سعد الدين العثماني، وزير الخارجية والتعاون السابق، ورئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، لم يرد أن يبق صامتا طويلا بعد خروجه من الحكومة، حيث اختار يوم أمس الخميس الحديث عن حزبه وتجربته السياسية. العثماني الذي كان يتحدث أمام طلبة كلية العلوم القانونية والاقتصادية بالرباط، قال أن حزبه يبذل رفقة شركائه في الحكومة كل الجهد الممكن من أجل تطبيق وعود الإصلاح التي قدمها للمواطنين، رغم أن "الشعب أعطى الحزب مقاعد قليلة في الانتخابات و لم يحصل على أغلبية مريحة تسمح له بالعمل،" مضيفا أن "الشعب يجب أن يحاسبه على هذا الأساس، " فعمل أي حزب يحتاج إلى أن "يعطيه الشعب القوة،" مشيرا في نفس الوقت أن حزبه لم يقل يوما أنه سيقوم بالإصلاح لوحده. الوزير السابق انتقد أيضا عدد الوزراء في التشكيلة الحكومية الجديدة، معتبرا إياه "كبيرا وغير معقول"، مشيرا في نفس الوقت إلى وجود "عوائق أدت إلى ذلك" مشيرا إلى بعض النقائص التي تعتري العمل الحكومي ك "التأخر المسجل في إخراج مجموعة من القوانين التنظيمية، وعلى رأسها القانون التنظيمي للجهوية،" مشددا على أن هذا "لا ينفي تميز التجربة المغربية على مستوى الدول المجاورة"، لكون البلد عمل على إصلاح استباقي رغم أنه ما تزال هناك بعض "الشوائب" التي يعرفها كتلك الموجودة في نظام الانتخابات. ولم يفوت العثماني الفرصة لينفي وجود أي "حزازات" بينه وبين الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، قائلا أن ما يحري بينهما لا يعدو أن يكون مجرد "خلافات في الرأي"، وهو الشيء الذي دافع عنه العثماني بكون من واجب أي مسؤول أوعضو للحزب أن يعبر عن آرائه وإلا "سنكون حزبا ستالينيا،" وهو الشيء الذي يسعى الحزب إلى تفاديه من خلال حرصه على حرية الرأي داخل مؤسساته. العثماني، قال أيضا أن حزبه لا يخاف من أن يفقد شعبيته، قائلا أن ممارسة السياسة تستوجب من أي حزب الاستعداد للنجاح أو السقوط، مؤكدا على أنه متأكد بأن حزبه "سيقنع الجماهير المغربية بالتصويت مرة أخرى للعدالة والتنمية."