديو عائلة ناصر الزفزافي، أمس الثلاثاء، الذي ذرفت فيه أمه الدموع، وهي تتكلم عما يعيشه ابنها، خرجت أم نبيل أحمجيق، “دينامو الحراك”، الذي كان مع مجموعة الزفزافي، اليوم، لتوجه دعوة للمدافعين عن حقوق الإنسان لمشاركة العائلات في احتجاجاتها في الرباط، داعية كافة المغاربة من أجل دعم قضية المعتقلين بالقول: “أناشد جميع المغاربة، وما وقع لأولادنا قد يقع لأولادهم”. وتحدث ناصر الزفزافي في تسجيله الصوتي الأخير عن تعرضه للتعذيب، وقالت أم أحمجيق إن ابنها، ورفاقه تعرضوا، أيضا، للتعذيب في السجن، واعتبرت أنهم “كانوا معذبين عذابا نفسيا، والآن عذاب جسدي، ضربوهم، وعذبوهم”. واكتفت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بالإعلان عن إجراء تفريق معتقلي حراك الريف، الموجودين في فاس على سجون أخرى، بينما لم تشر إلى الوجهة الجديدة، التي وجهتهم إليها، وهو ما احتجت عليه العائلات، وتحدثت عنه أم أحمجيق بالقول “بغين نعرف ولدي فين هو وكيف داير وواش ميت أو حي”. يذكر أنه بعد إعلان المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج عن اتخاذها إجراءات تأديبية في حق معتقلي حراك الريف في سجن رأس الماء في فاس، تشمل وضعهم في "الكاشو"، وحرمانهم من الزيارات العائلية، والاتصالات، وتفريقهم على سجون مختلفة، خرجت عائلاتهم للتعبير عن صدمتها من هذا القرار. وقال أحمد الزفزافي، والد ناصر الزفزافي، في حديثه ل"اليوم 24″، إن قرار المندوبية شكل صدمة للعائلات، مطالبا بكشف المكان، حيث نقل المعتقلون، وقال: "ماعرفناش فين كاين أولادنا". وأكد الزفزافي، الأب، أن ابنه ناصر يتعرض للتعذيب، وقال: “إن ناصر إلى حدود الساعة لا يزال في التعذيب"، مضيفا أن بيانات المندوبية العامة لإدارة السجون لم تكشف مكان نقل المعتقلين "بيانات المندوبية لا تخبرنا فين كاين أولادنا". يذكر أنه بعد تسريب تسجيل صوتي للقيادي في حراك الريف، ناصر الزفزافي، قررت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، أمس الاثنين، معاقبة قائد الحراك، وعدد من المعتقلين معه بوضعهم في "الكاشو"، ومنعهم من الزيارات العائلية. وقالت المندوبية نفسها إنه على خلفية تسريب شريط الزفزافي لمواقع التواصل الاجتماعي، فتحت تحقيقا إداريا معمقا في الموضوع، خلصت نتائجه إلى وجود تقصير مهني جسيم من طرف مدير السجن المحلي رأس الماء في فاس، وعدد من موظفي هذه المؤسسة، والذين اتخذت في حقهم لذلك الإجراءات التأديبية المناسبة. واتهمت المندوبية معتقلي حراك الريف بالتمرد، والتنطع في وجه الموظفين، والاعتداء عليهم، ورفض تنفيذ الأوامر، معلنة قرار اتخاذ قرارات تأديبية في حق هؤلاء السجناء، إذ قامت بتوزيعهم على مؤسسات سجنية متفرقة، ووضعتهم في زنازين التأديب الانفرادية "الكاشو"، ومنعتهم من الزيارة العائلية، والتواصل عبر الهاتف لمدة 45 يوما. وكان تسجيل صوتي للزفزافي قد خلف زلزالا في سجن رأس الماء في فاس، فقررت المندوبية إعفاء مدير السجن، وإحالة ثلاثة موظفين على التأديب على خلفية تسريب الشريط. والشريط محط الجدل، كان قد عبر فيه الزفزافي عن موقفه من حرق العلم الوطني في مسيرة سابقة في باريس، ووصف حارقته ب"المجرمة"، وأدان هذا الفعل، مشددا على وطنية معتقلي الحراك، ومؤكدا أنهم خرجوا للاحتجاج من أجل الوطن.