تصوير: منير عبد الرزاق على امتداد ساعتين من الزمن، وقف المغاربة صبيحة اليوم الجمعة لمعاينة إحدى الظواهر العلمية المثيرة للفضول، وهي ظاهرة "كسوف الشمس"، التي اعتقد المسلمون قديما أنها عكست "حزن" السماء التي غابت عنها الشمس بسبب وفاة ابن الرسول محمد عليه السلام. وبمدن مختلفة، ضمنها العاصمة الرباط، حج عشرات المواطنين إلى ساحة سومعة حسان التي نظمت بها جمعية الرباط لعلم الفلك تظاهرة لمشاهدة الكسوف الجزئي للشمس الذي انطلق منذ الساعة الثامنة صباحا واستمر حتى العاشرة. وفي هذا السياق، أكد محمد زين العابدين الحسيني، الأستاذ المحاضر في علم الفلك، أن كسوف الشمس ظاهرة علمية قديمة لها عدة تأثيرات على ظاهرتي المد والجزر في البحار، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة، أي الكسوف، وقعت في زمن النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وبالتحديد يوم وفاة ابنه، حيث ظن الناس أن الكسوف حدث بسبب هذه الوفاة". ومضى المتحدث ذاته في توضيح بعض السياقات الزمنية والدينية لظاهرة الكسوف، مشيرا إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام، جمع الناس في المسجد وأخبرهم بأن "الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يتأثران بموت أو ازدياد أحدكم"، واضعا بذلك حدا للإشاعات والتأويلات التي سرعت حينها عن ظاهرة كسوف الشمس. الجمعية الفلكية وفرت للمواطنين الذين حجوا الى ساحة حسان مجموعة من النظارات الخاصة والكفيلة بحماية العين من الأشعة الضارة بنسبة مائة في المائة، إلى جانب "تلسكوب" يظهر الكسوف بشكل أوضح، وآخر يقوم بإسقاط الشمس على شاشة حتى يرى بالعين المجردة. من جهته، قال عبد الحفيظ باني رئيس الجمعية، إن ظاهرة الكسوف لا تقع إلا كل 11 سنة، مشيرا إلى أن الكسوف الجزئي الذي عاشه المغرب اليوم بلغ نسبة 42 في المائة بمدينة العيون، و54 في المائة بمدينة الرباط، و58 في المائة بطنجة. وأضاف أنه ظاهرة كونية تشكل تهديدا جديا للعين، إذا ما نظر الإنسان إلى الشمس مباشرة دون احتياطات. جدير بالذكر، بأن المختصين في هذا المجال حذروا من النظر إلى قرص الشمس أثناء الكسوف مباشرة بالعين المجردة، لأن ذلك يسمح بدخول أشعة الشمس غير المرئية إلى شبكية العين مثل الأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء، الامر الذي يؤدي إلى تلف غير رجعي في شبكية العين.