في الوقت الذي يستمر الفيروس في حصد المزيد من رؤوس الماشية بالجارة الجزائر، فان السلطات المغربية وضعت عدة تدابير وقائية لمنع فيروس "الحمة القلاعية"، من الانتقال إلى التراب الوطني. إجراءات تروم في الدرجة الأولى الوقاية من الفيروس، في هذا السياق "أخبار اليوم" أن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية والحيوانية استنفر عناصره بمختلف المصالح ورفع درجة اليقظة في الأسواق الأسبوعية في هذا الإطار كشف الدكتور عمر الجلطي عن القسم البيطري بالمكتب أن الأخير اتخذ مجموعة من التدابير على مستويات عدة لمنع انتقال الفيروس إلى المغرب "تتبعنا المرض منذ اكتشافه مؤخرا في مجموعة من الدول الإقليمية كمصر والآن في الجزائر، ونحن نتابع بشكل يومي ومنتظم تطور الانتشار" يقول الجلطي ل"اليوم24" قبل أن يضيف "عقدنا اجتماعات مع البياطرة لحثهم على رفع درجة اليقظة وإبلاغ المصالح البيطرية المختصة بأي تغير يلحظونه على سلوك الماشية". رغم إجراءات التحسيس التي تقوم بها المصالح البيطرية المختصة وسط البياطرة والتقنيين التابعين لها لرصد القطيع في الأسواق الأسبوعية والضيعات الفلاحية، إلا أن الأمر الذي يؤرق السلطات على مستوى ولاية الجهة الشرقية هو إمكانية انتقال المرض إلى المغرب عبر التهريب ولمواجهة هذا الخطر وجه المكتب مراسلة إلى والي الجهة الشرقية يحثه على اتخاذ الإجراءات المناسبة لمنع تهريب الماشية على الحدود "لقد أبلغنا السلطات بوقف التهريب خشية انتقال الفيروس عبر تهريب الماشية وحتى بتهريب بعض المواد الحيوانية القادمة من الجارة الشرقية، وقمنا بحملات تحسيسية وسط الكسابة لمنع تهريب الماشية أو المواد المخصصة لها". وبالموازاة مع هذه الإجراءات شكلت لجان إقليمية للتلقيح، وهي مستعدة وفق المصدر نفسه لانجاز عملها في حالة بروز أي مؤشر على انتقال المرض إلى المغرب، لكن الاستنفار بلغ مداه باجتماع موسع جمع أمس المصالح الأمنية والعسكرية والجمارك والسلطات المحلية على مستوى الأقاليم التي تتوفر على مجال حدودي، لتكوين صورة متكاملة على المرض والاستعداد أكثر لمواجهته، هذا وتعتبر الجهة الشرقية خاصة منطقة النجود العليا من المناطق التي تعتمد أساسا على نشاط الكسب. تجدر الإشارة إلى أن المرض انتشر إلى حدود أول أمس في 16 ولاية جزائرية من أصل 32 وهو ما يعني أن نصف ولاية الجزائر اجتاحها الفيروس في ظرف قياسي، رغم أن السلطات المختصة هناك أعلنت أنها سيطرت على انتشار المرض.