قال وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة، نبيل بنعبد الله، إن سر نجاح الحكومة المغربية، على المستوى الإقليمي بعد "الربيع العربي"، هو أنها تضم إسلاميين ويساريين، إلى جانب أنها لم تدخل في صراع مع المؤسسة الملكية. وأوضح بنعبد الله بهذا الخصوص في حوار مع وكالة "الأناضول" أن "الحكومة استطاعت أن توفق بين الرغبة في الإصلاح وبين التعامل مع المؤسسات المغربية القائمة كما هي، ومع الواقع المغربي كما هو، وعلى رأس ذلك أن يكون هناك تفاهم بين عمل الحكومة والمؤسسة الملكية، أي أن هناك تفاهما بين العمل الحكومي ومكانة المؤسسة الملكية ودورها في البلاد والتوجهات الأساسية للمؤسسة الملكية" مضيفا "الحكومة المغربية لم تدخل في صراع مع المؤسسة الملكية، التي تعتبر مؤسسة أساسية، بل عملت على أساس أن تتكامل مع هذه المؤسسة. كما أن للعاهل المغربي دور أساسي في التوجهات الكبيرة للبلاد كما ينص على ذلك الدستور المغربي". أمين عام حزب التقدم والاشتراكية اعتبر أن الفرق بين ما جرى في مصر وتونس، وما جرى في المغرب هو أن "الحكومة المغربية غير مكونة فقط من التيار الإسلامي، بل هي متعددة الأطراف، ومن ضمن مكوناتها حزب يساري هو التقدم والاشتراكية". وأكد بنعبد الله أن حزب التقدم والاشتراكية "كان له دور في المساعدة على الاستقرار، وفي المساعدة على المحافظة على التوجهات الأساسية للبلد، والمساعدة على التوفيق بين المقومات لضمان الاستقرار والتوازن المؤسساتي من جهة، والقيام بالإصلاح من جهة أخرى". وعن إمكانية التحالف مجددا مع حزب العدالة والتنمية عقب الانتخابات التشريعية سنة 2016 قال بنعبد الله "سنواصل هذا التحالف إلى نهاية هذه التجربة الحكومية، وعندما سيطرح علينا التحالف خلال 2016، وبالنظر للأوضاع العامة للبلاد، والأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية وللمصلحة العليا للبلد، سنقرر في حزب التقدم والاشتراكية أين سنتوجه بشكل طبيعي ومع من سنتحالف". وردا على سؤال حول الأزمة بين الرباط وباريس والأزمة التي وقعت بين الرباط والقاهرة، قال بنعبد الله "المغرب هو بلد يسعى دائما إلى أن تكون له علاقات طيبة مع كل البلدان الصديقة، والمغرب له ملف أساسي وهو ملف الصحراء، وفي هذا الملف لنا حساسية كبيرة، ولا يمكن أن نفرط في شبر واحد من وحدتنا الترابية أو من سيادتنا الوطنية"، موضحا أنه "في بعض الأحيان عندما تكون المصلحة الوطنية مطروحة في الميزان، وإذا تم استهداف قضية الصحراء، نعبر عن رفض الأمر، ويتم التعبير عن المصلحة الوطنية حتى يتم احترام المغرب وسيادته وكرامته وحقوقه، وهذا الأمر ينطبق على كل الدول التي تربطنا بها علاقات تاريخية، سواء تعلق الأمر بملف فرنسا أو مصر أو دول أخرى. وهذا هو الخط الاستراتيجي للمغرب".