يوما بعد يوم تزداد معاناة "الجهاديين المغاربة" و"الجهاديين الأوروبيين من أصل مغربي"، الذين كانوا ضمن صفوف جيش "داعش"، وتمكنوا من الفرار وتجاوز حدود ما يسمى ب"الدولة الإسلامية"، ويوجدون حاليا في مناطق مختلفة من الحدود السورية التركية. جهاديان مغربيان بالقرب من قرية قمر الدين التركية على بعد أقل من كيلومتر من تل أبيض في الحدود السورية التركية تحدثا إلى أخبار اليوم وقالا "نريد العودة إلى الوطن.." "هناك عدد من المغاربة الذين تمكنوا من الفرار من جحيم القتال داخل حدود "داعش"، لكنهم اليوم عالقون بين الحدود التركية السورية ويتقمصون أحيانا صفة اللاجئين السوريين لكي يقتاتوا، ويجدوا مكانا للنوم، كما أن هناك أخبارا تقول إن السلطات التركية تنسق مع الاستخبارات المغربية، وسيلقون القبض علينا ويسلموننا، كما حدث مع بعض الجهاديين.." هكذا تحدث (أ.ن) إلى " اليوم24″، وهو شاب مغربي من الدارالبيضاء، رحل في دجنبر من سنة 2013 إلى سوريا، ثم استلمه وسيط مغربي ينتمي إلى ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية، ورافقه إلى مدينة دير الزور، حيث تلقى هناك "دورة شرعية"، ثم الحق بكتيبة تدرب فيها على حمل السلاح، وبدأت مشاكله حين بدأت الدولة تواجه فصائل جهادية أخرى، لكنه لم يجرؤ على الرفض، لأنه رأى مصير من يرفض القتال، يقول "إنهم يسمونهم الخوالف وعقوبتهم قد تصل إلى الإعدام.."، اليوم (أ.ن) الذي له أسرة وعائلة بأحد أحياء الدارالبيضاء، وقد رفض إغراءات بجلب أسرته إلى سوريا، وبعدما تمكن من الفرار منذ شهرين تقريبا، يريد الآن العودة إلى المغرب، لكنه خائف من الاعتقال والمتابعة.. لماذا لا تريد الإفصاح عن وجهك، تسأله "أخبار اليوم"، لأنني خائف على زوجتي وطفلي". وإضافة إلى الوضع غير القانوني الذي يعاني منه (أ.ن) بعد فقدانه لجواز السفر، فإنه ورغم رغبته في الحصول على مساعدة للعودة إلى المغرب، عبر عن تخوفه من الاعتقال خصوصا بعدما تناهى إلى علمه اعتقال من عادوا من الجهاديين إلى المغرب، وصدور قانون يجرم الالتحاق بأراضي القتال في سوريا والعراق. ليس (أ.ن) وحده من يرغب في العودة وتحدث إلى أخبار اليوم، فهناك شخص آخر من مدينة تطوان يتحدر من حي "راس لوطا"، يعيش نفس الظروف، ويرغب في العودة، يقول (ع.ا)، كنت واحدا من بين العديد من " الجهاديين المهاجرين" (أي الأجانب) الذين التحقوا مباشرة بتنظيم الدولة، لم يجبرونا على تمزيق جوازات سفرنا، لكن الجميع كان يفعل ذلك تحت تأثير الحماسة، تمزيق الجواز كان يعني الولاء المطلق، لكن وضعنا كان سيئا، ولم نكن نحظى بما يحظى به السوريون والعراقيون من امتيازات، وخصوصا أمنية، لقد عرضونا للخطر المباشر، التونسيون فرضوا شروطهم، لكننا في أغلب الأحيان مجرد بيادق، إضافة إلى كثرة المخبرين، وهو ما يجعلك تعيش رعبا حقيقيا، وتنعدم ثقتك في الجميع، تمكنت من الفرار بحجة جلب تجهيزات منزلية مع سيارة نقل من الحدود، وقد عبرنا حواجز عديدة ل "داعش"، وبالقرب من الحدود خرجت بشكل غير قانوني، نحن الآن نحوم حول مخيم لللاجئين. واقع التنظيم كما استقته " اليوم24″ من الجهاديين المغربيين الراغبين في العودة يفيد بأن تراتبية ما يسمى بتنظيم داعش تضع السعوديين والعراقيين في القيادة، ويأتي من ينضم إلى صفوفه من الأجانب أو السوريين في الدرجات الأدنى، فيما يوضع الأجانب المنضمون إلى القتال في الجبهات الأمامية من ساحات المعارك رغما عنهم، بل وبأوامر من البغدادي شخصيا، وغالبا ما يكون التونسيون والمغاربة والشيشانيون في المقدمة. أكثر من مصدر أكد أن من يرفض القتال ضمن قوات البغدادي، يكون مصيره السجن ثم الموت، ومنهم عدد من الجهاديين الأوروبيين من أصول مغاربية، الذين تم إيداعهم سجون مدينة الرقة، التي تتعرض للقصف المستمر.